شفق نيوز/ أثار قرار التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، تنظيم إقامة صلاة موحدة في بغداد وعموم المحافظات، يوم الجمعة المقبل، تساؤلات بشأن توقيتها والأهداف التي يسعى وراءها.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، إن "الصدر يحاول العودة إلى المشهد السياسي مجددا عبر بوابة الصلاة الموحدة، وهذه النافذة ربما سوف تسحب البساط شعبيا من قوى الإطار التنسيقي الذي يتمسك بالسلطة في هذه المرحلة، ويحاول مغازلة الشارع من خلال التعيينات والكثير من الطروحات والمبادرات والمواقف التي أعلنها".
ويضيف البيدر لوكالة شفق نيوز، أن "الصدر يريد أن يعيد ترتيب البيت الصدري، ويسعى إلى زيادة امكانياته داخل الشارع السياسي، وفي التوقيت نفسه يرسل رسالة بأنه باقٍ في المشهد ولن يغادره، كما يرغب البعض أو يروج لذلك".
عودة لقلب المعادلة
ويوضح أن "توقيت اختيار هذه الصلاة له أبعاد عديدة، في مقدمتها أنها تتزامن مع توقيت المائة يوم، المدة التي حددتها الحكومة لتقييم أدائها، ولا يزال الشارع ناقما عليها لذلك يحاول الصدر استثمار هذه النقمة المجتمعية بالتزامن مع ارتفاع أسعار الدولار وعدم قدرة الحكومة على السيطرة عليه، فهو يحاول استقطاب العديد من العناوين المجتمعية والسياسية إلى قربه".
ويتابع المحلل السياسي، "خصوصا أن هذه الحكومة تواجه معارضة شعبية وسياسية وحتى نيابية، التي قد تساهم في قلب موازين الأحداث"، مؤكدا أن "عودة الصدر سوف تقلب المعادلة على تحالف إدارة الدولة الذي يشهد تصدعات جسيمة، وحالة من عدم الانسجام على المستوى الجمعي، أو على مستوى العلاقة بين أطراف هذا التحالف خصوصا داخل المكونات".
ويؤكد البيدر، أن "البيت الكردي والسني يواجه أزمة، والشيعي يواجه أزمات، وعلى ما يبدو أن تحالف إدارة الدولة صامد نكاية بالصدر، أو بالأطراف المعارضة للمشهد، أو حتى من أجل إطالة عمر هذه الحكومة التي تعد العامل المشترك الأكبر بين أركان هذا التحالف، وفي خطوة الصدر هذه يمكن أن نشهد تعطيلا للدور الرقابي والتشريعي للبرلمان، إذا ما عاد الصدر مجددا، الذي قد يربك الأحداث ويزعزع خطوات تثبيت المنهاج الوزاري".
نشاط ديني ولكن..
يرى الباحث في الشأن العراقي، رحيم الشمري، أن "أساس تكوين التيار الصدري هو ديني، يتبع المرجع محمد محمد صادق الصدر، والد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الحالي، لذا فإن إقامة صلاة الجمعة هي من شعائر هذا التيار وطقوسه ومن واجبات الأحياء بين فترة وأخرى، لذا فهي نشاط ديني خالص".
ويشير الشمري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الصلاة قد تأخذ جانب الإصلاح وارسال رسالة سواء كانت عامة أو سياسية أو اجتماعية أو خدمية أو لأفراد المجتمع أو ما سيجري في العراق، لكن ينبغي أن تتسم هذه الرسالة بالتهدئة والحوار والحكمة من أجل هدوء العراق خاصة والمنطقة عموما".
تمهيد لتحرك أقوى
من جهته يقول الخبير القانوني والباحث في الشأن السياسي، نجم اليعقوب، إن "دعوة الصدر لـ اتباعه بإقامة الصلاة الموحدة تندرج ضمن التحرك السياسي، خاصة بعد مرور نحو ثلاثة أشهر من تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة السوداني، ومن المرجح أن الصدر كان طوال تلك المدة يراقب أداء الحكومة وإدارة السوداني للأزمات التي تمر بها البلاد".
ويضيف اليعقوب لوكالة شفق نيوز، أن "التيار الصدري غير راضٍ على أداء الحكومة خلال الفترة السابقة، ومن المرجح أن يتخذ قرارا جديدا إما إعطاء مهلة أخرى للسوداني، أو المطالبة بإنهاء عمل هذه الحكومة وإقصاء السوداني، والوقوف بوجه القوى السياسية التي لم تستطع أن تنجح بإدارة الأزمة من خلال الحكومة التي اتفقت على أن يرأسها ويشكلها السوداني".
وتابع قائلاً، أن "حكومة السوداني لم تستطع أن تحقق إنجازا في الفترة السابقة، لذا الدعوة للصلاة الموحدة هي تمهيد لتحرك جماهيري أقوى على الساحة العراقية، لإنهاء التخبط في إدارة الدولة والبدء بمرحلة جديدة من العمل السياسي، وقد يضطر التيار الصدري إرغام القوى السياسية على اتخاذ قرارات لتعديل المسار السياسي".
بداية العودة السياسية
بدوره يقول الباحث في الشأن السياسي، مؤيد العلي، إن "الدعوة لإقامة الصلاة الموحدة لا تخلو من أبعاد عدة، فبعد انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية، برزت محاولات لإعادة ترتيب وإجراء إصلاحات داخلية فيه، وهو ما ظهر للجميع من خلال طرد العديد من التيار، لذلك قد تكون هذه الصلاة بداية للعودة التدريجية إلى العملية السياسية".
ويوضح العلي في حديث لوكالة شفق نيوز، "لذا تأتي هذه الدعوة بعد محاولات الإصلاح الحقيقية في داخل التيار الصدري، وقد تكون انطلاقة جديدة له، ولا يستبعد أن تحمل أبعادا سياسية في ما يخص الحكومة من ارتفاع سعر الدولار والملفات الأخرى التي يتداولها الشارع العراقي، ونأمل أن تكون خطواته مدروسة وحقيقة وواقعية وموضوعية من أجل بناء العراق".
وكان التيار الصدري، قرر تنظيم إقامة صلاة موحدة في بغداد والمحافظات يوم الجمعة المقبل.
وبحسب وثيقة للتيار، فإنه "بمناسبة الذكرى السنوية للفتح المبين واللسان الناطق بسم الله ورسوله وأمير المؤمنين، إقامة صلاة الجمعة المباركة في عموم العراق، والتي أخرجت من الظلمات الى النور، على يد ولي أمير المسلمين الشهيد السعيد محمد الصدر (والد مقتدى الصدر) والتي تزامنت مع الولاية المباركة لمولاتنا الزهراء (عليها السلام)".
وقرّر التيار، وفقا للوثيقة، أن "تكون الجمعة المقبلة جمعة موحدة في عموم المحافظات، وكلٌ في محافظته"، مشيرا إلى أن "تكون الجمعة الموحدة في محافظة بغداد في مدينة الصدر" المعقل الأبرز لأنصار الصدر في العاصمة.