شفق نيوز/ وجه جليل النوري المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم السبت، عدة تساؤلات كانت يثيرها الإطار التنسيقي والقوى السياسية الشيعية المناوئة للصدر حول قضايا تتعلق بأوضاع البلد عندما كان يسعى التحالف الثلاثي لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، محذراً من أحداث يشهدها العراق في قادم الأيام "لن يسلم منها أحد".
وقال النوري في مقال مطول نشره اليوم، "ربما سائل عاقل يسأل انه بعد الانسحاب الأخير للكتلة الصدرية من مجلس النواب هل ستختفي خلايا ومقرات الموساد من اربيل؟، وتكون بمأمن من الصواريخ السياسية والمُسيّرات التفاوضية؟، بعد أنْ كانت وكراً للتجسّس وإدارة عمليات الاغتيال والتخريب في نظر اخوة الدين والعقيدة".
وأضاف "هل ستتحول خلايا ثعلب الصحراء الانبارية الارهابية التي يقودها ربيب الصهيونية وابو ظبي الى مواكب حسينية ضمن المحور المقاوم؟، وهل ستكون الإمارات التطبيعيّة ومركز التزوير الانتخابي بالأمس مركزاً للمقاومة ونواة الاعتدال وراعية الديمقراطية اليوم؟".
وأكمل المقرب من الصدر بالقول "هل سيعمُّ في قادم الايام السُبات لصواريخ الكاتيوشا وتنعم السفارة الامريكية وقواعد الاحتلال بالأمن والأمان، ويبقى الوجود الامريكي مشروعاً شرعاً وقانوناً وعرفاً، بعد أنْ ضَجَّت الاصوات بخروجهم جهاراً نهاراً؟، وهل سيغضّ المقاومون الطرف عن أخذ الثأر لشهداء المطار، وتتحوّل بوصلة الثأر الى نيَّة المرء خير من عمله؟".
ومضى النوري في تساؤلاته قائلا "هل سيتحوّل البهلوان الذي ينفذ الأجندات الصهيونية الخليجية الى ابن المذهب وحبيبه بين ليلة وضحاها ويكون الابن المُدلل لأحزاب المكوّن الأكبر والراعي لمصالحهم السياسية؟، وهل سيصبح الرضا والقبول الامريكي البريطاني بالتشكيلة الحكومية ضرورة مُلحَّة وواجبا دينياً ووطنياً بعد أنْ كان مُحرّماً ومُجَرَّماً ومُخالفاً للمباديء؟".
وزاد بالقول "هل سيتحوّل النفط الكوردي المُصَدَّر لإسرائيل إلى ثروة وطنية مصونة واجب رعايتها وانعاشها، بعد أنْ كان الإقليم سارقاً وناهباً لها وداعماً للكيان الغاصب ببيعها له؟، وهل سيكون انبوب تصدير النفط الى العقبة مشروعاً وطنياً خالصاً ينتفع منه المقاومون في فلسطين المُحتلَّة، بعدما كان مُخصّصاً لانعاش اقتصاد الكيان الصهيوني؟".
وتابع بالقول "هل سيغلق القضاء أبوابه أمام استعراضات اللاهثين وراء الشهرة والمديح، وتنتهي بعدها لعبة اللجوء إليه لتحقيق اهداف سياسية حزبية محضة معلومة النوايا؟".
وتساءل ايضا "هل ستتحوّل الصواريخ الموجَّهَة الى قواعد الاحتلال التركي في شمال العراق الى اغصان زيتون للأخ العثماني، صمّام أمان الوحدة العراقية واليد الضاربة لمنع الاكراد من التقسيم؟!".
وقال النوري "هنا لا أريد الإطالة أكثر وطرح الإشكالات بشكل أعمق، لأنها ما عادت خافية على أحد، ولكن اقول لكل المُخادعين والكاذبين مِمّن أوهموا الناس طيلة كل تلك الفترة الماضية: من ان حبل الكذب قصير وان الإحراج سيكون كبيراً عليكم أمامَ جماهيركم قبل الجمهور المناويء لكم، فكل هذه الاشكالات التي صرفتم الملايين من الدولارات لصناعة راي مُخادِع غاياته دنيوية محضة، ستحتاجون اليوم الى ملايين اكثر من تلك التي صرفتموها في الخداع لتنظيف ما خلّفتموه من اوساخ وقاذورات يشمئزُّ منها عقل كل لَبيب".
وخاطب المقرب من الصدر المناوئين للأخير قائلا "اعلموا ان استمرار التدليس والكذب لن تكون عواقبه سهلة بل وخيمة ومُزعِجَة، وما تمَّ الوصول إليه بالكذب سيكون سقوطه أسرع مما تتوقّعون، وستثبت لكم الايام ذلك، أوليسَ الصبح بقريب؟!".
وأثنى النوري على "حركة حقوق على موقفهم الاخير" بالإستقالة من البرلمان العراقي، قائلا: إنْ دَلَّ ذلك على شيء فهو يدلّ على الشعور بالمسؤولية تجاه الوضع المُربَك وغير المُستَقر للبلد وما سينتج عنه في قادم الايام من احداث لن يسلم من نارها احد".
يشار إلى أن الكتل السياسية قد اتفقت في جلسة البرلمان التي انعقدت أول أمس الخميس على المضي في تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة، وفق مبدأ "الشراكة، والتوازن، والتوافق" وهي الشروط التي أعلن عنها الزعيم الكوردي مسعود بارزاني.
وجاء هذا الاتفاق عقب انفراط عُرى عقد التحالف الثلاثي بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وتحالف السيادة برئاسة خميس الخنجر، والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر عقب استقالة نواب الكتلة الصدرية، وانسحاب التيار من العملية السياسية بأمر من الصدر.
وكانت الكتلة الصدرية قد تحصلت على أعلى الأصوات في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في تشرين الأول من العام 2021 إلا أن مساعي زعيم التيار اخفقت في تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة جراء وقوف الإطار التنسيقي الشيعي بوجهها من خلال استحصال فتوى من المحكمة الاتحادية بما يسمى الثلث المعطل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الممهدة لتسمية رئيس مجلس الوزراء.
وكان مصدر نيابي قد أفصح أمس الجمعة لوكالة شفق نيوز عن تشكيل الحكومة الجديدة بعد عطلة عيد الأضحى، وفيما بيّن أنها ستكون حكومة "محاصصة مكوناتية"، أكد ترقب الكتل السياسية خارج البيت الشيعي لوزارات التيار الصدري بعد استقالة نوابه وعدم مشاركتهم في الحكومة المقبلة.