شفق نيوز/ حذرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، يوم الخميس، من تأثيرات الحرب الروسية الاوكرانية على الدور الايراني في المنطقة، مشيرة إلى ان طهران قد تستخدم قريبا نموذج الابتزاز الروسي في الحرب، في التعامل الايراني مع ملفي العراق وسوريا.
ولفتت الصحيفة الاسرائيلية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان روسيا المحت مؤخرا بشكل متعمد الى التهديد النووي للرد على أي محاولات غربية للتدخل في اوكرانيا، مضيفة أن هذه المواقف الروسية فيها تلميح إلى ان الحرب مع جارتها أوكرانيا قد تقود الى اندلاع "الحرب العالمية الثالثة".
واشار التقرير الاسرائيلي الى الموقف الروسي هذا يعمل لصالح موسكو لأنه يجعل من أي محاولة لمساعدة أوكرانيا بمثابة "تصعيد ضد روسيا".
واوضح ان "الابتزاز النووي" الروسي تمثل أيضا في تصريحات المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي قال ان روسيا لن تلجأ الى استخدام السلاح النووي، إلا إذا كان وجودها نفسه مهددا.
ولفت التقرير الى ان مجرد فكرة الاشارة الى الخيار النووي، يستهدف جعل المسألة تبدو وكأنها مشكلة حقيقية.
وبعدما اشار التقرير الى ان موسكو كان بإمكانها ان تقول بوضوح انها لن تستخدم السلاح النووي ابدا في حربها الاوكرانية، وان تجنبها هذا الوضوح، يعني ان الامر كله يتعلق بعملية ابتزاز للغرب.
وتابع أنه ليس أمرا مستغربا ان وسائل الاعلام الغربية ذكرت بان موسكو تفكر باستخدام اسلحة كيمياوية في أوكرانيا، مشيرا الى ان روسيا دعمت النظام السوري الذي استخدم مثل هذه الاسلحة.
واعتبر التقرير؛ أن كل ذلك يندرج في إطار "خطة تلاعبية" ستقوم ايران قريبا باستخدامها إذا تمكنت من ابرام الاتفاق النووي مع الغرب، حيث أنها ستستغل التهديد باستخدام السلاح النووي بشكل مستمر للادعاء بأن أي محاولة لمجابهة سيطرة طهران على سوريا والعراق ولبنان واليمن، قد تؤدي الى ظهور "تهديد وجودي لإيران".
وتابع التقرير أنه بعد ذلك، سيصبح هذا الامر بمثابة "خط احمر نووي" بالنسبة إلى إيران، التي ستقول أن كل من يتحداها في المنطقة سيثير الأمر تصعيدا وخطرا باندلاع "الحرب العالمية الثالثة".
واوضح التقرير ان "ايران التي تقترب من التسلح النووي، سيكون بمقدورها استخدام النموذج الروسي فيما يتعلق بأوكرانيا".
وتابع التقرير أن روسيا تقوم بغزو جارتها الجنوبية الغربية بشكل غير قانوني، لكنها تجعل المسألة تظهر وكأن أي محاولة من قبل دول اخرى للقيام بدور هناك، سيجعلها تجازف بوقوع الحرب رغم أن موسكو هي من بدأت الحرب بالأساس.
ولفت التقرير إلى أن التفكير الروسي والتهديدات ضد أوكرانيا والتي تعتبرها على علاقة مقربة من دول الغرب ويحق لها بالتالي تدميرها والسيطرة عليها، يشابه نمط التفكير الخاص بايران فيما يتعلق بالعراق، مضيفا ان طهران "سيطرت على اجزاء من العراق وتتمتع بالحصانة لاطلاق الصواريخ عليها واستهداف القوات الامريكية هناك".
كما خلص التقرير الى القول ان السيطرة الايرانية على سوريا ما تزال محل خلاف، إلا ان طهران ترغب بتحصين تفكيرها هذا ليكون بمقدورها رسم "خط احمر" لحماية قواعدها في سوريا.
وتابع قائلا ان طهران قد تقوم قريبا بطرح نموذج الابتزاز الروسي فيما يتعلق بسوريا والعراق، مذكرا بأنه سبق لإيران أن أعلنت انها ترفض التدخل الاجنبي في اليمن، برغم أن طهران هي التي تتدخل بالفعل في الجمهورية اليمنية الشرق اوسطية الواقعة جنوب السعودية.
ترجمة: وكالة شفق نيوز