شفق نيوز / أكد الرئيس العراقي، برهم صالح، يوم الخميس، حاجة المنطقة إلى منظومة عمل جديدة ترتكز على الأمن المشترك والترابط الاقتصادي، فيما أشار إلى أمن العراق واستقراره عنصر لا غنى عنه في تحقيق ذلك.
وقال صالح، في لقاء موسّع مع وفد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية في بغداد، إن "العراق بلد محوري في المنطقة، وان علاقاته المتوازنة مع الجميع وموقعه الجغرافي يجعله عنصراً فاعلاً في الحوار وساحة لتلاقي المصالح الإقليمية".
وأشار إلى أن "الأزمات المستحكمة في المنطقة تعود إلى انهيار منظومتها الأمنية والتعاونية بسبب الحروب والنزاعات وغياب العراق عن دوره الطبيعي"، لافتاً إلى أن "عودة العراق لدوره عبر دولة مقتدرة بسيادة كاملة سيكون مرتكزاً للأمن والاستقرار الإقليمي، فضلا عن وجود إدراك إقليمي متنامٍ بذلك".
وأضاف الرئيس العراقي، أن "العراق عانى طويلاً من أزمات وكوارث من الحروب والاستبداد والإرهاب، وساحة تصفيات حسابات الآخرين، وتضرر جرّاءها كل المنطقة، وحان الوقت لتجاوز المرحلة السابقة والعمل على تثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي عبر التركيز على المشتركات الكثيرة التي تجمع المنطقة، والتحديات المشتركة التي تواجهها معاً".
ونوه إلى أن "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة المزمع انطلاقه السبت المقبل، سيساهم في التعاون من أجل تخفيف حدة التوترات والأزمات التي تكتنف المنطقة، ودعم مسار الحوار البنّاء في سبيل ذلك"، لافتاً إلى أن "الحضور الواسع في الاجتماع يدل على الاهتمام بالعراق والرغبة في ضمان أمن واستقرار البلد".
وبين صالح، أن "موقع العراق الجغرافي ومنذ القدم جعله مكاناً لرسم التوازنات في المنطقة، واليوم وفي ضوء التطورات الداخلية والإقليمية والدولية نؤكد على أن هذا الموقع يجعله عنصراً فاعلاً في التلاقي والحوار وساحة لترابط المصالح المشتركة لشعوب المنطقة".
وأكّد الرئيس العراقي أن "الوقت قد حان لاستقرار المنطقة بعد عقود من الصراعات والأزمات التي أدت لانهيار منظومتها الأمنية والتعاونية، وهناك حاجة ملحة اليوم لبناء منظومة جديدة تستند على مبادئ أساسية، الأمن المشترك، والترابط الاقتصادي والتجاري بين بلدان المنطقة"
وتابع أن "الحل في العراق هو حل عراقي، والعراقيون مصرون على المضي نحو دولة مقتدرة والانطلاق نحو الإصلاح المنشود، ومواجهة التحديات الداخلية التي تواجه البلد"، مؤكدا أن "التحضيرات جارية لإجراء الانتخابات المقبلة".
وشدَّدَ رئيس الجمهورية، على أن "العراق الآمن والمستقر وبسيادة كاملة وبقراره الوطني المستقل هو مرتكز للأمن والاستقرار الإقليمي، وأن الأوان قد حان للمنطقة كي تستقر بعد عقود من الصراعات والأزمات، وهناك حاجة ملحة لمنظومة جديدة أمنية واقتصادية مشتركة"، مشيراً إلى وجود إدراك متنامٍ لدول المنطقة والعالم بضرورة عودة العراق لدوره الطبيعي.
ولفتَ الرئيس صالح، إلى أن "المنطقة والعالم شهدت تحولات كبيرة على كافة الصعد، أفرزت تحديات جسيمة مشتركة، يقف في مقدمتها الإرهاب والتطرف، وتقلبات الوضع الاقتصادي وبطالة الشباب والتغيرات المناخية الحادة العابرة للحدود وضرورة حماية البيئة، وهذا يستدعي التكاتف معاً والبناء والتأسيس على المشتركات التي تجمعنا والانطلاق نحو منظومة عمل تستند على المصالح المشتركة لجميع شعوب المنطقة".
وشدّدَ الرئيس على ضرورة "مواصلة الحرب على الإرهاب، ومكافحة آفة الفساد المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعنف والإرهاب والتطرف، فالفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة، وندعو لتشكيل تحالف دولي لمكافحة الفساد باعتباره عنصراً أساسياً لمكافحة الإرهاب".