شفق نيوز/ أشّر موقع "المونيتور" الأمريكي تصاعد الاستياء في العراق من دور إيران في عرقلة جهود زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة، منوها الى لجوء التحالف الموالي لطهران الى "تكتيكات" ضد الصدر، من بينها الاستعانة بالقضاء للضغط على الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بالاضافة الى اعادة احتضان شخصيات سنية لتقف في وجه الشريك الأخر في "التحالف الثلاثي" بقيادة الصدر، اي رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
وأشار التقرير الأمريكي إلى تزايد تحركات احتجاج من جانب انصار الصدر بما في ذلك في الشارع، بعدما فشلت الجهود لتشكيل الحكومة الجديدة من جانب الصدر والحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والتحالف السني بزعامة محمد الحلبوسي.
واعتبر التقرير ان الميليشيات والجماعات المدعومة من ايران كـ"الاطار التنسيقي" وحليفها الكوردي المتمثل بالاتحاد الوطني الكوردستاني، بالاضافة الى عدد من السنة المرتبطين بايران، هم سبب هذا الجمود السياسي، حيث انه يستغل "الثلث المعطل" من أجل وقف العملية السياسية، مما اثار موجة جديدة من المشاعر المعادية لإيران في أوساط العراقيين.
ذكّر التقرير بتظاهرة جرت في 17 نيسان/ ابريل الحالي ، في مدينة الصدر حيث يحظى مقتدى الصدر بشعبية، وردد المتظاهرون هتافات معارضة لايران كان الصدريون استخدموها للمرة الاولى في العام 2015 عندما اخترقوا المنطقة الخضراء في بغداد.
وتابع التقرير ان تظاهرات اضافية جرت في ساحة الفردوس في بغداد عندما تجمع نشطاء من الشباب احتجاجا على التدخل الخارجي في تشكيل الحكومة، وتعبيرا عن استيائهم من "الثلث المعطل".
ولفت التقرير الى هجوم تعرضت له قافلة دبلوماسية ايرانية داخل بغداد، كانت متجهة الى مدينة الكاظمية.
ونقل التقرير عن مصدر مقرب من التيار الصدري، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله ان "الصدر يستغل قاعدته القوية في الجنوب بهدف تنظيم موجة جديدة من التظاهرات للمطالبة بعدم التدخل الخارجي في العملية السياسية".
وبعدما ذكر التقرير بان الصدر شكل مؤخرا تحالف "انقاذ الوطن" الذي لم يتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة بسبب "الثلث المعطل"، ثم تمريره الكرة الى "الائتلاف التنسيقي"، اوضح التقرير ان الصدر يستعد حاليا لموجة جديدة من التظاهرات.
وفي حين اشار التقرير الى سعي الصدر لتشكيل ما يسميه حكومة "الاغلبية الوطنية" متحالفا مع السنة والكورد، لفت الى ان جهود "الائتلاف التنسيقي" من اجل عرقلة مثل هذه الحكومة، نالت دعما علنيا من جانب المسؤولين الايرانيين.
وفي هذا السياق، ذكّر التقرير بتصريحات تلفزيونية ادلى بها السفير الايراني المنتهية ولايته ايرج مسجدي قال فيها ان الحكومة التوافقية هي الانسب، وان "الوقت لم يحن حتى الآن لقيام حكومة اغلبية".
الا ان التقرير الامريكي تحدث عن اوراق اخرى يستخدمها "الائتلاف التنسيقي" من اجل ممارسة الضغوط على حلفاء الصدر، مشيرا الى ان "الائتلاف" يتمتع بعلاقات حميمة مع رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان الذي كان اصدر حكما ضد حليف الصدر ، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، للحيلولة دون استمراره بالتحالف مع الصدر، حيث ان المحكمة الاتحادية اعتبرت في قرار في الشهر الماضي ان اية عقود للطاقة مرتبطة بتوقيع حكومة اقليم كوردستان، ليست قانونية وغير دستورية.
كما ان المحكمة ذاتها، أصدرت حكما آخر ينص على أن أغلبية الثلثين ضرورية من اجل انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي سياق مواز، يمارس "الائتلاف التنسيقي" ضغطا متصاعدا على الحليف السني للصدر، محمد الحلبوسي، وذلك من خلال دعم منافسيه السنة، حيث قام "الائتلاف" في الأسبوع الماضي، بتوجيه دعوة الى القيادي البارز في جماعة الاخوان المسلمين رافع العيساوي للمجيء الى العراق بعد نحو عقد من الزمن من الإقامة في المنفى.
وتابع التقرير ان "الائتلاف التنسيقي" رحب ايضا باستقبال علي حاتم السليمان، الذي وصفه بأنه منافس آخر للحلبوسي، في بغداد بعد ما امضى 8 أعوام من الإقامة خارج العراق بسبب دوره في التمرد السني عامي 2013-2014 الذي تسبب لاحقا في نشوء تنظيم داعش.
ولفت "المونيتور" ايضا الى ورود تقارير تشير الى انه يجري العمل من اجل اطلاق سراح النائب السابق أحمد العلواني المتهم بقيادة التمرد السني في عامي 2013-2014.
وختم التقرير بالقول انه "من المرجح ان تتصاعد المشاعر القوية المعارضة لايران بين العراقيين، فيما يستشعرون بصيف ساخن في العراق، المعتمد بشكل اساسي على واردات الغاز الايراني من اجل توليد الكهرباء"، مشيرا الى ان طهران قامت بتخفيض التزامتها المتعلقة بالغاز وستقوم بمزيد من التخفيض بحلول منتصف الصيف.