شفق نيوز/ ابرز موقع "المونيتور" الامريكي، يوم الخميس، الدور الذي تلعبه كتائب حزب الله العراقية على الصعيدين الداخلي والخارجي، ومحاولتها الاحتفاظ بنفوذها بوسائل عدة، برغم قلة التأييد الشعبي الذي تتمتع به.
ولفت التقرير الامريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بداية الى ان كتائب حزب الله المسلحة كثفت خلال الاسابيع الماضية، من توجيه الرسائل والهجمات على "اعدائها" في داخل العراق وخارجه.
وذكّر التقرير بحادثتين الاولى تتعلق بإعلان جماعة "الوية الوعد الحق" مسؤوليتها عن هجوم بطائرة مسيرة في الثالث من شباط/ فبراير الجاري على دولة الامارات، مشيرة الى ان الخبراء يعتقدون ان هذه الجماعة هي واجهة لكتائب حزب الله او مرتبطة بها ارتباطا بشكل وثيق.
كما ان الكتائب جمعت تبرعات وحثت الاخرين على التبرع من اجل تزويد المقاتلين الحوثيين في اليمن بالطائرات المسيرة، ونشرت صورة لمبنى مبهر في الامارات في خلفية حملتها الدعائية.
الكتائب والأنبار وسوريا
اما الحادثة الثانية، فتتعلق بتحركات عسكرية للكتائب في محافظة الانبار ما اثار غضبا ومخاوف بين السكان برغم ان مسؤولين عراقيين قالوا ان الكتائب هي جزء من قوات الحشد الشعبي التي تتقاضى رواتب حكومية والمنتشرة رسميا في المنطقة.
الا ان زعماء العشائر المحلية واخرين انتقدوا هذا الظهور العسكري للكتائب الذي تمثل بقافلة كبيرة من الاليات العسكرية تعبر في محافظة الانبار المتاخمة لسوريا ونشرت حولها مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في السادس من شباط/ فبراير الجاري.
لكن خلية الاعلام الامني المرتبطة بالحكومة غردت على حسابها في تويتر، مشيرة الى ان القافلة العسكرية "تخص ابطال وحدات الحشد الشعبي" وانهم كانوا في رحلة العودة بعد اجازة من الخدمة.
وفي حين اشار التقرير الى ان الكتائب "مكروهون ومهابون" من جانب السكان المحليين، قال انه تم نشر لواءين من الكتائب رسميا منذ فترة طويلة في مدينة القائم على الحدود العراقية مع سوريا، وانه برغم اندماج هذه الالوية ضمن القوات العسكرية العراقية الرسمية، الا انه تم استهدافهم في بعض الاحيان في غرب الانبار وسوريا عبر غارات جوية امريكية، مثلما جرى في 25 شباط/فبراير العام 2021 في اول عمل عسكري معلن عنه من قبل ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن.
امريكا وداعش
وكان المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله جعفر الحسيني، اشار في تغريدة على تويتر، الى ان "امريكا تسهل حركة الارهابيين على الحدود، وان هذا الوجود العسكري يهدف الى منع اي ثغرات امنية ومواجهة تحركات داعش".
وبحسب التقرير، فان كتائب حزب الله والفصائل الاخرى التابعة لما يعرف بـ"المقاومة"، التي يقودها الحرس الثوري الايراني، تعبر بشكل علني الى داخل سوريا وتخرج منها وتقاتل الى جانب القوات الحكومية السورية ضد جماعات المعارضة المسلحة وتنظيم داعش، وهي تمارس سيطرة فعلية في بعض مناطق شرق سوريا، من دون تدخل يذكر من جانب دمشق.
كما ان التقرير يتحدث عن وجود مزاعم مستمرة بتورط الكتائب في ازدهار تجارة المخدرات عبر الحدود.
وبكل الاحوال، يعتبر التقرير ان مشاهد القافلة العسكرية في الانبار، اثارت مخاوف سكان المنطقة ما يعكس عدم ثقة عميق في وحدات الحشد الشعبي من خارج المنطقة، مضيفا ان المنطقة عانت بشكل كبير من داعش، لكنها ايضا شهدت فقدان اكثر من الف شخص من الرجال والفتية، حيث يعتقد ان كثيرين منهم قتلوا لأسباب طائفية.
مقعد برلماني وحيد
وبعد ذلك ذكر التقرير بان الكتائب لم تحصل سوى على مقعد واحد في انتخابات العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2021، فيما ما يزال الجدل السياسي مستمرا في العراق.
اما على الصعيد الخارجي، فقد اشار التقرير الى تغريدة لمتحدث عسكري باسم الكتائب في اواخر كانون الثاني/ يناير، يقدم التهنئة خلالها لجماعة الحوثي في اليمن بعدما شنت هجمات على الامارات والسعودية، في حين ان الجماعة الواجهة للكتائب والتي شنت هجوم الثالث من شباط/ فبراير على الامارات، توعدت بشن المزيد من الهجمات على تلك الدولة.
واستعاد التقرير انتقادات رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لما يسميها الجماعات "الخارجة عن القانون" والتي عمل ضدها في بعض الاحيان، حيث يتفق معظم المراقبون على ان هذا المصطلح يشير الى كتائب حزب الله وجماعات المقاومة الاخرى التي لا تدين بالولاء للدولة العراقية، حتى لو كان لبعضها وحدات عسكرية في صفوف القوات الحكومية.
وذكر التقرير بان الكاظمي تعرض للاستهداف في هجوم بطائرات مسيرة في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر وهو مرشح مجددا لرئاسة الحكومة، بينما تعرض رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، مثله مثل الكاظمي، الى للتهديد من قبل الكتائب.
وختم التقرير بالقول انه في ظل "التأييد الشعبي المحدود من جانب الشعب العراقي لكتائب حزب الله، فان هناك مخاوف من ان تجد الجماعة وسائل اخرى للمحافظة على حرية حركتها وسلطتها من خلال التهديدات والهجمات المستمرة".