شفق نيوز/ افاد مصدر مقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بتفاصيل المباحثات الخاصة التي جرت مساء يوم الاثنين، بين الصدر وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري اسماعيل قاآني.
وهذه المباحثات هي الثانية من نوعها بين الصدر وقاآني خلال ساعات، بعد أن وصل العراق أمس الأحد.
وجاءت المباحثات الثانية، بعد وقت قليل من مباحثات مكثفة اجراها قاآني مع قادة الإطار التنسيقي بحضور قيادات في الفصائل الشيعية المسلحة.
وقال المصدر بمكتب الصدر- الحنانة- لوكالة شفق نيوز، إن "قاآني جاء إلى الصدر بعنوان إيجاد حل للخلافات الشيعية- الشيعية، وإعادة ترتيب البيت الشيعي وفق المعادلات السياسية المعتمدة منذ 2003، لكن الصدر رفض سيناريو تشكيل حكومة توافقية تعتمد العرف السياسي في توزيع المناصب والحقائب".
وأضاف أن "قاآني عجز ايضاً عن تغيير موقف الصدر من بعض قيادات الإطار، وبالتحديد رفضه- الصدر- التخفيف من اشتراطاته لاسيما المتعلقة بإبعاد زعيم دولة القانون نوري المالكي عن توليفة الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى تأكيده على إحالة ملفات الفساد المالي والأمني إلى الجهات المعنية".
ولفت إلى أن الصدر لم يبدِ ممانعة من مشاركة نواب من دولة القانون وقوى اخرى.
وتابع "وسط تلك الاحداث وفشل (قاآني) في تحقيق ما جاء من اجله، قد يصار إلى عدم انعقاد الاجتماع المرتقب بين قوى الإطار مع الصدر، كما أن المسؤول الايراني أكد أنه سيعاود الكرّة ويزور النجف في الأيام القادمة في محاولة جديدة لاقناع الصدر بضرورة توحيد البيت الشيعي والتغاضي عن الخلافات التي يمكن تجاوزها".
ويأتي ذلك، في خضم عدم توصل رئيس تحالف فتح هادي العامري، إلى تفاهمات خاصة بتشكيل الحكومة الجديدة مع القادة الكورد، وذلك بعد اجتماعات مكثفة عقدها في أربيل التي وصلها صباح اليوم الاثنين،
واجتمع العامري مع كل من الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، ورئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني.
وأبلغ مقرب سياسي مطلع في إقليم كوردستان وكالة شفق نيوز، أن العامري لم يستطع التوصل إلى اتفاق محدد مع الزعيم الكوردي مسعود بارزاني بشأن الحكومة الجديدة في بغداد.
وأضاف، أن العامري طرح خلال اجتماعاته اسم حيدر العبادي مرشح تسوية لرئاسة الحكومة، إلا أن ذلك قوبل برفض بارزاني.
وبين أن العامري طرح أيضاً مقترح أن تتشكل الحكومة الجديدة من 50% من الوزراء التابعين للتيار الصدري، مقابل وزيرين للكورد الذين لهم ايضاً حصة رئاسة الجمهورية ونائب رئيس البرلمان، وأن تتقسم بقية الوزارات بين السنة والإطار التنسيقي، مشيراً إلى أن هذا المقترح قوبل أيضاً برفض بارزاني.
وبين أن بارزاني أخطر العامري بضرورة وجود توافق شيعي على أية توليفة حكومية قبل أن تعرض على الكورد.
وفي وقت سابق من اليوم، أفاد مصدر بالإطار التنسيقي لوكالة شفق نيوز، محاولة الإطار الدفع بكل من حيدر العبادي أو محمد توفيق علاوي كمرشحي تسوية، أمام قائمة مصغرة لدى الصدر تضم مصطفى الكاظمي مع شخصيات صدرية.
وعلمت شفق نيوز أن الإطار التنسيقي الجامع لقوى شيعية، يحاول إقناع الصدر، بتكوين "حكومة تسوية"، في حال تعثر الدخول بكتلة شيعية موحدة تضم جميع الأطراف، وهذا المقترح يحظى بدعم أطراف إيرانية محددة.
إلا أن المباحثات الخاصة بين الصدر والإطار التنسيقي لم تصل لاتفاق محدد، بالإضافة إلى رفض الصدر محاولات الإطار إشراك نوري المالكي في التوليفة الحكومية الجديدة.
لكن، قد لا يمانع الصدر من التحاق نواب من دولة القانون من دون زعيمهم المالكي بتحالف الفتح، للمشاركة في الحكومة الجديدة، بحسب تسريبات خاصة تحصلت عليها شفق نيوز.
ويدور ذلك، بالتزامن مع وصول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، مساء الأحد، إلى العراق، لتقريب وجهات النظر في ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، والعمل على توحيد المواقف داخل البيت السياسي الشيعي، بعد الخلافات التي عصفت مؤخراً بين الإطار التنسيقي، والتيار الصدري.