شفق نيوز/ استنكرت العديد من القوى السياسية، يوم السبت، الاعتداء الذي تعرض له مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد، والإهانة التي لحقت بعلم الإقليم على يد مجموعة من انصار الحشد الشعبي تطلق على نفسها "ربع الله".
وتعرض الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني، إلى هجوم من قبل مجموعة شبة عسكرية، اقدمت على اقتحام مقر الحزب واضرام النار فيه، فيما قام بعض عناصر هذه المجموعة بتدنيس علم كوردستان وشعار الحزب.
"اعتداء محرم"
رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي، وصف "الاعتداء" على الاملاك العامة والخاصة بأنه من "المحرمات".
وقال علاوي في تغريدة على حسابه بموقع تويتر وتابعتها وكالة شفق نيوز، "في ظرف حرجٍ احوج مانكون فيه الى تغليب الحكمة والاعتدال وترسيخ مفاهيم العيش المشترك، فان شق الوحدة الوطنية والاعتداء على الاملاك العامة او الخاصة لن يخدم مصلحة البلاد، وهو من المحرمات".
وأضاف أن "الوطن لايتحمل مزيداً من الصراعات خاصة من قدم تضحيات ضد الدكتاتورية ومن حارب داعش".
تهديد للعملية السياسية
من ناحيته؛ عد حزب "الحل" إحراق مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العاصمة بغداد هذا اليوم، عملية مدانة وتشكل تهديداً "للعملية الديمقراطية في العراق" القائمة على التعددية الحزبية وحرية التعبير عن الرأي .
وأكد حزب الحل في بيان له ورد إلى وكالة شفق نيوز؛ أن تكرار ظاهرة حرق المقار والممتلكات العامة والخاصة ووسائل الإعلام وتكميم الأفواه دون أي إجراء أمني رادع ، يشكك في قدرة الأجهزة الامنية الحكومية على فرض القانون وبسط سيطرتها وحماية أمن المواطنين والتعددية الحزبية، ومنع أعمال الحرق والتخريب ومحاباة الفاعلين ، ويضع رئيس الحكومة أمام مسؤولية الحفاظ على التعددية والديمقراطية .
وشدد بيان حزب الحل؛ على ضرورة "إعادة التفكير جدياً في العمل السياسي المنتج في ظل بيئة سياسية مستقرة تهيئ لإنتخابات مبكرة نزيهة بعيداً عن تهديد السلاح والأنفلات الأمني"، داعين إلى ضرورة "إشاعة ثقافة احترام حرية الرأي والرأي الآخر دون المساس بالرموز والمؤسسات والشخصيات الوطنية وبما يضمن الحفاظ على التعايش السلمي المجتمعي وتعضيد أواصر الشراكة والعمل السياسي المشترك وتعزيز مرتكزات بناء دولة المواطنة".
سياسة "حرق الأعلام"
ائتلاف النصر، برئاسة حيدر العبادي، استنكر بدوره "الاعتداء" على المقار والممتلكات العامة والخاصة، داعياً الى الوحدة الوطنية.
وأكد النصر في بيان له، ورد إلى شفق نيوز، "رفضه للاعتداء على المقرات والممتلكات العامة والخاصة بالعاصمة بغداد وغيرها، ودان سياسة "حرق الأعلام" وأي تصعيد يؤدي الى إضعاف الوحدة الوطنية.
كما دعو الحكومة لممارسة مسؤولياتها في الحفاظ على الأمن والإستقرار وبسط سيادة الدولة".
وأشار الى أن "الحشد الشعبي والبيشمركة حاربا جنباً الى جنب ضد الإرهاب مع باقي صنوف قواتنا المسلحة، وليس من الحكمة دق إسفين العداء بينهما أو توظيفهما لأجندات سياسية إو إنتخابية".
ودعا ائتلاف العبادي، جميع المستويات السياسية "لتوخي الحذر بإطلاق التصريحات غير المسؤولة، أو القيام بأفعال تزعزع التعايش السلمي والوحدة الوطنية، خاصة في هذا الظرف الذي تواجه فيه البلاد تحديات مصيرية".
عمل مرفوض
من جهته، رأى الحزب الإسلامي العراقي، حرق مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد، "عملأ مرفوضاً، لا يمكن القبول به".
وأشار الحزب في تصريح صحفي أصدره بهذا الخصوص، وورد الى شفق نيوز، إلى أن "حالة التجاذب السياسي، وتبادل الاتهامات، وتطورها الى احراق مقرات الاحزاب، ترسيخ سلبي لثقافة تغليب القوة على الحوار، والتخاصم على التحاور".
كما طالب، "كافة القوى السياسية، والأجهزة الحكومية، لبذل أقصى جهودها من اجل عدم تكرار مثل هذه الأفعال، وايقاف العناصر المتسببة، ومحاسبتهم قانونياً، أياً كانت الاسباب التي تعلن"، مشدداً على أن "هناك اساليب كثيرة لعلاج الاختلافات في المواقف وتحت مظلة القانون وباساليبه المتفق عليها".
وتابع: أن "هذا الحدث يدل على ضعف الحكومة، وعدم قدرتها على حماية المشاركين في العملية السياسية، والوقوف عاجزة امام انتشار حالات الترهيب بالهجوم على السفارات، ومقرات الاحزاب، وبيوت الشخصيات السياسية، بسبب الاختلاف في الرأي وهو مؤشر لغياب حرية الرأي والرأي الاخر وفرض الارادات بقوة السلاح والتهديد".
وتساءل الحزب الاسلامي في بيانه قائلاً: "اذا كانت بغداد غير امنة للعراقيين، فكيف يكون الحال مع الاجانب وضيوف العراق؟ ولمصلحة من تثار وتقع مثل هذه الأفعال؟ وماهو مصير العملية السياسية والانتخابات القادمة مع هكذا افعال تسيء لكل العراقيين".
لغة "المليشيات الشيعية"
النائب فائق الشيخ علي، رأى أن "لغة الإحراق هي التي تسود لدى الميليشيات الشيعية عند الاختلاف في الرأي مع الآخر" على حد قوله.
وأضاف الشيخ علي في تغريدة اطلعت عليها وكالة شفق نيوز، أن "لغة التقسيم والانفصال هي التي تترسخ هذه الأيام لدى الأكراد والسُنَّة جرّاء استهتار الميليشيات وصبينتها!"، محذراً بالقول "العراق نحو التمزّق والتفتت! سيزدهر الأكراد والسُنّة. وسيُذَلُّ الشيعة ويُستَعبَدوا للأسف".
واقتحم العشرات من أنصار الحشد الشعبي، صباح اليوم السبت 17 تشرين الثاني2020، مقر الديمقراطي الكوردستاني، وهو الفرع الخامس للحزب وأضرموا النيران فيه احتجاجاً على تصريحات لعضو مكتبه السياسي هوشيار زيباري، اعتبروها "مسيئة" للحشد.
وجاء الحادث بعد دعوات متكررة لحسابات على منصات التواصل الاجتماعي محسوبة على فصائل في الحشد مقربة من إيران، بينها "ربع الله" و"صابرين نيوز" للاحتجاج أمام مقر الحزب في بغداد.
وتعقيباً على الحادث، قال مسؤول فرع الحزب في بغداد شوان طه لوكالة شفق نيوز، إن "الحكومة الاتحادية اخفقت في توفير الحماية اللازمة لمقر الفرع".
وأضاف طه، "سنرفع دعوى قضائية ضد الحكومة الاتحادية لأنها لم توفر الحماية للمقر". وبشأن الجهات التي اقتحمت المقر قال إن "جماعة (ربع الله) والحشد الشعبي هم من شارك في التظاهرة"، مستدركا القول "لكن نترك للأجهزة الأمنية التحقيق في الموضوع".