شفق نيوز/ تمكن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، من تحييد نائبه الموالي لإيران، أبو مهدي المهندس، وذلك بعد إعلان الهيكلية الجديدة للحشد.
وأعلن الحشد الشعبي السبت، الهيكلية الجديدة، التي وافق عليها رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي، والتي تضمنت منح رئيس الهيئة فالح الفياض، صلاحية التعيين بالوكالة، وإلغاء منصب نائب رئيس الهيئة الذي كان يشغله المهندس.
وكان عبدالمهدي أصدر أمرًا بهيكلة الحشد قبل أشهر، ليطلب الفياض مهلة شهرين لإجراء هذه الهيكلة، إذ شهدت هذه المدة خلافات حادة بين الطرفين (الفياض والمهندس)، استوجبت تلك الخلافات زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى العراق لتسوية النزاع.
المهندس رفض الهيكلية الجديدة
وبحسب مصدر مطلع، على طبيعة الخلاف، فإنّ ”المهندس كان قد رفض الهيكلة الجديدة، التي تقسم الحشد إلى ثمانية مناطق في الشمال والجنوب والوسط والغرب، فضلًا عن إلغاء منصب نائب رئيس الهيئة، وإحلال رئيس الأركان مكانه“. بحسب ارم.
واضاف أنّ ”المهندس شعر من تلك الخطوة بأنه غير مرحب به في هيئة الحشد خلال الفترة المقبلة، إذ إن منصب رئاسة الأركان، يتطلب ضابطًا برتبة عالية، فضلًا عن أنه لا يلائم المهندس الذي يرى فيه تصغيرًا لنفسه“.
وأشار إلى أن ”زيارة قائد قوة القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، إلى بغداد خلال الأيام القليلة الماضية، كانت في هذا الإطار، إذ أوضح الفياض لسليماني طبيعة المرحلة التي يمر بها العراق، وعدم التزام أغلب الفصائل المسلحة، وعلى رأسها؛ فصائل المهندس بالقرار الرسمي، وحديثهم العلني عن انخراطهم في التوتر بين إيران وواشنطن، على الرغم من عدم حدوث شيء، وهو ما قابله سليماني بالتفهم“.
كيف جاء المهندس للحشد الشعبي؟
وخلال تأسيس الحشد الشعبي عام 2014، عيّن المهندس نفسه نائبًا لرئيس الهيئة، في ظروف غامضة، دون صدور كتاب رسمي من رئيس الوزراء بشأن ذلك، خاصة وأن ظروف تأسيس الحشد جاءت في وتيرة متسارعة، وكان في بادئ الأمر عبارة عن متطوعين غير منضووين تحت أي جهة.
والمهندس، قضى أغلب حياته في إيران، وهو يؤمن بولاية الفقيه، ويتقن اللغة الفارسية، وعلاقاته وطيدة بشكل كبير مع الحرس الثوري، ومدرج على قوائم الإرهاب التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ويقود عدة فصائل مسلحة في العراق على رأسها كتائب حزب الله.
ويرى الخبير الأمني هشام الهاشمي، أنّ الهيكلة الجديدة للحشد تتمتع ببعض الإيجابيات، فمثلًا: ”على مستوى العقيدة العسكرية باتت عقيدة التشكيلات العسكرية التابعة لكلّ من حشد الدولة الذي ينسجم مع سياسة منظومة الدفاع الوطني العراقية تختلف من حيث تعريف العدو والقتال خارج الحدود، عن عقيدة حشد الفصائل (وهم مجموعة عقائدية دينية أكثر انسجامًا مع سياسة ايران في المنطقة)، تتركّز أهدافها على حماية المكاسب الشيعية السياسية في العراق والمنطقة تبعا لتقليدهم الديني للمرشد الأعلى علي خامنئي، على حماية هذه العقيدة من المخاطر الداخلية والخارجية“.
وأضاف أنّه ”لذلك تسعى الهيكلة الجديدة لهيئة الحشد لبناء عقيدة الحشد على الدفاع عن السيادة الوطنية وحماية مؤسسات الدولة العراقية من التمرد الداخلي والعمليات الإرهابية، لتصبح تشكيلاته أقرب إلى تشكيلات القوات الخاصة منها للتشكيلات العسكرية والأمنية، وتشبه إلى حد كبير قوات الطوارئ“.
ويقول متابعون للشأن العراقي، أن فالح الفياض يميل بشكل عام، إلى ”ضبط الحشد الشعبي، ويختلف عن المهندس، بعلاقاته المتوازنة نسبيًا مع كل من إيران والولايات المتحدة وروسيا، ولا يندفع إلى صراعات من أجل الدول المجاورة، على عكس المهندس الذي أعلن خوضه أي صراع بين واشنطن وطهران، ضمن صفوف الإيرانيين، وجعْل العراق مسرحًا للقتال، مع عدد من الفصائل“، وفق تعبيرهم.
وبشأن مساعي الفياض لضبط الحشد، يرى المحلل السياسي وائل الشمري، أنّ ”هيكلة الحشد الشعبي الجديدة بحاجة إلى مزيد من الوقت، ونوايا صادقة، لتفتيت تلك التجمعات العقائدية، التي لا تؤمن بالعراق، ويتبع كثير منها ولاية الفقيه، ولو كانت هناك إرادة حقيقة، لتم تشتيت هؤلاء المقاتلين وتوزيعهم على الأفواج والألوية، بهدف منعهم من الانصياع إلى قائدهم أو زعيمهم الذي يمكنه الآن استدعاؤهم في أي وقت“.
وأضاف أنّ ”الحشد حاليًا هو عبارة عن ألوية عسكرية، وكل لواء يتبع للقائد الذي شكّله، وبالتالي مسألة الهيكلة لا تجدي كثيرًا دون حل تلك المسألة، وتأطير عملهم كما هو حال الجيش والشرطة وبقية قوى الأمن“. تقول ارم.