شفق نيوز/ عبر شيوخ ووجهاء عشائر محافظة الأنبار غربي العراق، عن غضبهم من الحاضرين في مؤتمر أربيل، الذي ضم المئات من الشخصيات من الطائفتين السنية والشيعية، ويدعو إلى تطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل بشكل علني، مؤكدين براءتهم من الحاضرين، ومطالبين بمحاسبتهم بتهمة "الخيانة العظمى".
حيث قال رئيس مجلس العشائر المتصدية للإرهاب في الانبار، عبد الوهاب البيلاوي، إن "من حضر المؤتمر لم يمثل سوى نفسه، ولو كان لهم دور داخل محافظتهم او عشائرهم لاستشاروهم قبل ان يتوجهوا للمؤتمر".
واضاف في حديثه لوكالة شفق نيوز،، قائلاً "نحن كعشائر الانبار بريئون من كل من حضر المؤتمر، ونحمل المسؤولية على عاتق حكومة اربيل والحكومة المركزية، التي سمحت بإقامة مثل هذه المؤتمرات التي تمس بالأمن القومي في البلاد، وعشائر الانبار لن تكون جزءاً من مؤامرة على البلد".
وذكر أيضا أن "ما حدث هو خيانة لعشائرنا ومحافظتنا وللبلد بالكامل، كما أنه خيانة لقضية فلسطين الحرة ولدماء شهداء العراق وفلسطين".
وأشار البيلاوي، الى أن "حتى لو كان هدف من حضر المؤتمر، هو لكسب الصهاينة ومواليهم، من اجل استحصال الموافقات الدولية على تشكيل الاقليم السني او اقليم الانبار، فهو تصرف مرفوض ويجب محاسبتهم عليه، ليكونوا عبرة لغيرهم".
وأكد، بالقول "حضور اشخاص من الانبار في المؤتمر هو خيانة عظمى، مرفوضة قانونياً وعشائرياً وحتى شرعياً، ويجب اتخاذ اجراء قانوني بحق الحاضرين من محافظتنا، من خلال القبض عليهم وتقديمهم للقضاء بتهمة الخيانة العظمى، لينالوا جزاءهم".
وأما رئيس مجلس شيوخ عشائر شرق الانبار، طالب الحسناوي،فرأى أن "حضور هؤلاء في المؤتمر، لا يمثل سوى المجرم الذي عبر عن رأيه، والذي يسعى الى مصالحه الخاصة، التي من الممكن ان يبيع عرضه وشرفه من اجلها"، حسب تعبيره.
وقال الحسناوي لوكالة شفق نيوز، بأن "لا يمكن لأي أنسان شريف أن يتقبل فعل هؤلاء الذين حضروا المؤتمر، ولا يمكن ايضا أن يمثل هؤلاء شيوخ الانبار".
واردف بالقول "لسنا بريئين ممن حضر المؤتمر فحسب، بل أن كل من يفكر بالتطبيع مع الصهاينة فهو ليس بعراقي ولا عربي حتى".
بدوره قال المتحدث الرسمي بإسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، مزاحم الحويت، في بيان، "نعلن براءتنا من المؤتمر الذي عقد في فندق ديفان في محافظة اربيل، الذي دعوا خلاله الى تطبيع العلاقات بين اسرائيل والعراق".
وأضاف البيان، "اننا كعشائر عربية نود ان نوضح للجميع موقفنا من المؤتمر والشخصيات التي حضرته، ان هؤلاء الشخصيات وعلى رأسهم الشيخ وسام الحردان لا يمثلوننا لا من بعيد ولا من قريب، ولا يمثلون العرب السنة وعشائرها العربية الاصيلة".
وتابع، بأن "في الوقت ذاته نود ان نوضح للرأي العام، ان حكومة اقليم كوردستان والأجهزة الامنية في الاقليم ليس لديها خبر بالمؤتمر، الذي تم تنظيمه من قبل الشخصيات تحت عنوان ( السلام والاسترداد )".
ولفت البيان، "ندعو الحكومتين بغداد وأربيل، الى فتح ملف تحقيق للوصول الى الجهة التي قامت بتنظيم هذا المؤتمر، الذي لا يمثل الشعب العراقي بشكل عام والمكون السني بشكل خاص، ونعيد ونكرر مرة اخرى ان هؤلاء لا يمثلوننا، ونحن نعلن براءتنا منهم".
من جهته، قال محافظ الانبار علي فرحان الدليمي، بأن "سنتخذ الإجراءات القانونية ونقاضي مروجي الفتن من الاصوات النشاز، التي تحاول عبثا المساس بالثوابت العليا لشعب الانبار".
وقال في تغريدة له على منصة تويتر، أن "شعب الانبار كان ومازال وسيبقى مدافعاً شرساً، ومتبني لقضية العرب والمسلمين الاولى ( القضية الفلسطينية ) ورافضاً لنعيق تلك الغربان".
اما السفير الفلسطيني لدى العراق، أحمد عقل، فقد ذكر أن "المجتمعين في مؤتمر اربيل تحت مسمى اتفاقات ابراهام، لا يمثلون سوى انفسهم، كون من ادعى انه يمثل عشيرة عربية، فان الاخيرة اعلنت عن موقفها الرافض للمؤتمر".
وأضاف عقل، في اتصال هاتفي مع وكالة شفق نيوز، أن "موقف العراق اتجاه التطبيع مع اسرائيل، هو الموقف الذي عبرت عنه الرئاسات العراقية ومنظمات المجتمع المدني والعشائر العربية، وردت فعل المواطنين حتى، والتي تبين من خلال هذه المواقف أن العراق عصي وصامد على موقفه في رفضه للكيان الغاصب الذي يتآمر على الدول العربية والإسلامية".
وبين عقل، قائلاً "نحن سعداء بردة فعل حكومة وشعب العراق، تجاه المؤتمر، والذي يبين بأن دعاة التطبيع هم اشخاص معدودون لا يمثلون الا انفسهم، وبالتالي فإن فلسطين والعراق على علاقة وثيقة دائمة على مر العصور، كوننا نعيش ذات الظروف والقضية، في سبيل الدفاع عن منطقتنا العربية والاسلامية، بكل ما أوتينا من قوة"