شفق نيوز/ تطرقت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، الى السيناريوهات التي من الممكن أن تلجأ إليها إيران للرد على مقتل عالمها النووي محسن فخري زاده بعد أن اتهم المسؤولون في طهران "الموساد" الاسرائيلي بتدبير عملية الإغتيال.
وكانت مصادر أمنية إيرانية قد قالت لوكالة "رويترز" إنها عملية الاغتيال تمت بواسطة أجهزة إلكترونية متطورة.
واستبعدت الصحيفة الإسرائيلية الرد التقليدي المتمثل بإعلان حالة حرب، وإنما فنّدت الأساليب المطروحة على الشكل الاتي:
- الحدود اللبنانية - الإسرائيلية:
يواجه حزب الله وضعاً سياسياً معقداً، لاسيما في ظل الانهيار الاقتصادي في لبنان وتجاوز تكلفة إصلاح مرفأ بيروت بعد انفجار نترات الامونيوم في 4 أغسطس الماضي 15 مليار دولاراً أميركياً.
ولم يعد الحزب، وفقاً للصحيفة عميلاً عسكرياً لطهران فحسب، بل طرفاً في البيروقراطية السياسية التي تهيّمن على عملية تشكيل الحكومة، وأنّ أي موقف عسكري يتصف بالعنف سوف ينتج عنه انتقاماً إسرائيلياً ثقيلاً للغاية.
- في الميدان السوري:
بالرغم من القدرات الإيرانية الواسعة، إلا أنّ المجريات والواقع الميداني تثبت سيطرة إسرائيل على الصورة الاستخباراتية، وخير دليل على ذلك التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مقتل قائد آخر في الحرس الثوري الإيراني بالقرب من الحدود العراقية السورية، مساء السبت الماضي، بينما كان يشرف على نقل الأسلحة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه بعدما نجحت إسرائيل في تعطيل وتفكيك جهود نشر أنظمة الأسلحة في سوريا، كان التركيز على بناء البنية التحتية البشرية أي التجنيد والتدريب، والذي بدوره لن يستخدم في الرد الايراني المزعوم لأن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الانتقام.
- المليشيات في العراق:
تقول الصحيفة إن لإيران بنية عسكرية واسعة عبر ميليشياتها، ولكنها مخصصة لأغراض استراتيجية وتأمين الهيمنة السياسية على الدولة العراقية، وقد يلجأ إليها عسكرياً لتوسيع خيارات طهران للرد في حال نشوب حرب أو هجوم على منشآتها.
- الحوثيون في اليمن:
لم تستبعد الصحيفة الإسرائيلية اعتماد إيران على الحوثيين، كما تفعل في ضرب مواقع سعودية، أبرزها الهجمات على منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص، 14 سبتمبر 2019.
- شبكة الإرهاب العالمية:
لطهران، وفقاً للصحيفة، شبكة إرهاب في الخارج، وسبق لها واختارت هذا الطريق للرد على عمليات قتل المسؤولين فيها أو من وكلائها. وهكذا، ردّت طهران على مقتل زعيم حزب الله عباس الموسوي عام 1992، بقصف السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس في نفس العام، ثم على مركز المجتمع AMIA في نفس المدينة عام 1994.
وبالمثل، تم حشد الشبكات الدولية للحرس الثوري الإيراني، في محاولة للثأر على مقتل العقل المدبر العسكري لحزب الله عماد مغنية في دمشق عام 2008، في تفجير بورغاس، 18 يوليو 2012، والذي قتل فيه خمسة سائحين إسرائيليين في بلغاريا.
هذا وكان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قد توعد بالثأر لمقتل العالم النووي محسن فخري زاده، مضيفا أن عمله سيستمر، ودعا في بيان نشره الموقع الإلكتروني الرسمي الى "معاقبة المسؤولين عن اغتياله"، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل الذي كان يقوم به.
من جهته، اتهم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إسرائيل بقتل زاده الذي يشتبه الغرب منذ فترة بأنه العقل المدبر لبرنامج سري لإنتاج قنبلة نووية.
وكان وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي وخلال مراسم جنازه زاده قد توعد بأن "الرد قادم وحتمي وسيكون قاسيا لمن ارتكب الجريمة".