شفق نيوز/ رفض فيلق "الوعد الصادق" العراقي المنضوي تحت مظلة "المقاومة الإسلامية في العراق"، يوم الأحد، استهداف البعثات الدبلوماسية في البلاد، في حين اتهم الحكومة الاتحادية بـ"الانجرار وراء السياسات الأمريكية لتدمير المقاومة" في العراق.
وتعرض محيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة بغداد فجر يوم الجمعة الثامن من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري إلى استهداف بعدة صواريخ لم تسفر عن إصابات بشرية.
وذكر بيان صادر عن هذا الفصيل، "اننا ننظر إلى (البعثات الدبلوماسية) في العراق ، على أنها غير مسؤولة عن سلوك الأنظمة السياسية التي تنتمي لها ، وهذا مايجعل استهدافها أمراً مرفوضاً شعبياً ، وسياسياً"، مبينا أن "قوى وفصائل عسكرية مقاومة ، ترى البعثات الدبلوماسية في العراق محميَّةّ بموجب القانون ، والعرف الدبلوماسي ، وهذا يبعدها عن دائرة الصراع والاستهداف".
ودعا البيان إلى تدخل الحكومة العراقية، "لإنهاء هذا الملف العالق منذ سنوات ، وذلك بتطبيق قرار مجلس النواب العراقي، بإخراج القوات الأجنبية من الأرض العراقية كافة، وألاّ يختلط وجودُ البعثات الدبلوماسية بالقوات العسكرية التي تهدد أمن العراق ، ولاسيما بعد انتهاء عمليات التحرير منذ سنوات".
وكان البرلمان العراقي قد صوت في الخامس من كانون الثاني/يناير من العام 2020 على قرار يطالب بموجبه بغداد بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد.
وجاء القرار بعد يومين من اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد.
ووصف الفيلق بأن "ماحدث من استهداف لقوات الحشد الشعبي في كركوك ، وبعلم الحكومة العراقية والتنسيق معها، شاهدٌ على الانتهاك السافر لقوات عراقية عسكرية منتظمة ، تتبع القائد العام للقوات المسلحة ، وهو رئيس الحكومة".
وكانت حركة "النجباء" إحدى فصائل المقاومة العراقية قد أعلنت مساء يوم الأحد، مقتل خمسة من عناصر إثر ضربة جوية أمريكية في كركوك. والتي أقرّت بها الولايات المتحدة بها فيما بعد وقالت إن "الضربة نُفذت للدفاع عن النفس ضد تهديد وشيك".
وأضاف البيان أن "مواقف الحكومة العراقية من الاستهداف العلني ، لقوات الحشد والمقاومة الإسلامية في العراق ، موقفٌ لايخلو من الانجرار وراء السياسات الأمريكية ، الهادفة للاستحواذ على القرار العراقي ، وتدمير المقاومة ، بالتجسس ، وتحريك الطيران المسيَّر ، والقصف المباشر ، من دون أن يكون للحكومة من ردٍّ معبِّر عن سيادة الأرض والقرار".
وأكد البيان أن "المقاومة الإسلامية ماضية في مواجهتها للقوات العسكرية ، الأمريكية ، والأجنبية ، بما لايقبل التهاون والتراجع ، وإن عمل المقاومة عمل اجتماعي ، سياسي ، عسكري رادعٌ لكل الأفعال السيئة ، لأمريكا والدول الموافقة لها في السياسة والانتهاك".
وتابع البيان بالقول "نؤكد تحذيرنا للقوات العسكرية الأجنبية في العراق ، لأنها تحت مرمى المقاومة الإسلامية ، التي تقف بشجاعة ورسوخ ، في مواجهة العدوان في غزة أو العراق"، لافتا إلى أنه "على الحكومة العراقية أن تعلن عن رفضها استهداف قوات الحشد الشعبي ، وفصائل المقاومة ، وألاّ تكون طرفاً في الصراع الأمريكي في العراق والمنطقة".
ويعد الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد هو الأوّل منذ أن بدأت فصائل متحالفة مع إيران منتصف أكتوبر شنّ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا تزامنا مع حرب إسرائيل على حماس بعد هجومها في السابع من أكتوبر.
وأعلنت فصائل مسلحة عراقية مسؤوليتها عن أكثر من 70 هجوما مماثلا على قوات أميركية منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة.
وأسفرت تلك الهجمات، التي نُفّذت عبر مسيّرات أو صواريخ، عن إصابة 60 شخصا من بين القوات الأميركية، وفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وتوقفت الهجمات خلال هدنة استمرت أسبوعا بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، لكنها استؤنفت عقب انتهاء تلك الهدنة مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري.
واستهدفت ضربات أميركية أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مرتين مقاتلين في فصائل موالية لإيران في العراق، ردا على تلك الهجمات المتواصلة، كما قصفت واشنطن 3 مرات مواقع في سوريا.
ويتمركز 900 جندي أميركي في سوريا و2500 في العراق في مهمة تقول الولايات المتحدة إنها تهدف إلى تقديم المشورة لقوات محلية ومساعدتها في محاولة منع تنظيم الدولة من معاودة الظهور بعد أن استولى في 2014 على مساحات شاسعة في سوريا والعراق قبل دحره.