شفق نيوز/ اعتبر موقع "بلومبيرغ" الإخباري الأمريكي، أن الهجوم الأخير على قاعدة التنف الامريكية في الاراضي السورية، مرتبط بإيران وبالإنتخابات العراقية الاخيرة التي لم تحقق فيها الفصائل العراقية الموالية لها، نتائج جيدة في صناديق الاقتراع.
وكان البنتاغون اعلن الاربعاء تعرض قاعدة التنف، بالقرب من حدود العراق، الى هجوم بالمسيرات. واعتبر تقرير "بلومبيرغ" ان المنفذ هو احدي الميليشيات العراقية التي تدعمها ايران والتي سبق لها ان استهدفت القواعد الامريكية بهجمات بالصواريخ والمسيرات.
ووفقا للتقرير فإن هناك سببين يدفعان للاعتقاد بان لايران دوراً في الضربة الاخيرة على التنف، بينها الانتخابات العراقية التي جرت في الشهر الحالي، وخسرت فيها الاحزاب السياسية المقربة من ايران العديد من المقاعد.
ونقل التقرير عن المبعوث الخاص السابق في عهد ادارة دونالد ترامب، جويل ريبيرن قوله ان المسيرات هي اسلوب الجماعات الشيعية التي خسرت في الانتخابات من اجل "التأكيد على شرعيتها".
واوضح التقرير ان ايران تدعي ان الولايات المتحدة تلاعبت بنتائج الانتخابات العراقية، ولهذا فان هذه الجماعات العراقية تسعى الى محاولة جر القوات الامريكية الى مواجهة عسكرية، تعزز من مصداقية خطابها السياسي.
وتابع التقرير ان السبب الثاني الذي يدعو الى الاشتباه بايران، هو ان هذه الطائرات غير المتطورة والتي تستخدم وفق اسلوب "الكاميكاز" الانتحاري، هي جزء من استراتيجية ايران في المنطقة، بحسب ما يؤكد الباحث في معهد الشرق الاوسط الامريكي ديفيد شينكر، المساعد السابق في وزارة الخارجية الامريكية، مشيرا الى ان ايران تدعم الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان بهذا النوع من الاسلحة.
وقال مؤلف كتاب عن تاريخ المسيرات سييث فرانتزمان ان اجزاء من هذه الطائرات يتم شحنها عادة من ايران ويتم تجميعها في غزة وسوريا والعراق واليمن.
وحسب التقرير فإن هجوم التنف يكشف عن كيفية تراجع التميز الأمريكي في معركة الطائرات المسيرة بعدما ظلت خلال 15 سنة من سنوات الحرب على الارهاب تتمتع بالتفوق الكبير، الى ان اسقطت ايران في العام 2011 طائرة استطلاع أميركية. ويعتقد معظم الخبراء بمن فيهم فرانتزمان أن إيران استطاعت إعادة هندسة هيكل الطائرة. كما بدأت الامور تتغير خلال العام الأخير من رئاسة باراك أوباما، حيث بدأ الحوثيون باستخدام طائرات مسيرة غير متطورة ضد السعودية.
وختم التقرير بالقول انه "في الوقت الحالي تستطيع امريكا الدفاع عن نفسها ضد المسيرات الإيرانية، لكن الهجوم (على التنف) يظهر بطريقة وأخرى فشل الجهود الامريكية لتقييد انتشار هذا النوع من الأسلحة. وفي الشرق الأوسط يستخدم طرفا النزاع نفس التكنولوجيا التي كانت أمريكا تأمل ان تحتفظ بها لنفسها.