شفق نيوز/ أفادت مصادر إيرانية بأن زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، قد غادر الليلة مدينة النجف متجهاً إلى إيران، وذلك بعد أن عاد من الأخيرة إلى العراق الأسبوع الماضي، وظهر بين المتظاهرين في النجف وهو يقود سيارته.
وذكر الصحافي الإيراني، فريد مدرسي، على حسابه الخاص عبر "تويتر"، أن الصدر في طريقه إلى إيران على متن طائرة إيرانية قادماً من النجف، قائلاً إنه سيتوجه إلى مدينة قم الدينية على بعد 100 كيلومتر عن العاصمة الإيرانية طهران.
وأوضح أن زيارة الصدر "المفاجئة" تأتي بعدما عاد إلى العراق الثلاثاء الماضي من مدينة قم، حيث ظهر في النجف بين المتظاهرين المطالبين بإسقاط الحكومة العراقية.
ولم تكشف المصادر الإيرانية أسباب زيارة الصدر إلى إيران مجدداً، فيما تتصاعد الاحتجاجات في العراق، علماً بأنه يزور قم بين الفينة والأخرى لأسباب عائلية ودينية. لكن زيارته هذه المرة تأتي في ظل الاضطرابات التي تشهدها بلاد الرافدين، وخصوصاً في المحافظات الجنوبية من جهة، وفي ظل التعارض بين موقف الصدر وإيران مما يجري في العراق من جهة أخرى، حيث يطالب زعيم التيار الصدري باستقالة حكومة عادل عبد المهدي، بينما تدعو طهران إلى بقائها لعدم حدوث فراغ، متهمة الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وإسرائيل بركوب موجة الاحتجاجات في العراق ولبنان.
وفيما تدعو إيران إلى الاهتمام بمطالب المتظاهرين، فإنها في الوقت نفسه تتهم الأطراف الثلاثة المذكورة آنفاً بأنها "تستهدف إضعاف الحكومة المستقرة وتصوير المرجعية الدينية والأحزاب القانونية على أنها فاسدة لدى الشعب" في العراق، بحسب تصريحات لرئيس مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، يوم الأربعاء الماضي.
وبينما تخللت المظاهرات العراقية شعارات مناهضة لإيران، اتهم واعظي أميركا والسعودية وإسرائيل بـ"بذل محاولات كبيرة لإيجاد الشرخ بين إيران والعراق من خلال تسويق شعارات" في المظاهرات.
ومن جهته، أكد زعيم التيار الصدري في بيان، الأربعاء الماضي، بعد يوم من عودته إلى العراق، مطالبته باستقالة عبد المهدي، وذلك رداً على دعوات وتصريحات سياسية صدرت عن كتل عدة داعمة للحكومة العراقية ضمن تحالف "الفتح"، المقرب من إيران والذي يمثل الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، التي اعتبرت أن استقالة الحكومة ستعمّق الأزمة وأنها ليست حلاً.
يشار إلى أن الصدر ظهر خلال شهر أيلول الماضي بشكل مفاجئ برفقة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني في صورة واحدة، خلال مراسم عاشوراء في العاصمة طهران، في خطوة هي الأولى من نوعها.