شفق نيوز/ عبرت قوى سياسية شيعية رئيسة يوم الاربعاء عن رفضها لتكليف رئيس الجمهورية برهم صالح لعدنان الزرفي رئيس كتلة ائتلاف "النصر" بزعامة حيدر العبادي لمنصب رئيس مجلس الوزراء.
وكانت قوى شيعية قد اجتمعت في منزل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي امس الثلاثاء لبيان موقفها من التكليف وهي: تحالف الفتح بزعامة الامين العامة لمنظمة بدر هادي العامري، وائتلاف دولة القانون، كتلة العقد الوطني، كتلة النهج الوطني.
وعقل الاجتماع اصدرت تلك القوى بيانا مذيلا بتوقيعها جاء فيه "في الوقت الذي يعيش فيه شعبنا اوضاعا استثنائية وازمات حادة على الصعد الاقتصادية والصحية والاجتماعية، نعيش مع استحقاق دستوري حاكم تأخر حسمه ووقعت فيه مخالفات دستورية وتجاوز للاعراف والسياقات السياسية المعمول بها في الدولة العراقية الاتحادية وآخرها ما حدث من اقدام فخامة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح على تجاوز جميع السياقات الدستورية والاعراف السياسية وذلك من خلال رفضه تكليف مرشح الكتلة الاكبر ابتداءً بطريقة غير مبررة واعلانه ذلك رسميا وذلك ما يقلقنا من ان حامي الدستور يعلن مخالفته الدستورية على الملأوقيامه اخيرا بتكليف مرشح اخر دون موافقة اغلبية الكتل المعنية بذلك".
واضاف البيان "وعليه فاننا نعلن رفضنا الواضح لهذا المسار وما نتج عنه من تكليف...وسنستخدم جميع الطرق والوسائل القانونية والسياسية والشعبية لإيقاف هذا التداعي الذي ان استمر لا سامح الله فانه سيهدد السلم الاهلي ويفكك النسيج الوطني".
ودعت تلك الكتل شركائها "في الوطن الوقوف موقفا وطنيا واضحا وصريحا لمنع هذه التجاوزات وما ينتج منها واعادة الامور الى نصابها الدستوري حفاظا على الشراكة الوطنية ومصلحة الجميع ولكي ينعم العراق والعراقيون بالامن والاستقرار".
وكانت تلك القوى قد رشحت مسبقا محافظ البصرة اسعد العيداني لمنصب رئيس مجلس الوزراء الا ان رئيس الجمهورية قام بترشيح محمد توفيق علاوي بدلا منه حيث لم يحظ الاخير بثقة البرلمان.
ويدعم المكلف الجديد عدنان الزرفي من القوى الشيعية كل من تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وائتلاف "النصر" وعدد من النواب.
وعلى صعيد مواز اعرب "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم عن اعتراضه على آلية تكليف الزرفي.
وذكر التيار في بيان انه "تابع الآلية التي اعتمدها فخامة رئيس الجمهورية في التكليف الجديد لمهمة تشكيل الحكومة الانتقالية القادمة ، فإننا نبدي اعتراضنا على تلك الآلية وتحفظنا على الطريقة التي أعتُمدت في هذا التكليف بنحوٍ يعكس عدم الإكتراث لعدد مهمٍ من القوى الأساسية في الساحة السياسية ، على الرغم من ثقتنا بحسن النوايا وتقدير المصلحة العامة".
قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن العراقيين يريدون حكومة تحافظ على سيادة البلاد وتوفر الاحتياجات الضرورية وخالية من الفساد وتحمي حقوق الإنسان.
وأضاف بومبيو، في تغريدة على تويتر، أنه "إذا وضع رئيس الوزراء العراقي هذه المصالح على رأس أولوياته فسيحظى بدعم أميركي ودولي".
وكان عدنان الزرفي المكلف بتشكيل الحكومة العراقية، قد دعا إلى التحضير لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وذلك في كلمة ألقاها مساء الثلاثاء.
وقال الزرفي في كلمته إنه سيعمل على التحضير لإجراء انتخابات "بالتعاون مع ممثلية هيئة الأمم المتحدة في العراق، خلال مدة أقصاها سنة واحدة من تشكيل الحكومة القادمة".
وتعهد رئيس الوزراء الجديد ببذل "جهد أكبر لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا"، ودعم خلية الأزمة، و"اتباع السياقات العلمية المعمول بها في الدول المتقدمة".
وكلف رئيس الجمهورية برهم صالح، رئيس كتلة "النصر" البرلمانية ومحافظ النجف السابق عدنان الزرفي تشكيل الحكومة الجديدة خلال 30 يوماً.
ويأتي تكليف الزرفي بعد فشل القوى السياسية بالوصول إلى اتفاق بشأن مرشح رئاسة الحكومة، وهو ما يشي بأن الزرفي سيواجه اعتراضات داخل البرلمان.
والزرفي ثاني مكلف بتشكيل الحكومة، بعد تنحى رئيس الوزراء المكلف السابق محمد توفيق علاوي مطلع الشهر الجاري إثر فشله في إقناع الكورد والسنة وبعض القوى الشيعية في منح الثقة لتشكيلته الوزارية.
وأجبرت احتجاجات شعبية غير مسبوقة حكومة عادل عبد المهدي، على تقديم استقالتها ديسمبر/مطلع كانون الأول 2019، ومنذ ذلك الوقت لم يحسم تشكيل حكومة جديدة جراء خلافات عميقة بين الكتل السياسية فضلاً عن رفض الحراك الشعبي لأغلب الأسماء المطروحة.
ويُصر المتظاهرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين، عام 2003.