شفق نيوز/ قال رئيس الحكومة المحلية في محافظة النجف يوسف كناوي، يوم السبت، ان المرجعية الدينية للشيعة تأمل من الكورد الحفاظ على وحدة العراق، في حين اكد على ضرورة التعاون بين الشيعة والكورد في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة.
وقال كناوي في كلمة له خلال ملتقى "اربيل - النجف" بنسخته الثانية، إن "تاريخ العلاقة بين الكورد والشيعة مليئة بالدروس والمواقف، فمنذ إسقاط نظام صدام سعى الطرفان لبناء تحالف استراتيجي لبناء البلاد، ولكن هذه التحالفات لم تخلُ من منافسات وتقاطعات".
وأضاف ان "هذه التحالفات كانت تتسم بالمرونة على طول الخط، ولكنها في الوقت ذاته تحتاج الى الفهم المشترك للحدود التي يجب ألا تتجاوزها المنافسات السياسية"
كما اشار المحافظ الى ان "هذه الديناميكية تمثل درسا مهما في كيفية ادارة العلاقات المتنوعة في بلدنا بشكل يعزز الوحدة ويضمن لنا الاستقرار الدائم".
وأكد أنه "لا يمكن الحديث عن العلاقة بين الكورد والشيعة دون الاشارة الى دور المرجعية الدينية في النجف"، مردفا بالقول إن "هذه العلاقة الى الفتوى التاريخية التي اصدرها الامام محسن الحكيم في العام 1965 بتحريم قتال الكورد آنذاك والتي عززت التكاتف واللحمة الوطنية بين أبناء البلد الواحد ورسخت مبدأ حفظ المكونات العراقية لبعضها البعض وبقي صداها وذكرها شاخصا حتى يومنا الحاضر".
ونوه كناوي الى "مواقف المرجعية الدينية العليا بقيادة الإمام السيستاني في التوازن بدعم حقوق الكورد والحفاظ على استقرار العراق كدولة واحدة".
ومضى بالقول إن "العلاقة بين الشعب الكوردي والمرجعية الدينية تمتاز بحالة من الاحترام المتبادل، ولكنها في ذات الوقت محكومة بتوقعات متفاوتة ومن جهة يتوقع الكورد دعما من المرجعية في تحقيق حقوقهم المشروعة ضمن اطار عراق موحد، بينما تأمل المرجعية الدينية في التزام الكوردي بالحفاظ على وحدة العراق، وتماسكه الداخلي".
وأكد رئيس الحكومة المحلية بالنجف ان "استقرار العلاقة بين بغداد واربيل يتطلب تجاوز الانقسامات الداخلية وتعزيز القدرة على الحوار والتفاهم".
ولفت الى أنه "رغم التحديات في منطقة الشرق الأوسط هناك فرصة لتعزيز التعاون بين الكورد والشيعة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية بحيث يمكن للطرفين أن يتخذوا مواقف مشتركة تسهم في استقرار العراق وتقويته على الساحة الدولية".
واختتم كناوي كلمته بالقول إنه "يتعين على العراق ان يؤدي دورا محوريا في بناء تحالفات استراتيجية في المنطقة مما يستدعي التعاون بين الشيعة والكورد".