شفق نيوز/ مع انتهاء الجولة الاولى لمجلس محافظة نينوى انتهت باختيار احمد الحاصود رئيساً للمجلس عن العقد الوطني واختيار محمد عبد الله الجبوري كنائب لرئيس المجلس ضمن نينوى لاهلها وهو شفيق النائب احمد عبد الله الجبوري والتصويت على تجديد الثقة ل (عبد القادر الدخيل) كمحافظ لنينوى ، فيما رفعت جلسة المجلس اثر خلافات على منصب نائبي محافظ نينوى الاول والثاني.
هذه الخيارات وغيرها للمناصب المتبقية أثارت تساؤلات عدة طرحت عن مصير الفائزين بأعلى الأصوات في انتخابات مجالس المحافظات، حيث لم يتسلم أياً منهم أي منصب تنفيذي، بالرغم من أن أحدهم حقق ثالث أعلى الأصوات على مستوى العراق.
يشار إلى أن الفائزين الأوائل بانتخابات مجلس محافظة نينوى، هم مهند الجبوري نجل محافظ نينوى السابق نجم الجبوري وحصل على 57 ألفاً و446 صوتاً، يليه محمد عارف الشبكي عن كوتا الشبك بـ14 ألفاً و440 صوتاً، وحسان العباسي نجل وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي 13 ألفاً و631 صوتاً، وعبد الله النجيفي نجل محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي 11 ألفاً و844 صوتاً، وسعدون مكيف الشمري شقيق النائب نايف الشمري بـ11 ألفاً و259 صوتاً.
وبينما يتصارع قادة الكتل السياسية في نينوى على ما تبقى من مناصب، إلا أنها بعيدة المنال بحسب المطبخ السياسي الموصلي، عن الفائزين الأوائل ممن حققوا أعلى الأصوات وفق الأرقام المعلنة.
و للوقوف على طبيعة هذا الإبعاد عن المناصب فيما إذا كان أمراً طبيعياً أم إقصاء لأعلى الأصوات من دون مسوغ، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الموصل علي اغوان، لوكالة شفق نيوز، إن "الدرس الأول الذي يجب أن يفهمه الجمهور وأعضاء مجلس المحافظة الجدد ولاسيما الفائزون بأعلى الأصوات في الانتخابات، أن عدد الأصوات في الانتخابات لا يعني بالضرورة تحقيق نفوذ داخل المجلس".
وبين أن "النظام البرلماني يساوي بين عضو مجلس حصل على 2000 صوت وآخر حقق 50 ألف صوت"، مضيفاً أن "السياسة تبدأ بعد غلق صناديق الاقتراع، لهذا لاحظنا أن أغلب المناصب الكبرى في المحافظة ذهبت لقوى سياسية كانت أقل عدداً بالأصوات لكنها أكثر تنظيماً".
وأكد اغوان أن "العمل داخل المجلس يحتاج إلى أوراق ضغط وتشكيل لوبيات واستخدام بطاقات رابحة وبناء توافقات وفق المنطق السياسي الذي يعمل على أساسه النظام البرلماني".
وما يزال الجدل قائماً لاختيار النائب الثاني لمحافظ نينوى والترشيحات مازالت غير محسومة بين ثلاث شخصيات.
والشخصيات هي عمر المولى عن الهوية الوطنية التي يتزعمها رئيس كتلة بابليون ريان الكلداني، و عضو المجلس سبهان الحديدي عن السيادة التي يتزعمها خميس الخنجر، وعضو المجلس مروان الزيدان عن تجديد الذي يتزعمه النائب الحالي ووزير الزراعة الاسبق فلاح الزيدان والذي طرح شقيقه كمرشح لهذا المنصب بحسب مصادر سياسية في الموصل التي قالت ايضا إن الحزب الديمقراطي الكردستاني سيجدد الثقة لنائب محافظ نينوى الاول سيروان روژبياني والذي كان يشغل المنصب لسنوات ماضية.
الا ان الپارتي في هذه الانتخابات قد يكون الاقل منذ 2003 في نينوى بعدد المقاعد بعد ان حصل على اربعة مقاعد مكنته فقط من الحصول على منصب نائب المحافظ الاول فيما كان بالسابق يحصل على رئيس المجلس ايضا وفق ثقله الانتخابي ومقاعده داخل المجلس.
وبالعودة لغياب اعلى الاصوات التي تحققت في نينوى عن شغل المناصب التنفيذية يرى استاذ العلوم السياسية الدكتور فراس الياس في حديث لوكالة شفق نيوز إن "التحول المهم الذي شهدته عملية تشكيل مجلس محافظة نينوى، سواء على مستوى إختيار المحافظ ونائبيه أو رئيس المجلس ونائبه، هو "غياب الاعضاء الذي حصلوا على أعلى الأصوات في انتخابات مجالس المحافظات عن هذه المناصب المهمة".
ويردف الياس انه "في الوقت الذي شكل فيه هذا الوضع حالة مفاجئة للجميع فإنه يعكس من جهة قراءة دقيقة من قبل قادة الكتل السياسية التي ينضوي ضمنها هؤلاء النواب، والحديث هنا عن مهند الجبوري وحسان العباسي وعبد الله النجفي وسعدون الشمري كمثال".
ونبه الياس أن "الدفع بهم لممارسة دور تنفيذي في ضوء خبرتهم السياسية التي وصفها ب "البسيطة"، وفي ظل طموحات كبيرة ينتظرها الشارع الموصلي من مجلس المحافظة، قد ينعكس سلبا على حظوظهم السياسية، وحظوظ الكتل التي ينتمون إليها، خصوصا وأن بعضها يستعد للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة".
واستدرك الياس بالقول "كما أن عمرهم السياسي لا يسمح لهم لتحمل التحديات التي تشهدها المحافظة" لافتاً ان عدم الدفع بهم لتولي مناصب مهمة، يعكس حرص قياداتهم على تأمين مستقبلهم السياسي، وابراز دورهم الخدمي بشكل أكثر قبولا للشارع، وبالاتجاه الذي يجعل دورهم أكبر واكثر فعالية في الاستحقاقات القادمة.
هذا وتنتظر نينوى تغييرات شاملة قد تشمل عشرات المناصب الاخرى بما فيها الدوائر ليجري توزيعها وفق التوافقات السياسية الجديدة لنينوى قد يؤثر على تغيير المشهد والخارطة السياسية في المحافظة خصوصا بعد ان حصد حلفاء الاطار التنسيقي 12 مقعدا من اصل 29 في بادرة هي الاولى للاطار بان يحصل على هكذا مقاعد مكنته ايضا ولاول مرة ان يتسلم العقد الوطني مهمة رئاسة مجلس محافظة نينوى وسببقى للحديث بقية في قادم الايام.