شفق نيوز/ حذرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية من مخاطر أزمات المياه في الشرق الأوسط، بما في ذلك في العراق ولبنان وإيران وسوريا، والتي تتسبب بكابوس من الاضطرابات الاجتماعية والتوترات بين الدول.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان "حروب المستقبل ستخاض حول المياه بدلا من النفط"، مضيفة ان هذه المقولة تبدو "كأنها حقيقة مرعبة بشكل متزايد مع مرور كل عام، خاصة عبر منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وهي مناطق تقع على خط مواجهة أزمات المناخ في العالم".
الا انه في هذا العام بشكل خاص، قالت الصحيفة، أصبحت المياه موردا اكثر ندرة بشكل مثير للقلق حيث ادت الحروب والبنى التحتية المتهالكة والانهيار الاقتصادي الذي لا مثيل له، الى موجة غضب كارثية بسبب ارتباطها بارتفاع قياسي في درجات الحرارة.
وأشارت الصحيفة الى ان أزمات المياه والطاقة أثارت اضطرابات في عدد من الدول من السودان الى ايران، وأثارت صراعا عبر الحدود، وسيزداد الوضع سوءا مع استمرار الصيف والبؤس".
وذكرت الصحيفة بانه سبق لها ان دقت جرس الإنذار بشأن هذا الوضع منذ فترة طويلة، لكن مع ظهور الاحداث المناخية الشديدة في جميع انحاء العالم في ظل تأثيرات وباء "كوفيد19"، فان القضية اصبحت اكثر الحاحا بكثير، لان الناس خسروا امكانية الوصول الى المياه الصالحة للشرب، وهو ما سيجعل من وقف انتشار الفيروس اكثر صعوبة.
وحذرت الصحيفة من انه مع انتشار الموجتين الثانية والثالثة من الفيروس القاتل على مستوى العالم، لم يعد من الممكن الالتزام بتحقيق برامج المياه والصرف الصحي والنظافة، اذ مع التأخر في اعطاء اللقاحات للعام 2022، ستكون وفرة المياه والنظافة بمثابة وسيلة الدفاع الوحيدة التي لديهم ضد المرض.
واشارت الصحيفة الى لبنان الذي يطفو على البحر الأبيض المتوسط وغني بالجبال والغابات والبحيرات وجداول المياه، هو احدث دولة تواجه الان ازمة المياه، حيث حذر صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يوم الجمعة من ان شبكة امدادات المياه في لبنان على وشك الانهيار التام، وانه خلال اسابيع قليلة فقط، سيواجه اربعة ملايين شخص، بما في ذلك مليون لاجئ، خطر فقدان امكانية الوصول الى المياه الصالحة للشرب، لان ضخ المياه سيتوقف تدريجيا في جميع انحاء البلاد.
والى جانب ازمة المياه في لبنان هناك قضية الانهيار الاقتصادي الذي وفقا للبنك الدولي، هو من بين الأسوأ في العالم خلال الـ 150 عاما الماضية، اذ ان الدولة افلست لدرجة ان اجزاء من البلاد لا تملك طاقة كهربائية.
وتابعت ان لبنان ليس وحده على حافة الهاوية فيما يتعلق بأزمة المياه، ففي ايران، قالت منظمة العفو الدولية انها تحققت من لقطات تثبت مقتل ثمانية متظاهرين خلال حملة قمع ضد احتجاجات بسبب النقص الحاد في المياه في خوزستان. فقد نزل الإيرانيون الى الشوارع في عشرات البلدات بسبب الجفاف المتصاعد، الذي يقول دعاة حماية البيئة ان الدولة فشلت في التعامل معه، مع ارتفاع درجات الحرارة الى نحو 50 درجة مئوية.
اما في العراق، خاصة في جنوب البلاد حيث كانت الاهوار التاريخية تجف بشكل متزايد، كما تسبب نقص المياه في نشوب خلافات متكررة بين ايران والعراق الذي يعتمد على نهري دجلة والفرات في الحصول على كل مياهه تقريبا. لكن ايران تقيم السدود لاعادة تحويل بعض تلك المياه، مما يسبب القلق ويحدث نقصا كبيرا في المياه في العراق.
واشارت ايضا الى مشكلات مشابهة اندلعت بين العراق وتركيا حول قضية الانهار، كما انه فيما يتعلق بسوريا، فقد حذرت الامم المتحدة من موجات جفاف شديدة بسبب تراجع مستويات نهر الفرات، وهو ما يعني ان سوريا المنكوبة بالحرب، تحتل حاليا المرتبة السابعة على مؤشر المخاطر العالمي لـ 191 دولة الاكثر عرضة لخطر "كارثة انسانية او طبيعية" خارج نطاق القدرة على التعامل معها.
وخلصت الصحيفة البريطانية الى القول ان "الحل الشامل لتقليص تأثير ازمة المناخ بتسوية النزاعات وانهاء الفساد هي السبيل الوحيد للخروج من هذا الكابوس". وتابعت انه مع استمرار فيروس كورونا في ملاحقة الارض، "فاننا وقبل فوات الاوان، نحتاج الان اكثر من اي وقت مضى الى الاستثمار في برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية".