شفق نيوز / أعربت فرنسا، اليوم الثلاثاء، عن "بالغ قلقها" بعد أحداث المنطقة الخضراء ببغداد، فيما طالبت بـ"اقصى درجات ضبط النفس وإيقاف الاشتباكات الدامية"، فيما لفتت روسيا الى استغلال "نفوذها" السياسي لحماية مواطنيها وبعثتها الدبلوماسية العاملة في العراق.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها نقلته وكالة فرانس برس إن "فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء الأحداث الجارية في بغداد وفي العديد من المحافظات، والتي أوقعت العديد من الضحايا".
وأضافت أن "فرنسا تدعو الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتطالبهم بتحمل المسؤولية ووقف الاشتباكات الدامية على الفور". كما دعت الخارجية الفرنسية "جميع القادة السياسيين العراقيين إلى إعادة تأكيد تمسكهم بالإطار الدستوري العراقي واحترام نزاهة المؤسسات العراقية التي يجب أن تعمل دون عوائق".
وشدد البيان الفرنسي على "ضرورة أن ينخرط جميع الفاعلين السياسيين العراقيين في حوار وطني حقيقي وبناء ويخدم مصلحة الشعب العراقي لتلبية تطلعاته إلى السلام والاستقرار والأمن".
من جهته قال مصدر في الخارجية الروسية، لوكالة نوفوستي، إن "موسكو تتابع تطورات الوضع في العراق عن كثب"، مبينا بالقول "نتابع مسار تطور الأحداث. بالطبع، يحتاج الجميع إلى التحلي بالهدوء وإجراء حوار بناء".
وأضاف المصدر: "نحن على علاقة جيدة مع جميع القادة السياسيين (في العراق)، ولا أعتقد أن هناك أي خطر جدي (يهدد المواطنين الروس هناك). لكننا سنواصل تحليل الوضع، لأن الأولوية الأساسية هي سلامة ممثلينا وموظفينا ومواطنينا".
وكانت خلية الإعلام الأمني الحكومية أعلنت، اليوم الثلاثاء، تعرض المنطقة الخضراء لقصف بأربعة صواريخ أدى الى اضرار بمجمع سكني.
ووجه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مساء الاثنين، بتعطيل الدوام الرسمي ليوم غد الثلاثاء، في جميع محافظات البلاد، واستمرار حظر التجوال الشامل، وذلك على خلفية التطورات الأخيرة وصدامات المنطقة الخضراء.
وتدور اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في المنطقة الخضراء التي تضم مقاراً حكومية وبعثات دبلوماسية، حيث تعرض محيط مبنى السفارة الأمريكية إلى قصف بخمسة صواريخ هاون، كما أجلت السلطات الهولندية، موظفي سفارتها في بغداد إلى مكان آخر نتيجة توتر الأوضاع.
وحتى الآن، سقط عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين وقوات الأمن العراقية، نتيجة الصدامات التي جرت داخل المنطقة الخضراء، منذ أن بدأت قوات مكافحة الشغب محاولة فض احتجاجات الصدريين في القصر الحكومي.
ويأتي هذا التصعيد، على خلفية إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن اعتزاله العمل السياسي وغلق جميع المؤسسات السياسية والإعلامية والاجتماعية المرتبطة به، والتشديد على أتباعه بعدم استخدام اسمه أو اسم التيار في أي نشاط سياسي أو إعلامي.
وعلى إثر ذلك، أصبحت المنطقة الخضراء والمؤسسات الحكومية في عدد من المحافظات الجنوبية، ميداناً للصدامات بعد ما بدأ الصدريون "ساعة الصفر"، ليحولوا اعتصامهم إلى عصيان ونفير عام.