شفق نيوز/ قال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، يوم الخميس، إن القادمين من مخيم الهول سيخضعون إلى منهاج لـ"التأهيل النفسي" قبل دمجهم بالمجتمع.
وأضاف الأعرجي في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "القادمين من مخيم الهول تم التدقيق الأمني معهم من قبل فريق متخصص، ويتم استلامهم ونقلهم إلى مخيم الجدعة (في الموصل)، وفي هذا المخيم يخضعون إلى منهاج للتأهيل النفسي والإندماج مع المجتمع".
وأوضح، أن "مخيم الجدعة تشرف عليه وزارة الهجرة والمهجرين من خلال فريق متخصص مشكل من أغلب الوزارات والجامعات وأستاذة متخصصين".
وبين الأعرجي، أن "تقييم هؤلاء يتم بعد انتهاء الفترة المحددة وبالتنسيق مع الإدارات المحلية والعشائر وقادة المجتمع المدني، ويتم إرجاعهم إلى مناطقهم السابقة، علماً أن عودتهم للعراق طوعية ضمن برنامج العودة الطوعية".
وأمس الأربعاء، قال الأعرجي، إن الحكومة تعمل على "أكبر عملية إدماج مجتمعي" لمن قدموا من مخيم الهول السوري.
جاء ذلك خلال مؤتمر عقدته مستشارية الأمن القومي، لتقييم وتحديث الاستراتيجية العراقية لمكافحة الإرهاب للأعوام (2012 - 2025)، بالتنسيق مع جهاز مكافحة الإرهاب وبالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق.
وأكد الأعرجي، خلال المؤتمر، "إخضاع جميع القادمين من مخيم الهول للتأهيل النفسي في مخيم الجدعة، بإشراف وزارة الهجرة والمهجرين وكل الأجهزة الأخرى، وتمت إعادة أكثر من 2000 عائلة إلى مناطقها الأصلية حتى الآن، وما تبقى هو 600 عائلة تخضع للتأهيل، تمهيداً لإعالتها واعطاء فرصة للحياة من جديد".
وأضاف الأعرجي، أن العراق اليوم خالٍ من الارهاب ويعمل على استدامة الأمن ونجاح ديمومته، ولا بد من العمل وفق مبدأ المواطنة بعيداً عن القومية والمذهبية، لأن العراق يجمع الكل ولابد من مغادرة الشعور بالتهميش والعمل وفق القانون وعدم الإفلات من العقاب، وأن على المواطن الوثوق بالدولة ومؤسساتها القضائية".
وأشار إلى أنه لا يوجد عراقيون من الدرجة الأولى أو الثانية وغيرها، فالعراقيون متساوون جميعاً، وأن الحكومة قوية ومؤسسات الدولة قوية وتعمل على تعزيز التماسك المجتمعي.
كما شدد الأعرجي، على أهمية "مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي التي تبث التفرقة والسموم بين العراقيين وعدم السماح لأي طرف أو جهة أن يفرق المجتمع العراقي، فالأمن تحقق بدماء العراقيين الزكية ويجب الحفاظ عليه".
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، دعا أمس الأربعاء، بعض الدول الأوروبية إلى التعاون مع بلاده من خلال تسلم رعاياها المحتجزين في مخيم الهول الذي يضم ذوي تنظيم داعش في سوريا.
ويسعى العراق لإغلاق مخيم الهول في سوريا الذي يؤوي عشرات الآلاف من زوجات وأبناء مسلحي تنظيم داعش، ويضم أيضاً مناصرين للتنظيم المتشدد، وذلك بهدف الحد من مخاطر التهديدات المسلحة عبر الحدود مع سوريا.
يذكر أن مخيم الهول يقع جنوب مدينة الحسكة السورية وتشكل غالبية سكانه من عائلات تنظيم داعش وهو تحت سيطرة وإدارة قوات سوريا الديمقراطية المرتبطة بحزب العمال الكوردستاني.