شفق نيوز/ عدّ رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، يوم السبت، الاتفاق الذي توصلت إليه كل من أربيل وبغداد لاستئناف تصدير نفط الإقليم "خطوة كبيرة نحو حل واسع النطاق" للخلافات والقضايا العالقة بين الجانبين.
جاء ذلك في كلمة القاها خلال الاحتفالية الرسمية بالذكرى الـ42 لتأسيس منظمة "بدر" التي أُقيمت مراسمها في بغداد اليوم.
وقال الرئيس نيجيرفان بارزاني في كلمته مخاطبا القوى السياسية، إن الوقت مناسب الآن للتفكير في المنجزات التي تم تحقيقها من خلال الوحدة في الفترة التي سبقت سقوط نظام صدام حسين، مردفا بالقول: اشتركنا كلنا في الانتصار، وكلنا وفق مستوى مشاركته يتحمل المسؤولية عن الأخطاء والسلبيات التي رافقت العملية السياسية على مدى الأعوام الـ20 الماضية.
وأكد أنه لم يتم لغاية الآن إصدار العديد من القوانين والتي من الواجب إصدارها، وهي التي تضمن نجاح العراق الجديد واستتباب النظام الاتحادي فيه.
كما أشار رئيس إقليم كوردستان إلى أن "العراق يواجه العديد من التحديات الجديدة محليا وإقليميا لذا من الضروري ألا نترك المشاكل العالقة قائمة لكي نتمكن من مواجهة المشاكل والتحديات الجديدة".
وقال أيضا "نحن في إقليم كوردستان سنواصل الدعم وباشكاله كافة لتوجهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني"، واصفا اتفاق استئناف تصدير نفط كوردستان بأنها "خطوة كبيرة نحو حل واسع النطاق للخلافات".
واشاد بارزاني بدور رئيس الحكومة الاتحادية، ورئيس وزراء اقليم كوردستان مسرور بارزاني والفريقين الحكومين لكلا الجانبين.
واعتبر نيجيرفان بارزاني "الحل العراقي" للمشكلات هو "الأفضل، قائلا: الحل العراقي سينجح لأنه لدينا أمر مشترك ألا وهو الدستور العراقي".
وتنشر وكالة شفق نيوز نص كلمة رئيس إقليم كوردستان:
في البدء، وبمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس منظمة بدر، أتقدم بخالص التهاني والتبريكات للسيد الحاج هادي العامري أمين عام منظمة بدر، وأعضاء وجماهير المنظمة، آملاً أن تستمر منظمة بدر بدورها الفعّال في حماية الاستقرار وإرساء الديمقراطية والفدرالية في العراق.
وكذلك اسمحوا لي أن أبارك باسم فخامة الرئيس مسعود بارزاني ذكرى التأسيس لقيادة واعضاء المنظمة، إذ حمّلني فخامته تهانيه وتحياته الخاصة للسيد الحاج هادي العامري.
أيها الحضور الكرام …
يعود تاريخ منظمة بدر إلى عهد مقارعة النظام الدكتاتوري، حين كانت أطراف المعارضة العراقية تخوض نضالاً غاية في الصعوبة في مواجهة النظام السابق. وأسفر التعاون بين القوى السياسية العراقية والكوردستانية في تقوية ثقة كافة مكونات العراق بالنصر.
من هذا المنطلق، انتفض الشعب في العام 1991 ضد النظام، واستمرت هذه الثقة حتى إسقاط النظام سنة 2003، وكان ذلك العمل الجماعي سبب نجاح الأطراف في اجتياز مرحلة كتابة الدستور، وكانت مرحلة غاية في الأهمية من التاريخ المعاصر للبلد.
في هذا اليوم، وبينما نحيي ذكرى تأسيس منظمة بدر ومقارعة الظلم والاستبداد، لا بد أن نستذكر قائد المقاومة الإسلامية وشهيد المحراب سماحة السيد محمد باقر الحيكم، اذ بذل هذا القائد الشهيد جهوداً موفقة في توحيد المقاومة الإسلامية الشيعية والعراقية بصورة عامة، في مواجهة الاستبداد.
وساهم إلى جانب والدي والرئيس مسعود بارزاني ومام جلال، في تعزيز العلاقات بين المقاومة الإسلامية والحركة التحررية الكوردية، إضافة إلى العلاقة الوثيقة القائمة بين عائلة بارزان وآل الحكيم والمرجعية العليا الشيعية في النجف الاشرف. واليوم نسعى ونجتهد لتستمر هذه العلاقة مع المرجعية متينة وقوية.
أيها الحضور الاعزاء..
يوافق يوم غد التاسع من نيسان، حيث الذكري العشرون على إسقاط الدكتاتورية. والآن هو الوقت المناسب للتفكير في هذا النصر الذي تحقق نتيجة للاتحاد. ولنفكّر في مؤتمرَي المعارضة العراقية في لندن وصلاح الدين، اللذين تمت خلالهما صياغة منهاج لعراق ديمقراطي واتحادي.
خلال هذه السنوات العشرين، أصبحت الانتخابات جزءاً من الحياة السياسية، وهذا تطور مهم، فالانتخابات الحرة تمثل في كل مكان وبلد روح الديمقراطية. كذلك تم ضمان تمثيل المكونات في البرلمان ولم يعد العراق يشكل تهديداً لجيرانه. وأصبح للعراق دستورٌ ديمقراطي واتحادي دائم مقبول.
هذه كلها نقاط مهمة ورئيسة في تغير نظام الحكم في العراق. لا شك أن هذه السنوات العشرين شهدت أيضاً الكثير من الأخطاء التي يجب أن نصححها معاً. وبهذه الطريقة يمكن علاج تراجع مشاركة الناخبين في العمليات الانتخابية.
اشتركنا كلنا في هذا الانتصار، وكلٍ منا وفق مستوى مشاركته يتحمل المسؤولية عن الأخطاء وعن السلبيات. لم تصدر حتى الآن قوانين عديدة من التي توجب إصدارها وفق الدستور، لان هذه القوانين هي التي تضمن نجاح العراق الجديد واستتباب النظام الاتحادي فيه.
في العراق، هناك حقيقة من الضروري أن تكون ماثلة أمام أعيننا دائماً، وهي أن الفردية والتمييز العرقي والمذهبي كانا دائماً سبباً للحروب وللدمار في البلاد، لذا قيام نظام اتحادي كامل وتحقيق المساواة بين المكونات، هما السبيل الوحيد لاستقرار العراق وتقدمه. تجارب الماضي المريرة، ألحقت الكثير من الضرر بعموم الشعب، فمن أجل كل مكونات العراق يجب أن نتعلم من تلك التجارب.
يكون العراق مستقراً ومنتصراً عندما يجد الشيعة والسنة والكورد والمسيحيون والتركمان وسائر المكونات، أنفسهم شركاء ومنتصرين فيه. العراق التنوعي هو الذي ينتصر، أما العراق ذو اللون الواحد فلن ينتصر. وتاريخ مائة واثنتين من السنوات الماضية يؤكد هذا بوضوح.
أيها الحضور الكرام ..
أشعر بسعادة بالغة عندما أجد أخي الكريم محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق الاتحادي، يحاول ويعمل بجد لتنفيذ المنهاج الوزاري، وهذا محل تأييد ودعم الجميع. وإننا في إقليم كوردستان سنواصل بشتى السُبل دعم هذا التوجه لدولة رئيس الوزراء، وقد أبلغنا كل أصدقائنا وشركائنا بموقفنا هذا.
إن اتفاق استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان خطوة كبيرة باتجاه حل واسع النطاق. وهنا أثني على رئيس وزراء العراق الاتحادي ورئيس وزراء إقليم كوردستان، السيد مسرور بارزاني، وفريقي التفاوض وأطراف ائتلاف إدارة الدولة.
قلناها من البداية، إن “الحل العراقي” هو خير الحلول. ولو أننا جميعاً عدنا إلى هذا الحل، سنتمكن من حل كل المشاكل. كان بإمكاننا جميعاً البحث عن حلول أخرى، لكن الطريق القويم أمامنا جميعاً هو داخل العراق.
الحل العراقي، يعزز سيادة وانتصار العراق. يقوي ثقة الشعب بالسلطة، ويوطد الثقة بين مكونات العراق.
لو أننا اتخدنا من الحل العراقي نية وهدفاً، سنتمكن من الاطمئنان إلى الاستقرار في الحاضر وإلى انتصارنا في المستقبل. الحل العراقي، ينجح من خلال الشراكة والحوار، ولدينا روح هذه الشراكة وهي التي يمثلها الدستور العراقي.
قبل عشر سنوات، دعا فخامة الرئيس مسعود بارزاني بنية صافية ومن منطلق رؤية استراتيجية، كل الأطراف العراقية للجلوس معاً وقطع الطريق على كارثة كبرى، وإلى العودة للدستور. لكن للأسف لم يحصل ذلك، فوقعت أحداث وكوارث مفجعة في العراق والمنطقة. أما اليوم، فهناك وضع جديد يبعث على الارتياح، ونعتقد أن الأرضية الآن ملائمة للحوار حول كل التحديات، لذلك من المهم أن نبدأ بقلوب صافية ورؤى وحلول وطنية.
العراق، يواجه العديد من التحديات الجديدة المحلية والإقليمية، لذا من الضروري أن لا نترك المشاكل المعلقة قائمة لكي نواجه المشاكل والتحديات الجديدة. وأحدي تلك التحديات هي مخاطر التغيير المناخي. فالعراق واحد من خمس دول هي الأكثر تأثراً بالتغيير المناخي عالمياً، وهذا يستدعي مشاريع استراتيجية ضخمة من جانب الحكومة والبرلمان العراقيين.
وختاماّ أكرر التهاني للاخوة والاخوات فى منظمة بدر، وأدعو كافة القيادات والأطراف السياسية الوطنية إلى حوار بقلوب صافية في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك للعمل لحل كل المشاكل ومن اجل حياة أفضل لعموم شعبنا في العراق الذي يستحقها.
أشكركم جزيل الشكر وأتمنى لكم أوقاتاً طيبة.