شفق نيوز/ نشر "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي تقريرا عن المشهد العراقي حذر فيه من ان مصطفى الكاظمي الذي شكل حكومة على أمل توحيد القوى المحلية، الا انه يواجه تحديات في محاربة الفساد، والميليشيات القوية والنفوذ الخارجي.
وفي تقرير للمعهد الذي يتخذ من نيويورك مقرا له ويصدر شهريا مجلة "فورين أفيرز" المتخصصة بالقضايا الدولية، كتبته ناتالي بوسميكر، اعتبر انه بالرغم من الآمال المعقودة والتفاؤل من جانب المتظاهرين العراقيين على الكاظمي الا انه يواجه مجموعة من التحديات بما فيها التعامل مع العلاقات الصعبة القائمة بين الولايات المتحدة وايران، وملفات الفساد، وعنف الميليشيات المستمر، ومعالجة تفشي وباء كورونا.
ونقل التقرير عن الديبلوماسي الاميركي روبرت فورد الذي كان نائبا للسفير الاميركي في بغداد بين عامي 2008 و2010، قوله ان الكاظمي "يريد ان يجمع كل العراقيين سوية، لكنه لا يمتلك قاعدة سياسية خاصة به. سيكون دائما معتمدا على الاحزاب السياسية الاخرى".
واعتبر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، ان هناك مجموعة من التحديات التي قد تقوض حكومة الكاظمي، من بينها الفساد، مضيفا ان رئيس الوزراء وعد المتظاهرين انه سيكافح نظام المحاصصة القائم بين المكونات المذهبية والعرقية في تقاسم المناصب في البلد، من رئاسة الجمهورية الى رئاسة الحكومة والبرلمان وصولا الى الحقائب الوزارية والإدارية المختلفة. ويقول الخبراء ان هذا النظام يساهم في تعزيز الفساد في العراق الذي يعتبر من بين الدول الاولى في العالم فسادا.
لكن التقرير اشار الى انه بعد ان هددت كتلة الفتح بعدم تأييد ترشيحه لرئاسة الحكومة، فان الكاظمي تراجع كثيرا عن الالتزام بتعهده. والان بسبب تفشي الفساد، فانه يمتص غالبية موارد الدولة ويعطل مشاريع البنى التحتية، ويعرقل توفير الخدمات الاساسية للمواطنين من كهرباء ومياه.
اما العنصر الثاني الذي قد يهدد حكومة الكاظمي، فهو بحسب "مجلس العلاقات الخارجية"، تفشي وباء كورونا، اذ برغم قرار الاغلاق الذي اتخذ في العراق، فان الوباء انتشر في انحاء البلاد، ما شكل عبئا اضافيا على القطاع الصحي المنهك، وفاقم ظاهرة البطالة بين الشباب التي كانت تخطت في العام 2019، نسبة 25 في المئة. كما تضررت الإيرادات الاتية من قطاع النفط، وهو ما ساهم في إضعاف شرعية الحكومة في الوقت الذي تقدمت فيه الميليشيات لتقديم المساعدات الطبية والانسانية.
العنصر الثالث المهدد لحكومة الكاظمي، هي "الميليشيات القوية" التي بحسب "مجلس العلاقات الخارجية" فان رئيس الوزراء اتخذ خطوات للسيطرة عليها بما في ذلك المداهمة التي جرت ضد خلية لكتائب حزب الله العراقي في شهر يونيو /حزيران الماضي. لكن اغتيال هشام الهاشمي، مستشار رئيس الحكومة في تموز/يوليو الماضي، والتي نسبت الى كتائب حزب الله ايضا، تشير الى ان الميليشيات ليست خائفة بان ترد على السلطة السياسية.
وحول احتمال ان يؤثر التوتر الاميركي – الايراني على مكانة الكاظمي، ذكر التقرير ان تصعيد التوتر تحت ادارة دونالد ترامب تسبب في اثارة القلق في بغداد من ان يمتد الصراع الى العراق، خاصة بعد اغتيال قاسم سليماني والرد الذي قامت به ايران على قواعد عسكرية اميركية على الاراضي العراقية.
"الكاظمي تحت ضغط من الطرفين"
يقول التقرير ان الولايات المتحدة تحتفظ بالاف الجنود لدعم وتدريب الجيش العراقي، وتركز الان على مواجهة فلول داعش وتخفيض النفوذ الايراني، في حين ان ترامب يمارس ضغوطا على بغداد لتقليص علاقاتها الاقتصادية مع ايران كتخفيض واردات الغاز منها، الا ان العراق يعتمد على هذا الغاز من اجل شبكته الكهربائية. وفي الوقت نفسه، فان طهران تمارس ضغوطا على الكاظمي حتى لا يعزز علاقاته الاقتصادية مع دول خليجية في خصومة مع طهران.
وختم تقرير "مجلس العلاقات الخارجية" الذي يأتي قبل ايام من زيارة الكاظمي الى واشنطن للقاء ترامب، بالتساؤل عما اذا كان رئيس الوزراء العراقي سيتمكن من تحقيق توازن بين المطالب المتنافسة للقوتين الاميركي والايرانية.