شفق نيوز/ قال الباحث والكاتب الكويتي، مشعل النامي إن إيران تدرك تماما أسلوب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وأن أي ضربة عسكرية ستوجهها واشنطن ستكون محدودة وبالتالي هي تلعب على هذه الوتيرة.
جاء ذلك في تصريحات للنامي لموقع CNN بالعربية، قائلا: "من الواضح أن إيران تدرك أسلوب الرئيس الأمريكي، ترامب يريد جر إيران وإنهاكها اقتصاديا وبعد هذا يطوعها ويدفعها للموافقة على الشروط الـ12، ولكن إيران تريد جر المواجهة إلى سيناريو آخر فهي تريد التعجيل بالمواجهة بشكل آخر وتعلم أن ترامب لا يريد أن يسقط النظام في إيران ولا يريد أن يخوض حرب شاملة لأن لديه انتخابات ويخاف من أخطاء قد تحدث في الحرب أو أن لا تنتهي الحرب وتمتد لفترة طويلة ويتضرر بالانتخابات ويتضرر اقتصاديا وسياسيا".
وتابع قائلا: "الإيرانيون يعلمون أن الضربات ستكون محدودة لمعاقبة إيران وهم يلعبون على هذه الوتيرة حتى يأتي ترامب ويغير السيناريو، ترامب أمر بضرب نقاط محددة مثل بطاريات الصواريخ وغيرها، وكنا نتوقع أن يشمل الضرب مواقع الحرس الثوري والبحرية، ولكن ما حصل كان أدنى من توقعاتنا بكثير وحتى هذه التوقعات الدنيا لم يستمر بها ترامب وتراجع عنها في اللحظة الأخيرة".
وأضاف: "الإيرانيون يريدون أن تضرب هذه المواقع وجر المنطقة، وبالفعل هذا الأمر كاد أن يحصل وتراجع ترامب في مقابل إرسال رسالة عبر وسيط أظن عُماني وردت إيران عبر السفير السويسري بأنها لا ترغب بأن تواجه، إيران تريد مفاوضات على الشروط الـ12 بينما يريد ترامب مفاوضات حول كيفية تطبيق الشروط الـ12 ولا يقبل التنازل عنها بأي حال من الأحوال".
وعلى صعيد الموقف القطري، قال النامي: "موقف الدوحة اعتقد أنه متردد، فهم يدركون خطر إيران على المنطقة وأن طهران إذا دخلت إلى منطقة فلن تخرج منها، ولكنهم يظنون أنهم وبقربهم من إيران واتخاذهم موقفا قريبا منها فهم يحمون نفسهم من السعودية ويغيظونها ويأمنون جانب إيران التي تريد أن تجرهم إلى جانبها، وهم إلى جانب إيران مقابل ألا تعبث إيران في أمنهم أو تجعلهم جزءا من مخططها التوسعي".
وبالنسبة للموقف الكويتي الحساس وقربها من جماعات موالية لإيران جنوب العراق، قال النامي إن ذلك كان "محور المحادثات بين صاحب السمو أمير البلاد والحكومة العراقية، بينما كانت العراق لديها هاجس آخر وهو انقطاع الكهرباء حيث مددت الولايات المتحدة أو الإدارة الأمريكية للعراق 3 أشهر أخرى ليستوردوا الكهرباء من إيران وتعلم الحكومة العراقية أنه وفي حال انقطاع الكهرباء ستحدث مشاكل داخلية كما حدث قبل عام أو أكثر في البصرة.."
وأردف: "الكويت قلقة تماما من نشاط الميليشيات الموالية لإيران في العراق بالإضافة إلى إعلان بعض ميليشيات الحشد الشعبي تشكيل قوة بحرية، والكويت تتساءل ماذا سيكون نشاط هذه القوة البحرية والجهات المراد مواجهتها من خلال تشكيل هذه القوة، فكلنا نعلم أن القوات هذه كلها موالية لإيران وتريد أن تدخل مياه الخليج العربي لأي غرض؟ تتساءل الكويت لأي غرض تريد أن تنشط في المجال البحري وما المساحة التي تريد أن تنشط بها".
وحول أصداء التوتر الأمريكي الإيراني وانعكاسه على الشارع الكويتي، قال النامي: "اعتقد أن الكويت والكويتيين خاضوا حروبا وتأثروا بحروب كثيرة في المنطقة، هناك حرب مباشرة بإحلال العراق للكويت وهناك حرب غير مباشرة أدت إلى تفجيرات بمواقع مدنية ومحاولة اغتيال أمير الكويت لموقف الكويت من العراق بحربه مع إيران ومساندة العراق حينها وتأثرت بشكل مباشر رغم انها لم تشارك بشكل مباشر".
وأضاف: "الكويتيون منهم من يريد التخلص من الخطر الإيراني بأي شكل من الأشكال حتى لو كان حربا قصيرة المدى، هذا على مستوى الشعب أما على مستوى الحكومة فتوجهها واضح وصريح، تريد أن ينتهي التدخل الإيراني بشؤون دول المنطقة ودعم الإرهاب والأذرع الإيرانية في المنطقة واحترام الجوار دون أن تضطر أو أن يتم ذلك من خلال حرب، الكويت تريد أن تخضع إيران لهذه المطالب وتحترم دول الجوار دون الدخول في حرب ستتضرر منها المنطقة بشكل عام".