شفق نيوز/ قال خطيب وإمام جمعة المنطقة الخضراء للتيار الصدري مهند الموسوي، إن الحوارات التي ترعاها الرئاسات الثلاث مع القوى والأطراف السياسية للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد الهدف منها تحقيق "مصالح حزبية، والبقاء في السلطة".
وقال الموسوي في خطبة صلاة الجمعة أمام حشود من المعتصمين من أنصار التيار الصدري، إنه "لا يخفى على الجميع أن الشعب هو المكون الأساسي للدولة وهو مقدم على كل إعتبار، وهو رأس مال الحكومة والدول ومن خلاله ولأجله تُكتب الدساتير، وتُشرّع القوانين، وتصدر القرارات كي تصب بالنهاية لمصلحته وراحته وامنه".
وشدد على أن "إرادة الشعوب أقوى من الطغاة، ويبقى الشعب هو الذي يقرر مصيره بنفسه مهما تمادى الطغاة"، مردفا بالقول إن "القدر يستجيب للشعب ما دام في الشعب أحرار وأُباة ضيم مثلكم ايها الثوار والاحرار"، مخاطبا معتصمي أنصار التيار.
ومضى الموسوي بالقول "إن أجمل نص في دستورنا هو أن الشعب مصدر السلطات، فخروج الشعب على الفساد والفاسدين ليس خروج على الدولة (..) وعندما تكون هناك أحزاب لا تحترم الشعب فلا حق لها في هذا البلد".
وأوضح أن "معنى الشعب هو مصدر السلطات هي محط احترام وتقدير، لكن بشرط ان تحترم الشعب، ولم تستطع السلطات الثلاث من ان تقف على قدمها لولا تضحيات الشعب، ولم تستطع كل السلطات بالاستمرار لو تضحيات جيش الامام والسرايا والحشد وثوار تشرين".
وذكر خطيب الصدريين أن ان ما تتمتع به السلطات الثلاث، "هو من نتاج ومعاناة الشعب، وان السلطات لم تشعر بالأمل ولم تفقد عزيزاً لأجل هذا البلد".
وخاطب الموسوي الرئاسات الثلاث وقادة القوى والأطراف السياسية، قائلا: إن الحوارات السياسية هي لأجل مصالحكم السياسية والحزبية، و لبقائكم في السلطة، مشددا على أن "هذه الحوارات لا قيمة لها عندنا ولا نقيم لها وزنا ابداً".
اجتمعت الرئاسات مع قادة القوى السياسية الوطنية العراقية بدعوة من رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، يوم الأربعاء؛ لمناقشة التطورات السياسية في البلاد، وبحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق.
وقد أفضى الاجتماع إلى عدد من النقاط، اتفق عليها المجتمعون، تتمثل بما يأتي:
1ـ عبر المجتمعون عن التزامهم بالثوابت الوطنية، وإيجاد حل لكل الأزمات من خلال الحوار وباعتماد روح الأخوّة والتآزر؛ حفاظاً على وحدة العراق وأمن شعبه واستقراره، وديمومة النظام الديمقراطي الدستوري الذي يحتكم إليه الجميع، والتأكيد على تغليب المصالح الوطنية العليا، والتحلي بروح التضامن بين أبناء الوطن الواحد؛ لمعالجة الأزمة السياسية الحالية.
2ـ أشار المجتمعون إلى أن الاحتكام مرة جديدة إلى صناديق الاقتراع من خلال انتخابات مبكرة ليس حدثاً استثنائياً في تأريخ التجارب الديمقراطية عندما تصل الأزمات السياسية إلى طرق مسدودة، وأن القوى السياسية الوطنية تحتكم إلى المسارات الدستورية في الانتخابات.
3- دعا المجتمعون الإخوة في التيار الصدري إلى الانخراط في الحوار الوطني، لوضع آلياتٍ للحل الشامل بما يخدم تطلعات الشعب العراقي وتحقيق أهدافه.
4- اتفق المجتمعون على استمرار الحوار الوطني؛ من أجل وضع خريطة طريق قانونية ودستورية لمعالجة الأزمة الراهنة.
5ـ دعا المجتمعون إلى إيقاف كل أشكال التصعيد الميداني، أو الإعلامي، أو السياسي، مؤكدين على ضرورة حماية مؤسسات الدولة والعودة إلى النقاشات الهادئة بعيداً عن الإثارات والاستفزازات التي من شأنها أن تثير الفتن. وناشدوا وسائل الإعلام والنخب بدعم مسار الحوار الوطني، والسلم الاجتماعي، بما يخدم مصالح شعبنا.
و وجه صالح محمد العراقي ما يُعرف بـ"وزير القائد" المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الخميس، انتقاداً لاذعاً إلى الحوار الذي رعاه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي للرئاسات الثلاث مع قادة الكتل السياسية للخروج من الأزمة الراهنة التي تشهدها البلاد.