شفق نيوز/ طرح باحث اسرائيلي تقديرات تشير الى ان الرد الايراني على اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قد يتم في 19 كانون الثاني/يناير الحالي، اي قبل يوم واحد من خروج الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، معتبرا ان الايرانيين "لن يتسامحوا" عن الاهانة التي الحقها بهم.
وتحت عنوان "الولايات المتحدة وإسرائيل تستعدان لانتقام إيراني"، كتب العميد في الاحتياط الاسرائيلي مردخاي كيدر، وهو محاضر في جامعة بار - إيلان، وباحث في مركز بيغن - السادات للأبحاث الاستراتيجية انه "في 19 كانون الثاني/يناير يصل التوتر إلى ذروته: ففي الغد من المفترض أن ينزل الرئيس ترامب عن مسرح الأحداث وربما عن مسرح التاريخ، لكن إيران باقية. قادتها تلقوا ضربات قاسية من ترامب خلال ولايته، والأخطر من كل شيء: أنه أهانهم في نظر العالم. لكن على الرغم من ذلك فإنهم صمدوا في وجهه، بيْد أن كرامتهم سُحقت، وهم لن يتسامحوا ولن يصفحوا عن ذلك".
واعتبر الباحث الاسرائيلي، في التحليل الذي ترجمته وكالة شفق نيوز انه "لا يمكن لقادة إيران الاستمرار في حياتهم العادية وترك مقتل قاسم سليماني من دون القيام بانتقام مناسب، وبحجم يتلاءم مع أهميته بالنسبة إليهم".
واضاف انه في تشرين الثاني/نوفمبر اغتيل أبو المشروع النووي العسكري الإيراني محسن فخري زادة، وتزعم طهران أن يداً إسرائيلية نفّذت هذه "الجريمة" التي لم يجرِ الانتقام لها حتى الآن، ولا مفر للنظام الإيراني من القيام بذلك.
في تقديره الخاص، كتب مردخاي كيدر "يخطط زعماء إيران في 19 كانون الثاني/يناير للقيام بعملية عسكرية مذهلة تحمل اسم سليماني، أو ربما فخري زادة، تعيد إليهم، قبل كل شيء، كرامتهم الضائعة ومكانتهم الإقليمية التي اعتادوا عليها.
عملية الانتقام الإيرانية لن تُنفّذ من إيران، بل من دولتين أو ثلاث دول تدور في فلكها: اليمن، والعراق، وسوريا، كي لا تُدان طهران مباشرة، وخصوصاً في نظر بايدن، الرئيس الأميركي الجديد؛ وأيضاً من أجل تأكيد وجود السيطرة الإيرانية في هذه الدول على الرغم من المحاولات الأميركية والإسرائيلية المستمرة منذ سنوات لوقفها.
واعتبر الباحث الاسرائيلي ان تنفيذ العملية سيسند إلى "قوات التحرير المحلية"، أي الفصائل الشيعية لفيلق القدس - الذراع العسكرية التي استخدمها سليماني، وانه من المعقول الافتراض أن "مستشارين إيرانيين" سيكونون حاضرين، وسينشطون في مواقع إطلاق الصواريخ والمسيّرات التي ستُطلق في العملية التي يجري التخطيط لها، وستكون موجهة ضد سفارة الولايات المتحدة في بغداد، وضد قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا، ومن المحتمل أيضاً ضد منشآت نفط في السعودية (كما جرى في أيلول/سبتمبر 2019)، وضد البحرين ودولة الإمارات، لإثبات عجز حليفتهما الجديدة – إسرائيل- التي لن تحرك أصبعاً لإنقاذهما من جارتهما الكبيرة.
ورأى انه إذا كان لدى قادة إيران نية لتنفيذ عملية من هذا النوع، فمن المعقول الافتراض أن أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل قد التقطتها، وهذا هو سبب زيادة عدد القوات الأميركية في الخليج في الأسابيع الأخيرة.
واشار الى انه من أجل إبعاد حلفاء الولايات المتحدة عن التعرض لانتقام إيران، من المعقول الافتراض أن ضربة عسكرية ضد إيران -إذا حدثت - لن توجَّه من أي من دول المنطقة.
واوضح ان طائرات بي- 52- القاذفات الاستراتيجية الأميركية - ستنطلق نحو مهمتها في إيران من قواعد في الولايات المتحدة، أو من جزيرة دييغو غارسيا في الخليج الهندي. بالإضافة إلى ذلك، لدى الولايات المتحدة في المنطقة غواصات وسفن حربية - حاملات طائرات ومدمرات. وهي قادرة على ضرب إيران ووكلائها في أي وقت من دون تدخّل حلفائها في الموضوع، وربما من دون أخذ مواقفهم في الحسبان.
وختم بالقول انه "على الرغم من الشتاء، فإن الحرارة في منطقة الخليج ترتفع، ويمكن أن تصل إلى نقطة الغليان قبل نهاية ولاية ترامب".