شفق نيوز/ كشف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم السبت، أن منهاجه الوزاري تضمن برامج عمل بسقف زمني لثلاث سنوات، وفيما أكد أنه سيفتح ملفات الفساد "المحظورة"، أشار إلى أن معاناة الطبقة الفقيرة لا يحتمل الانتظار لتنفيذ الخطط الطويلة الأمد.
وقال السوداني خلال لقائه بعدد من المحللين السياسيين، بحسب بيان ورد لوكالة شفق نيوز "ثبتنا في قانون الموازنة تأسيس صندوق التنمية العراقي، سيتم تمويله من استقطاع نسبة من إيرادات النفط، ومنه تتفرع صناديق تخصصية للسكن والتربية والصحة وغيرها".
وبي ان "هذا الصندوق يمثل فكرا جديدا في تعديل نظم ادارة الدولة، قائما على تفعيل القطاع الخاص وتنمية رأس المال وسيقضي على الفساد، ويوفر عشرات الآلاف من فرص العمل".
واشار الى ان "التحديات واضحة بالنسبة لنا، وفي ضوئها صممنا المنهاج الوزاري، لدينا سقف زمني لكل مسار من سنة او سنتين او ثلاث، المعيار هو كيف ننجح ونحقق فارقاً على المستوى الخدمي والمعاشي؟".
وفيما يتعلق بمكافحة الفساد، أكد السوداني "سندخل في المحظور من الملفات من أجل مواجهة الفساد، وسنبدأ أولا بإصلاح المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد".
وبشأن معالجة الفقر، أوضح رئيس الوزراء "لا أحد يمكن له ان يتجاهل الفقر، وهذه الطبقة بحاجة الى معالجات مباشرة، وليس لها أن تنتظر الإصلاحات والخطط طويلة الأمد. هؤلاء يجب إيقاف كل شيء من أجل معالجة أوضاعهم وتخفيف معاناتهم المعاشية".
وتابع "أدخلنا كل الفئات في قانون الضمان الاجتماعي، وهو يشجع على العمل بالقطاع الخاص بدلا من انتظار التعيين الحكومي، ويشمل جميع الفئات وكل الأعمال الخاصة مهما صغرت".
واعتبر السوداني ان "تفاؤل الناس مسؤولية إضافية كبيرة، ومنهاجنا ليس مثاليا انما يعمل وفق المعطيات، كما ان العمل يعتمد على الاستقرار السياسي".
وأردف بالقول "سنتصدى للخدمات السريعة، لأن أصل المشكلة فقدان المواطن للثقة في الجهاز الخدمي أو النظام السياسي".
وأشار الى "مباشرة فريق الجهد الهندسي بتنفيذ مشاريع خدمية في أحياء بثلاث مناطق في بغداد، والأعمال التي تنفذ هناك ليست ترقيعية بل وفق المواصفات المطلوبة، وستنفذ ذات المشاريع في أحياء اخرى متعبة بالمحافظات".
وأضاف "لدينا أكثر من 1450 مشروعا متلكئا، وتسبب تركها بتكبيد العراق مبالغ طائلة، وقد ركزت على هذه المشاريع التي يمتد عمر البعض منها لأكثر من عشر سنوات".
ورأى السوداني أن العراق "وصل الى المعدلات العالمية من توفر المعلمين والمدرسين للمدارس، لكن سوء التوزيع يعرقل خدمة العملية التربوية".
من جانب آخر، لفت الى ان "الذي يهمنا هي المرحلة المقبلة، البعض يردد انها حكومة الفرصة الأخيرة، وبالحقيقة هناك تحديات وهناك قدرة على النجاح، التشخيص الدقيق للمشاكل موجود والفرص في متناول اليد".
ونبه إلى أنه "لا بد أن اذكّر بالتركة الثقيلة، واعرف كل تفاصيلها وعلى كل الصعد، يوميا التقي مسؤولين مدنيين وأمنيين اجدهم يستغيثون من مشاكل كبيرة متراكمة".
وقال السوداني "هناك مشاكل يعاني منها المحافظون، لم يتم سماعهم سابقاً، وهم يعملون لوحدهم بدون مجلس محافظة، واكثر مشاكلهم ترتبط بإجراءات روتينية مع الوزارات".
وبشأن الملفات العالقة بين بغداد واربيل، أكد السوداني "لو اتفقنا على ان الدستور هو الغطاء دائماً، فإن المشاكل بين بغداد وأربيل جميعها لها حل. وتحدثت بهذا الأمر مباشرة للمسؤولين في إقليم كوردستان".
وعلى صعيد العلاقات الدبلوماسية، قال السوداني "استمرار الاعتداءات على المناطق الحدودية، يعتمد على توحيد الخطاب الوطني الموحد داخل العراق من اجل مواجهة هذه الحالة، وان لا تكون أراضيها منطلقا للاعتداء على جيران العراق".
واضاف "فقرة اساسية في علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة هي استعادة الاموال العراقية المنهوبة، فالعراق عضو في الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد، وله الحق في المطالبة بها".
وختم السوداني بالقول، إن "مقتل المواطن الأمريكي ستيفن ترول جريمة توقيتها مقصود، ويقف خلفها من يسعى لاختبار الحكومة، ولدينا من الخيوط ما يوصلنا الى الجناة، وأتابع شخصياً سير التحقيقات".