شفق نيوز/ علقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية على جولة رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الخليجية قائلة إنه يتعين عليه ان يتخذ موقفا دقيقا وهو يسير نحو الخليج مراهنا على دعم إضافي من الرياض وأبوظبي.
وتحت عنوان "رئيس حكومة العراق يراهن على دعم الخليج في ظل نفوذ إيران"، ذكرت الصحيفة الاسرائيلية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان الكاظمي يدرك ان ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن تفكر في العودة الى المفاوضات النووية مع ايران، وان الكاظمي يدرك ان الميليشيات الموالية لإيران والاحزاب السياسية، تهيمن على الوضع في العراق.
ولهذا، تساءلت الصحيفة الإسرائيلية إلى أي مدى بإمكان الكاظمي المضي قدما في العلاقة مع الخليج، وما اذا كانت دول الخليج بمقدورها أن تحقق التوازن مع إيران في العراق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الشهور الماضية كانت هناك شائعات حول زيادة الاستثمارات السعودية في العراق، وهو ما أثار جدلا من جانب الشيعة المؤيدين لإيران الذين يعارضون الرياض ويتهمون دول الخليج بأنها دعمت المتطرفين السنة في العراق.
وتابعت ان ذلك ربما لم يعد صحيحا حيث ان دول الخليج تريد الاستقرار في العراق، لكن "اصدقاء ايران" يقولون ايضا ان الخليج يقوم بتطبيع علاقاته مع اسرائيل وان دول الخليج هي دمى للولايات المتحدة، في حين أن إيران هي التي "تقاوم" السعودية واسرائيل. وفي هذا الاطار، فإنهم يؤيدون معارضة الأموال الآتية من الخليج.
الا ان الكاظمي لا يتفق معهم حول ذلك، وخلال الأعوام الخمسة الماضية، فان الولايات المتحدة حاولت ان تجلب العراق ليكون أكثر قربا من الرياض، وقد تحقق ذلك برغم عقدين من العلاقة الحادة بعد حرب الخليج، وقد فتحت الحدود، واستؤنفت الرحلات الجوية الى جانب العلاقة الديبلوماسية. وحتى ان السيد مقتدى الصدر التقى مع السعوديين في العام 2017 واصبح مؤيدا لتحريض اقل ضد الرياض.
واشارت الصحيفة الى ان الكاظمي الذي واجهه أوقات صعبة منذ ان تولى منصبه في العام الماضي، قام قبل ايام بزيارة الى السعودية، فيما كان الميليشيات المؤيدة لايران هددته في السابق وتوعدت بالاستمرار في شن هجمات على القواعد الاميركية.
وبحسب الصحيفة، فإن الكاظمي يبدو غير قادر على السيطرة على الميليشيات، لكنه يريد حوارا مع الولايات المتحدة ويأمل بالحصول على دعم اضافي من ادارة بايدن، وهو قد يرغب في تحقيق توازن مع ايران، لكن من غير الواضح كيف سيتمكن من تحقيق ذلك.
وخلال زيارته الى دولة الامارات العربية المتحدة، قال الكاظمي ان جولته مرتبطة بمقاربة حكومته لتعزيز علاقات العراق مع المنطقة العربية وتعزيز العلاقات الدولية. ونقلت الصحيفة عن ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان قوله ان دولة الامارات العربية المتحدة تبقى ملتزمة بدعم استقرار وتقدم العراق وشعبه.
وبحسب الصحيفة، فإنه برغم المحادثات حول العلاقات الاخوية، فانه من غير الواضح ما الذي بإمكان السعودية والامارات القيام به من اجل العراق، مشيرة الى ان البلد منقسم، وان الدولتين قد تختارا ان تساهمان في اعادة اعمار المناطق المتضررة في الحرب مع داعش او الاستثمار في اقليم كوردستان.
وختمت الصحيفة الاسرائيلية بالقول ان امام الكاظمي عدة قضايا بحاجة الى المعالجة بعد عودته من جولته الخليجية، من بينها تحقيق الاستقرار، ومكافحة وباء كوفيد19، وجلب الرفاهية للعراق وتأمين سلامة البلد مجددا.