شفق نيوز/ ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في تقرير لتيم ستنالي من نينوى في العراق بعنوان "في العراق ظن المسيحيون أن الأمور ستتحسن، ولكنها تحسنت لفترة وجيزة فقط"، أنه وبعد تنظيم الدولة الإسلامية، يخفي "السلام الرسمي" في الموصل ونينوى بلادا ما زالت تمزقها الانقسامات الدينية.
ويضيف الكاتب أن الرواية الرسمية تقول إن شمال العراق في حالة سلم، فقد تمت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، والجيش العراقي وحلفاؤه يتولون الدفاع عن المنطقة، ولكنه يستدرك قائلا إنه على الرغم من ذلك ما زال المسيحيون يعانون من الاصظهاد.
ويضيف الكاتب أن من يستطيع مغادرة البلاد، يفعل ذلك، ويُعد من لا يستطيعون المغادرة أنفسهم للمزيد من العنف.
ويقول الأب بنهام بينوكا للصحيفة من كنيسته في بارتيلا، تلك البلدة النائية، التي يحرسها جنديان يحملان كلاشنيكوف "الأوضاع سيئة أكثر من أي وقت سابق. الأمور أصعب حتى من قبل تنظيم الدولة".
ويقول المسيحيون، الذين يعيشون في سهول نينوى منذ آلاف السنين، إن ثقافتهم وحضارتهم تواجه الانقراض على يد الميليشيات التي تدعمها إيران.
ويقول الكاتب إن الجزء الشرقي من الموصل ما زال يتعافى من الحرب، ولكن الشطر الغربي من المدينة، وهو الشق الأقدم والأكثر مسيحية، عبارة عن أرض خراب.
وفي عام 2014 عندما داهم تنظيم الدولة المنطقة، فإنه بدأ حملة من التخريب، دمر فيها أماكن ذات أهمية تاريخية مثل مئذنة جامع النوري الكبير، الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي تأسيس دولة الخلافة.
ولكن الحياة بدأت تعود رغم الدمار، وأثناء حكم تنظيم الدولة فر أغلب المسيحيين من الموصل إلى كوردستان العراق، ولكن جميعهم لم يسعفهم الحظ بالهرب، وأضطر أحد المسيحيين الباقين إلى إعلان إسلامه حتى ينجو بحياته. وفي فترة حكم تنظيم الدولة كان السبيل الوحيد لنجاة المسيحيين هو اعتناق الإسلام السني، وليس الشيعي.
وتضيف الصحيفة أنه في تشرين الثاني 2016 حرر الجيش العراقي وميليشات شيعية الموصل، وبدأ المسيحيون تدريجيا في العودة، ليجدوا أن التطرف السني تم استبداله بتطرف إسلامي من نوع جديد.
ويقول الكاتب أن مسيحيي شمال العراق تناقصوا ليحل محلهم مسلمون معظمهم من الشيعة، ومعظمهم من ميليشيات مدعومة من إيران، ويقول الأب بينوكا للصحيفة "إنهم يريدون إنتزاع المسيحيين من البلاد".
ويختم الكاتب التقرير قائلا إن نينوى يتم "تطهيرها عرقيا"، ليس فقط نتيجة لعنف الجهاديين ولكن أيضا جراء الفقر والإحساس بعدم الأمان.