شفق نيوز / تنطلق عصر يوم الجمعة، تظاهرات متعددة الأغراض والجهات الداعمة في العاصمة بغداد وعدد من محافظات البلاد، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، في وقت يدخل اعتصام أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أسبوعه الثالث على التوالي في الخضراء (منطقة صنع القرار السياسي منذ تغيير النظام).
وستكون ثلاث مناطق من العاصمة بغداد مسرحاً للتظاهرات، التي بدورها ستنتقل إلى محافظات البصرة، المثنى، ذي قار، ميسان، الديوانية، واسط، بابل، إضافة إلى نينوى، على أن تنطلق جميعها في الساعة الخامسة من عصر اليوم.
وأصدر كل من الإطار التنسيقي الشيعي، والتيار الصدري المناوئ له، توجيهات عدة لإنصارهم استعداداً لتظاهرات مضادة في مناطق وسط وجنوب العراق، على خلفية تفاقم الأزمة السياسية، ووصولها لطريق مغلق في البلاد.
وهذه ثاني تظاهرات مضادة يحشد لها القطبان الشيعيان منذ أن اقتحم الصدريون مبنى مجلس النواب العراقي، احتجاجا على ترشيح الإطار محمد شياع السوداني لمنصب رئيس مجلس الوزراء.
ويمر المشهد السياسي في العراق بمنعطف خطير منذ أن اقتحم أنصار التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر مبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، واعتصامهم فيه إحتجاجاً على ترشيح السوداني لمنصب رئيس الحكومة الاتحادية المقبلة.
تظاهرات الصدر
وتأكيداً لما سبق، دعا "وزير القائد" المقرب من الصدر، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفهم بـ"محبّي الإصلاح" إلى الإستعداد لـ"دعم الإصلاح" وذلك بتجمّع حاشد كلّ في محافظته، في الساعة الخامسة من عصر يوم الجمعة، وعدم العودة إلى المنازل "حتى إشعار آخر".
وعزا أسباب الخروج بالتظاهرات، إلى أسباب منها "اغاضة الفاسدين"، وكذلك "ملء الإستمارات القانونية لتقديمها للقضاء من أجل حلّ البرلمان" استجابة لدعوة الصدر مجلس القضاء العراقي الأعلى إلى حل البرلمان.
تظاهرات الإطار
أما الإطار التنسيقي، فقد حشد لتظاهرات في بغداد وتحديداً الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء، إضافة إلى تظاهرات وصفها بالمركزية للجنوب ويكون منطلقها في البصرة، وأخرى للشمال ومركزها نينوى، وذلك لغرض "دعم القانون والحفاظ على مؤسسات الدولة" على حد وصفه.
وأوضحت اللجنة المنظمة لتظاهرات الإطار، أن هذه التظاهرات ستنطلق "في الساعة الخامسة من عصر الجمعة، وهو ذات الموعد الخاص بالتظاهرات على أسوار الخضراء، من جهة الجسر المعلق في العاصمة بغداد.
تظاهرات الشيوعيين
على صعيد مواز، دعا الحزب الشيوعي العراقي، أنصاره هو الآخر إلى التظاهر في ساحة الفردوس وسط العاصمة بغداد، وهي التظاهرة التي قد تكون أقل خطورة على المشهد العراقي، بالنظر لمحدودية الجمهور وتضاؤلهم خلال السنوات الأخيرة.
وكتب سكرتير الحزب الشيوعي، رائد فهمي، في تغريدة له على تويتر، أن "نهج المحاصصة ومنظومته السياسية الحاضنة للفساد، أوصلت العملية السياسية إلى الانسداد.. التغيير الشامل نحو دولة المواطنة بات ضرورة".
وأضاف أن ذلك يجب أن "يتحقق سلمياً عبر حل البرلمان وانتخابات مبكرة وتشكيل حكومة انتقالية"، موضحاً أن "تظاهرة الجمعة في ساحة الفردوس ملتقى لكل متطلع إلى عراق خال من المحاصصة والفساد والميليشيات".
انسداد دستوري
ويعيش المشهد السياسي وضعاً متأزماً وطريقاً مسدوداً لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق حيث مرت أكثر من 300 يوم على الإنتخابات المبكرة من دون التمكن من تشكيل حكومة جديدة في البلاد، وبقاء حكومة تصريف الأعمال برئاسة مصطفى الكاظمي.
وكان العراق قد اجرى في العاشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي انتخابات تشريعية مبكرة للخروج من أزمة سياسية عصفت بالبلاد بعد تظاهرات كبيرة شهدتها مناطق الوسط والجنوب في العام 2019 احتجاجاً على استشراء البطالة في المجتمع، وتفشي الفساد المالي والإداري في الدوائر والمؤسسات الحكومية، وتردي الواقع الخدمي والمعيشي مما دفع رئيس الحكومة السابقة عادل عبد المهدي إلى الاستقالة بضغط شعبي.
وما ان تم اعلان النتائج الاولية للانتخابات حتى تعالت أصوات قوى وأطراف سياسية فاعلة برفضها لخسارتها العديد من المقاعد، متهمة بحصول تزوير كبير في الاقتراع، وهو ما نفته السلطات التنفيذية والقضائية، في وقت أشادت به الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بنزاهة العملية الانتخابية.