شفق نيوز/ اعتبر إمام وخطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي، يوم الأحد، أن من سماهم بـ"خصوم العراق" يحاولون تأجيج وإسقاط هذه التجربة السياسية من خلال إحداث العنف، لافتاً إلى أن المرجعية تتبنى التصحيح السلمي للتجربة من خلال الحوار.
جاء ذلك في كلمة للقبانجي، خلال رئاسته الجلسة الختامية لفعاليات المؤتمر السابع للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت، الذي احتضنته العاصمة الإيرانية طهران.
وقال القبانجي، في كلمته، بحسب بيان ورد لوكالة شفق نيوز: "واجهنا منذ سقوط النظام السابق، وتأسيس النظام الجديد ثلاث تحديات لكننا لم نتراجع، موضحاً أن التحديات هي الحرية المطلقة التي أصبح يشهدها الشعب بعد القمع المطبق لعقود طويلة، والموقع الجغرافي والسياسي والتاريخي والاقتصادي للعراق الذي جعله أكثر ساحة صراع دولي، إضافة إلى التجربة الفتية كعراقيين وكشيعة، وما يعنيه ذلك من الحاجة المستمرة إلى التصحيح والمراجعة".
وأضاف القبانجي، أن "العراق وأمام هذه التحديات حقق نجاحات كبيرة تتمثل بإقامة نظام دستوري ديمقراطي يعتمد على مبادئ الإسلام، إضافة إلى التغلب على محاولات تمزيق العراق وتقسيمه، واستقلال العراق وطرد الاحتلال في غضون خمس سنوات، والتغلب على الحرب الطائفية منذ تهديم مرقد الإمامين العسكريين (ع)، التي كانت تخطط لحرق العراق مذهبياً، فضلاً عن الانتصار على مشروع داعش،وتقديم أكثر من 150 ألف شهيد".
وتابع: كما "انتصرنا في المواجهة الثقافية والحرب الناعمة، واليوم نشهد استقبال ملايين الزوار من كل العالم بعد معركة كادت ان تعصف بالجيل الجديد، وكذلك الحوزة العلمية والمرجعية تألقت في حراكها وأصبحت أكبر ملاذا للعراقيين وليس للشيعة فحسب، كما أن الانتخابات ومشاركة الشعب فيها والتداول السلمي للسلطة جعل من العراق يستضيف المحادثات السعودية الإيرانية، فضلاً عن النجاح في التصدي للتطبيع الإسرائيلي، والتوافق بين مكونات الشعب الشيعة وباقي الطوائف في حكم العراق".
وأشار القبانجي، إلى أحداث العنف وتطورات العراق الأخيرة، بالقول إن "الصعوبات والمشكلات التي يشهدها البلد اليوم هي من تأجيج خصوم العراق"، مؤكداً أن هذه الأحداث انتهت بـ"بركة الإمام الحسين (ع) وبرعاية (صاحب الزمان) ونجى الشعب العراقي منها".
وعن تشكيل الحكومة العراقية، رأى أن "العراق أمام اتجاهين، الأول هو اتجاه التصحيح والترشيد السلمي للتجربة مع المحافظة على هذه التجربة، وهو ما تبنته المرجعية الدينية، ومعظم الكيانات السياسية الشيعية والسنية والكوردية، ومن خلال الحوار".
أما الاتجاه الثاني، بحسب القبانجي، فيكمن بـ"التغيير القسري بعيداً عن الدستور تحت عنوان التصحيح"، مشيراً إلى أن "بعض الدول حاولت الإطاحة بالتجربة السياسية العراقية من خلال استخدام العنف، لكن الكتل الشيعية اتفقت جميعها على رفض العنف".
ووجه القبانجي، رسالة اطمئنان إلى العالم، بالقول: "ما دام العراق يحمل الولاء المطلق لأهل البيت(ع) فلا خطر على تجربتهم"، مثمناً في الوقت نفسه "موقف إيران الساند والداعم للحراك التحرري في كل العالم والإسلامي بشكل خاص والشيعي بشكل أخص".