شفق نيوز- بغداد
قال عضو المجلس السياسي لحركة النجباء، فراس الياسر، يوم الاثنين، إن هناك "إرادة شعبية عراقية" للاحتفاظ بـ"سلاح المقاومة"، فيما حذر من تكرار سيناريوهات دول مثل ليبيا والسودان وسوريا، في حال التخلي عنه.
وأضاف الياسر لوكالة شفق نيوز إن "الولايات المتحدة تعمل على توسيع قواعدها العسكرية في شمال العراق، بالتزامن مع تنسيق عالٍ مع القواعد التي أسستها في الأراضي السورية"، مبينًا أن "واشنطن مستمرة في فرض وصايتها على القرار العراقي من خلال سياسة الإملاءات والتدخلات المباشرة في الشأن الداخلي".
وأضاف أن "التدخل الأميركي وصل إلى حد التأثير في هندسة وبنية القوات الأمنية العراقية، واستغلال الدعم المقدم لها لفرض شروط سياسية وأمنية تتماشى مع المصالح الأميركية"، مشددًا على أن "العراق لا يواجه ضغوطًا حقيقية سوى من قبل الولايات المتحدة التي تسعى لمنع بروز قوى وطنية قادرة على مواجهة مشاريعها داخل البلاد".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تعمل على تقييد العراق وزجه ضمن استراتيجياتها الإقليمية المرتبطة بما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد"، لافتًا إلى أن "منع العراق من تطوير قدراته الدفاعية، ولاسيما منظومات الدفاع الجوي، يأتي في إطار أهداف أميركية – إسرائيلية مشتركة تهدف إلى إضعاف البلاد".
وأكد الياسر أن "هناك إرادة شعبية عراقية تصر على الاحتفاظ بسلاح المقاومة، وأن التخلي عن عناصر القوة قد يكرر سيناريوهات دول مثل ليبيا والسودان وسوريا، وما رافقها من انهيار أمني وسياسي".
وكان المتحدث العسكري، باسم حركة عصائب أهل الحق، جواد الطليباوي، قد أكد في وقت سابق من اليوم الاثنين، تمسك الحركة بـ"السلاح والمقاومة"، فيما بين أن هذا الملف "ليس سياسيا" وغير قابل للتفاوض.
وقال الطليباوي، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إنه "ليعلمِ الجميع أنْ لا مكانَ في قاموسِنا لتسليمِ السلاحِ أو التنازلِ عن المقاومةِ أو الغفلةِ عمّا يخطّطُ لنا الأعداءُ، وهي ليستْ ملفّاً سياسيّاً ولا بنداً تفاوضيّاً، بل عقيدةُ سيادةٍ وضمانةُ قرارٍ ودرعُ كرامةٍ لا تُكسَرُ بضغطٍ ولا تُساوَمُ بإملاءاتٍ، ومن يراهنْ على غيرِ ذلك يجهلنا".
وأضاف "شعارُنا الذي حملناه ثابتٌ دائمٌ مستمرٌّ بأنّنا حماةٌ ـ بناةٌ، حماةُ هذا الوطنِ والحاضرونَ دائماً للدفاعِ عنه والتضحيةِ بأرواحِنا من أجلِهِ متى تطلّبَ منّا ذلك، وبناةُ هذا الوطنِ كذلك السائرونَ في الطريقِ الصحيحِ لعراقٍ قويٍّ ودولةٍ ناجحة".
وأعلنت بعض الفصائل المسلحة، يوم السبت الماضي، موافقتها على الدعوة لحصر السلاح بيد الدولة، وصدرت مواقف رسمية من قبل الأمين العام لكتائب الإمام علي شبل الزيدي، ومن ثم لحقتها دعوة أمين عام حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وأيضا فصيل أنصار الله الأوفياء، فضلاً عن المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء.
يشار إلى أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى العراق، مارك سافايا، أكد في وقت سابق من اليوم، أن الخطوات التي أعلنتها الجماعات المسلحة العراقية باتجاه نزع السلاح تمثل تطوراً "مرحّباً به ومشجّعاً"، مشيراً إلى أنها استجابة إيجابية للنداءات والتطلعات القديمة للمرجعية الدينية وسلطاتها الدينية الموقرة.
وتضغط الولايات المتحدة منذ أشهر بشكل حاد، على الحكومة العراقية لإنهاء دور الفصائل المسلحة وحلها والسيطرة على السلاح خارج الدولة، كما اشترطت ان لا تشارك الفصائل في الحكومة الجديدة، خاصة بعد أن حصلت على عدد مقاعد نيابية كبير.
يشار إلى أن رئيس الحكومة الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، سبق وأن صرح الشهر الماضي، بوجود توجه لتسليم سلاح الفصائل الثقيل للدولة العراقية.