شفق نيوز/ افتتاح رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي المقبرة الملكية في بغداد الاحد، يمثل بحسب صحيفة "ذي ناشيونال" الصادرة بالانكليزية، تأكيدا على وحدة العراقيين في الماضي، ويندرج في اطار جهود الكاظمي لاستعادة حالة الطبيعية للحياة السياسية العراقية.
وافتتح الكاظمي خلال زيارته الى منطقة الاعظمية في بغداد، المقبرة الملكية، بعد اعادة تاهيلها واعمال التجديد فيها، باعتبارها احد المواقع المهمة التي تمثل شاهدا على تاريخ العراق الحديث، وسط تقارير اردنية بأن الملك الاردني عبدالله الثاني يعتزم زيارة المقبرة حيث دفن فيها ملوك من الاسرة الهاشمية.
وبحسب التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، فان افتتاح المقبرة بعد ترميمها، يأتي في اطار جهود الكاظمي لاشاعة اجواء طبيعية في الحياة السياسية العراقية بعد 18 سنة من الاضطرابات وسفك الدماء. وهو منذ توليه منصبه تعهد للعراقيين بتحسين مستوى حياتهم برغم الازمات الاقتصادية والقلاقل السياسية والتدخلات الخارجية.
واشارت الى ان الكاظمي بخلاف اسلافه في رئاسة الحكومة، يحاول الاختلاط في الاماكن العامة واجراء محادثات مع عامة الناس ويستمع الى شكاويهم. وسبق له ان وجه دعوات لعراقيين لزيارة مكتبه، كما شارك في جنازات لناشطين قتلوا وغيرهم.
وقال الكاظمي لمواطنين خلال زيارته الى الاعظمية "انا هنا لاساعدكم".
ونقل التقرير عن مركز القرار السياسي في بغداد هادي ماري قوله ان اعادة تأهيل المقبرة الملكية، يستهدف توجيه رسالة، موضحا انها "رسالة سياسية ليست موجهة للعراقيين فقط، وانما ايضا الى المنطقة، حول تعزيز العناصر التي تربط العراق اليوم بجزء من تاريخه عندما كان بقيادة السنة، وشيعة البلد ارتضوا بالملك الهاشمي".
واعتبر هادي ماري ان الخطوات الحذرة للكاظمي جزء من سعيه الى الفوز في الانتخابات المقبلة.
وكان النظام الملكي في العراق تأسس رسميا في العام 1921 عندما نصب الانكليز الملك فيصل الاول ملكا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى تقديرا لجهود والده الشريف حسين في مكة الذي انتفض ضد الحكم العثماني.
وكان فيصل الاول ملكا على سوريا، وتوفي بعمر 48 في بيرن في سويسرا بنوبة قلبية في العام 1933. وحكم ابنه غازي حتى العام 1939 عندما قتل بحادث سيارة. اما فيصل الثاني فقد صار ملكا وهو بعمر ثلاثة اعوام وانما تحت وصاية عمه الامير عبدالاله. وتولى فيصل الثاني الحكم بنفسه في العام 1953 عندما كان يبلغ من العمر 18 عاما.
وفي العام 1958 جرت الاطاحة بالحكم الملكي من جانب ضباط في الجيش العراقي فيما عرف باسم ثورة 14 تموز وانشاء النظام الجمهوري. واعد الملك الشاب الى جانب عدد من اعضاء العائلة الهاشمية بعد الانقلاب.
وقال المؤرخ العراقي ياسر ناصر (58 سنة) ان "لهذا الموقع مكان مهم في قلوب العراقيين وسكان الاعظمية"، مضيفا "آمل ان تفتحه السلطات امام عامة الناس وتحوله الى موقع ثقافي مع مكتبة ومعرض لحقبة الحكم الملكي، وان تحول الساحة الخارجية في هايد بارك (كما في لندن)".
وكغيرها من مئات المواقع التاريخية والاثرية في العراق، فان المقبرة جرى اهمالها واغلقت لعقود طويلة. وخلال عهد صدام حسين، قام بترميمها في اواخر السبعينيات وبداية الثمانينات، وكان يفتحها احيانا امام زوار أجانب رفيعي المستوى.
وعندما مات الملك فيصل الاول دفنه الملك غازي في الحديقة، لكن نقل جثمانه الى الداخل عندما تم استكمال بناء الموقع. وتنقسم مشاعر العراقيين كثيرا ازاء النظام الملكي، فالبعض يراها بمثابة مرحلة رفاهية وضعت العراق في مرحلة ذهبية، بينما يراها البعض على انها مرحلة انقسام بين النخبة وبين الفقراء في المناطق النائية.
وكان من المفترض ان يقوم الملك الاردني عبدالله الثاني، وهو من سلالة الملوك الهاشميين في العراق، بافتتاح المقبرة على هامش مشاركته في القمة الثلاثة مع الكاظمي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. لكن القمة تأجلت بعد حادثة القطار في مصر.