شفق نيوز/ دعا رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، يوم السبت، إلى ترسيخ النظام الاتحادية في العراق والارتقاء به إلى مستوى الإتحاد القائم في أوروبا بما يضمن حقوق المكونات كافة في البلاد.
جاء ذلك في كلمة له خلال مؤتمر القضية الكوردية في الشرق الأوسط المنعقد أربيل، إنه "طيلة السنوات تعرض شعب كوردستان والقومية الكوردية الى الكثير من الغدر من قبل المكونات الاخرى في المنطقة وتعرضوا للكثير من الظلم والاضطهاد وهذا الامر لم يكن وليد العام والعامين بل عشناها طيلة 100 عام واليوم بدلا من ان نفكر بحلول لهذه المشاكل ينشغل الكثير في تعقيدها".
وأضاف أن "مشكلة الكورد في الشرق الاوسط دولية وعالمية وعلينا جميعا ان نشخص المشاكل والنقاط التي نواجهها في المنطقة".
وأكد مسرور بارزاني أن "الكثير من الدول في المنطقة للكورد ان يتحدثوا عن قوميتهم وترفض دوما الحديث عن المشاكل ويتهمونهم بانهم إنفصاليين ويريدون تجزأة المنطقة"، مردفا بالقول "نحن لا نقبل بهذه الاتهامات وبحل مشكلتنا يمكننا ان نكون عاملا للاستقرار في المنطقة، ونحن نسعى إلى ان ندير أنفسنا واستطعنا ان نحقق الكثير من المكتسبات والنجاحات وتصحيح التفسير الخاطئ الذي يصاحب القضية الكوردية واثبتنا بأننا يمكن أن نكون عامل استقرار في المنطقة".
وأكد أن مشكلة القضية الكوردية مع الحكومات والمؤسسات السياسية وليست مع الشعوب، والقوميات الاخرى بل مع بعض من اصحاب السلطات الذين لم يفكروا بحكم متساو بل كانوا يفكرون فقط باضطهاد هذا الشعب المظلوم".
الحرب ضد داعش
وقال رئيس حكومة الإقليم إنه "في الفترة الماضية بعد الحرب ضد داعش أكثر مليوني نازح ولاجئ من العراق وسوريا اتوا الى كوردستان وفتحنا أبوابنا لهم واصبحنا ملاذا لهم كمستضعفين وهم يعتقدون الآن بأن كوردستان مكان امن ونحن لا نمن على أي شخص بل هذا واجب انساني وقومي".
النموذج العراقي والقضية الكوردية
وتحدث مسرور بارزاني في كلمته المطولة عن النموذج العراقي قائلا: ان الدولة العراقية لم تستطع أن تثبت الاستقرار، ولم تستطع تقديم الخدمات لشعبها، وأحد أسباب هذه المشاكل يمكن في عدم حل القضية الكوردية والحكومات الدكتاتورية كانت تفكر في تدمير ومحو كوردستان مما ادى الى هذه".
وأكد أن جميع العراقيين خسروا بسبب الحروب المفتعلة، وفي الستينيات والسبعينيات الحكومة العراقية كانت تهاجم شعب كوردستان وخرقت اتفاقية اذار، مؤكدا أن هذه المسألة ادت الى ان تكون الحكومة العراقية ايلة للسقوط وتنازلت لشاه إيران في العام 1975 ".
وأوضح أن هذه الاتفاقية (بين العراق وإيران) لم تستمر وادت الى سقوط نظام الشاه وتهديد الحكومة العراقية وأدت الى حرب استمرت 8 سنوات بين العراق وايران أدت إلى تدمير الاقتصاد العراقي واقتحام نظام صدام حسين الكويت و اندلاع حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية فما الذي بقي للعراق؟.
وقال ان عدم حل القضية الكوردية ادى لعدم استقرار العراق.
الكورد وحقوق الانسان
واضاف "نحن نتحدث عن حقوق الانسان وحقوق الفرد والعنصر والجنس ولكن اين حقوق القوميات؟ هل تم احترامها؟ بالتأكد الجواب لا، ولكن احترام حقوق الانسان والاديان والقوميات والتعايش السلمي راسخ في إقليم كوردستان.
كما أشار مسرور بارزاني إلى ان هناك فكرا واضحا في ترسيخ حقوق الانسان وشعبنا لو حصل على الفرصة لكنا قد بنينا الكثير للمنطقة وللعالم.
وأكد ان شعب كوردستان في السنوات الماضية مثل القوة لقتال الإرهاب، ولم يسمح بتوسع إرهابيي داعش، و كان متواجدا منذ البداية في للتصدي لهذا التنظيم، وعندما فشلت الفرقة 12 في الجيش العراقي أمام داعش استطاعت البيشمركة ان تملأ الفراغ الذي تركته تلك الفرقة".
حكومة إقليم كوردستان والمصاعب
ونوه ان حكومة إقليم واجهت الكثير من الأزمات والمصاعب والحصار ولكنها تمكنت من إنقاذ نفسها وبينت أنها نموذج مهم واثبتت ان شعب كوردستان يستطيعوا بناء نفسه.
وأكد ان "القضية الكوردية لا تحل بالكورد فقط بل يجب ان تكون هناك حوارات مع القوميات والاديان الاخرى في المنطقة عندما نفكر بحل لهذه القضية يجب ان ننظر الى المنطقة والعالم بأسره".
العراق والثروات الطبيعية
وتطرق مسرور بارزاني إلى ثروات العراق قائلا" ان العراق يمتلك ثروة هائلة تحت الأرض وثروة بشرية كبيرة اذن لماذا لم يتم استغلالها في تحقيق الأمن والاستقرار؟ ذلك لعدم وجود ادارة جيدة وعدم تطبيق الدستور ولو تم تطبيق الدستور لتحقق الاستقرار والأمن والرفاهية".
وذكر أن مئات المليارات الدولارات عائدات العراق خمسة بالمئة منها حصة الاقليم من الموازنة واستطاع بتلك النسبة ان تطور كوردستان نفسها وإذا ما قارنا بينها وبين مناطق الجنوب والغرب والوسط من العراق نجدا الفرق شاسعا، أين تلك التطورات في هذه المناطق؟ .
انعدام الثقة بين المكونات في العراق
وتحدث رئيس حكومة الإقليم عن انعدام الثقة بين المكونات في العراق، ان هذا الامر ولد الخوف والريبة بين الجميع، والمخاوف ما تزال قائمة في تكرار مأسي الماضي في العراق لذلك اود ان اؤكد باننا يجب ان ننظر الى الانظمة والحكومات في العراق قد جربناها فلم يحل السلام والاستقرار في المنطقة لماذا؟ هنا يجب ان تعي الحكومات ان استمرارية الكيان الحالي بمراعاة هذه الدولة لحقوق المكونات وتبديد المخاوف في المحو والتهميش يجب ان تكون هناك حلول سلمية نستطيع من خلالها ان نبني أرضية واسعة للتعاون بين الجميع.
وأكد مسرور بارزاني لدينا الكثير من المشتركات بين جميع المكونات الدينية والقومية في العراق فلماذا لا نركز على هذه المشتركات؟.
وأضاف أن هذا النظام في العراق يجب ان يحتوي على نقطة اساسية بعدم السماح لأحد ان يعمل بمزاجه، مشيرا إلى أن النظام الاتحادي جيد ولكن الكثير من النقاط المتعلقة به تم التجاوز عليها.
وشدد مسرور بارزاني انه ينبغي التفكير بآلية تقطع الطريق أمام السلطات التي تريد إضطهاد الشعب، و هناك تقصير كبير في هذا الموضوع نحن جميعنا اذا أردنا العيش في استقرار يجب ان يكون هناك شراكة ومساواة والعدالة.
ونبه إلى أن كوردستان لم تتطور على حساب اي منطقة من العراق بل على العكس تعرضنا للغدر والاضطهاد حتى الحصة التي كانت تمنح بانتقاص تم قطعها ومع ذلك نشهد الكثير من التطورات في الاقليم واصبحت كوردستان نموذجا يحتذى في المنطقة، والتطور في كوردستان يجب ان يكون تطورا للعراق بأسره.
ومضى رئيس حكومة الاقليم بالقول لكي نتخلص من المشاكل يجب ان يكون النظام على مستوى ثقة ومطالب الجميع.
وخلص بالقول "نحن نطالب ان يكون هناك تفكيرا جادا وان نخلق نظاما في العراق لا يتم اضطهاد احد فيه و يجب ألا نشعر ان نكون مجبرين في هذه الدولة".
نموذج الاتحاد الأوروبي والعراق
وتطرق رئيس حكومة الاقليم إلى النظام الاتحادي القائم في أوروبا وقال رئيس حكومة الاقليم "انظروا الى الإتحاد الأوروبي فإن الكثير من المشاكل بين ألمانيا وفرنسا كانت قائمة ولكنها تحولت بين الطرفين فيما بعد الى اتحاد الاوربي لماذا لا نخلق اتحادا فيا العراق مماثل له بالترغيب لا بالترهيب يجب ان يكون هناك ضمان في نيل الحقوق يجب الا يتخوف مكون من مكون اخر يجب ان نمحو هذه الثقافة و نؤسس لسياسة مرتبطة بالنظام الدولي".
وخلص بالقول إن "حل مشكلة الاقليم في العراق سوف يجعل من الكورد نموذجا في يُحتذى به في العالم والمنطقة".