شفق نيوز/ قال رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، إن الحكومتين الاتحادية في بغداد وإقليم كوردستان في أربيل ارتكبتا الأخطاء بشأن الخلافات العالقة بينهما منذ سنوات طويلة، مشدداً على ضرورة الاتعاظ من الأخطاء والمضي قدماً في حل الخلافات وبناء مستقبل أفضل للعراقيين عموما.
جاء حديث بارزاني في مقابلة مع تلفزيون الشرقية تطرق في بدايتها إلى طفولته التي يعشها بصورة طبيعية جراء نزوحه مع الكثير من الكورد إلى إيران بعد نكسة الثورة الكوردية.
وأشار بارزاني إلى الزعيم الكوردي مسعود بارزاني هو أكثر شخص ألهمه في حياته منذ شبابه وحتى الآن وترك الأثر الأكبر في بناء شخصيته السياسية والنضالية.
وأضاف رئيس الإقليم أن الكورد يؤمنون منذ عام 1975 وحتى الآن بأن المسألة الكوردية يجب حلها ضمن الإطار العراقي، ومن الضروري التعامل مع المشاكل في إطار العراق.
وبشأن الخلافات التي لا تزال عالقة بين بغداد وأربيل، قال بارزاني إن "المشكلة تكمن في كيفية التفكير، فلا يمكن حلها بالاستناد إلى منطق القوة"، مبينا أن "العراق بمثابة عائلة واحدة ويجب أن يجلس أفراد العائلة على طاولة الحوار لحل جميع المشاكل".
وتابع بالقول، "يجب أن نتعظ من دروس الماضي، فقد اقترفت بغداد وأربيل الأخطاء، والأهم هو استقرار العراق سياسيا واقتصاديا، فعلينا ان نشخص المشاكل ونجد الحلول لها".
وشدد بارزاني على أن "بغداد وأربيل تكملان بعضهما البعض، ويجب أن نكمل مفهوم المواطنة، ونكوّن شراكة حقيقية"، مشيرا إلى أن "الشعب العراقي يستحق حياة أفضل، وعلى كافة المكونات والسياسيين ان يعملوا على ذلك".
وقال إن "على الجميع أن يطرح التساؤل التالي: أين اخطأنا كلنا فيما يجري بالعراق"، مردفاً "في زيارتي الأخيرة لبغداد كانت رسالتي أننا اخطأنا وانتم اخطأتم فلنجلس لنؤسس لحياة أفضل للجميع".
وجدد رئيس الإقليم أن "شعب العراق يستحق حياة أفضل مما يعيشه، فمن الأجدر البحث عن السبل التي من شأنها تطوير الاقتصاد والابتعاد عن الصراعات والنزاعات غير المجدية لإعادة ثقة الناس بالسياسيين والعملية السياسية".
وأشار بارزاني إلى أن العراق سيمضي في طريق التغيير على اعتبار أن الجيل الجديد لن يقبل بالشعارات القديمة وسيعمل على تغيير الواقع الحالي.
وبشأن النازحين واللاجئين في الاقليم، قال بارزاني، "لا أريد أن اتحدث في هذا الموضوع كمنّة، فهذا واجبنا، إذ التجأ النازحون إلى كوردستان وكان واجبنا استقبالهم"، مبينا أن الاقليم استقبل نحو مليوني نازح عراقي ولاجئ سوري.
وقال بارزاني، إنه منذ بدء موجة النزوح، لم نر من أي نازح أي خرق أمني أو خلق مشكلة اجتماعية في الاقليم"، معبراً في الوقت ذاته عن سعادته بعودة بعض النازحين إلى منازلهم.
وبشأن عملية إعادة الإعمار الواسعة التي شهدها الإقليم، قال بارزاني، "بدأت عملية إعادة الإعمار بعد عام 2004 عندما تهيأت الظروف لاعادة بناء ما دمرته الحروب، وأشركنا القطاع الخاص في العملية وكان له دور رئيسي في اعمار الاقليم".
وأضاف أن الإقليم والعراق عموما بحاجة إلى خطوات متسارعة أكثر لإعادة الإعمار.