شفق نيوز/ قال الرئيس العراقي برهم صالح، في خطاب امام معهد مجلس العلاقات الخارجية الامريكي في نيويورك، ان السياسة الدولية التي اتبعت ازاء سوريا منذ العام 2011، فشلت، داعيا دول المنطقة الى ان تحذو حذو بغداد بفتح قنوات تواصل مع الحكومة السورية.
وفي مقتطفات نقلتها مراسلة صحيفة "ذا ناشيونال" في نيويورك جويس كرم، وترجمتها وكالة شفق نيوز، قال صالح امام مجلس العلاقات الخارجية الذي يتمتع بتأثير كبير على دوائر صنع القرار في واشنطن، "عليكم ان تتحلوا بالشجاعة للاعتراف بان السياسة الحالية فشلت بالكامل، وان التداعيات الانسانية للصراع في سوريا، باهظة بشكل غير مقبول من دون شك، اخلاقيا وسياسيا".
وتقدر الامم المتحدة بان اكثر من 5.6 مليون انسان فروا من ديارهم بسبب الحرب في سوريا، بما في ذلك 2.5 مليون طفل، ما يجعلها ازمة اللجوء الاكبر في العالم. كما ان نحو نصف مليون انسان قتلوا خلال النزاع.
والمح الرئيس العراقي في كلمته إلى ان خطط الاطاحة بالرئيس الرئيس بشار الاسد قد فشلت. وقال "الحكومة ما زالت قائمة هناك، ولديك الالاف والالاف من المسلحين في المراكز الحضرية في الشرق الاوسط. هؤلاء ليسوا مجرد مجموعة من الرجال في كهوف نائية في افغانستان".
واشار صالح الى ان احد دروس افغانستان تتمثل في ان غض النظر ليس خيارا عندما يتعلق الامر بمكافحة الارهاب، مضيفا ان بغداد تفتح قنوات تواصل مع النظام السوري.
وقال الرئيس العراقي "نحن في العراق ننفتح على الحكومة السورية، محاولين اقامة قنوات وتشجيع المساعدة والاغاثة للشعب السوري، ونريد ان نركز على قضية المتطرفين في بعض هذه المناطق في سوريا التي تشكل خطرا مباشرا على العراق والجيران".
وحث صالح نظرائه الاقليميين على ان يحذوا حذو بغداد في هذا الانفتاح، قائلا "انا شخصيا ادعو المنطقة الى محاولة تبني هذه الدينامية ازاء سوريا"، مشيرا الى ان ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن تتحدث مع الروس حول احتمال التعاون مع سوريا.
كما اشار صالح الى محادثات اخرى تجري في المنطقة بين الخصمين التقليديين السعودية وايران، وقال ان "الكثير من المحادثات جرت بين جيراننا الخليجيين والايرانيين والاتراك، والكثير من المفاوضات بين السعوديين والايرانيين تجري، وهي مفارقة بشكل ما بالنسبة اليهم لكي يلتقوا في العراق بشكل سري".
وحث الرئيس العراقي الدول الاقليمية على البحث عن حلول لمشاكلها، قائلا ان "الامريكيين لن يبقوا هناك الى الابد. علينا الاعتماد على انفسنا اذا اردنا ايجاد حلول تنبثق من مجتمعاتنا ومن منطقتنا الخاصة".
وكان صالح التقى بادين الثلاثاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.