شفق نيوز/ أكد السفير الصيني لدى بغداد تسوي وي، يوم الأحد، تعاون بلاده مع العراق في "مبادرة الحزام والطريق ومشروع طريق التنمية".
وأطلقت الصين في عام 2015 أن مبادرة تعرف باسم "استراتيجية الحزام والطريق" تتضمن نحو ألف مشروع، منها ربط الدول الأوروآسيوية بنحو سبعين دولة مطلة على هذا الخط، وفي مقدمتها دول الشرق الأوسط التي يمر بها الطريق بشبكة من الطرق البرية والحديدية وخطوط الطيران، فضلا عن الأنابيب وشبكات الإنترنت، وهو ما يهيئ الظروف اللازمة للتنمية الاقتصادية.
ومع بدء العراق بأنشاء ميناء الفاو الذي سيكون نقطة الربط بين شرق آسيا وأوروبا بدأت الدول تتحرك نحو إنشاء ربط سككي مع العراق، ليتحول العراق إلى ممر للبضائع، وهو ما يختصر الفترة الزمنية لنقل البضائع، مما أثار تخوف بعض المختصين بالاقتصاد من هذه المطالبات لتأثير ذلك على ميناء الفاو .
وفي المقابل، أطلقت تركيا والعراق وقطر والإمارات العربية المتحدة مؤخراً طريقاً تجارياً جديداً يربط الخليج بأوروبا في إطار سعي إلى توثيق العلاقات الاقتصادية.
ويسمى هذا الطريق بطريق التنمية، وهو أحدث ممر اقتصادي في المنطقة بعد مبادرة الحزام والطريق الصينية والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
ومن المتوقع أن يتكلف المشروع، الذي تم الانتهاء منه خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد في 22 نيسان/أبريل، 20 مليار دولار، مع تقديم معظم الدعم المالي من الدوحة وأبو ظبي.
وبهذا الخصوص قال السفير الصيني تسوي وي لوكالة شفق نيوز، "لا تقتصر مبادرة الحزام والطريق على بناء عدد من الطرق الواقعية فقط بل هي مبادرة تعاون طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ في عام 2013 وتتمحور حول تناسق السياسات وترابط المنشآت وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتقارب الشعوب".
وتابع السفير، "بعد مرور عقد على طرح المبادرة، أصبحت المنفعة العامة ذات جودة عالية"، مضيفاً أن "منصة التعاون الدولي أطلقتها الصين وشاركت في بنائها جميع الأطراف ويتقاسمها العالم، ولغاية اليوم قد انضم أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم والمنظمات الدولية الهامة إلى دائرة الأصدقاء للتعاون في بناء الحزام والطريق وتعزيز التوافق الدولي بشكل مطرد حيث تم توسيع نطاق البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق إلى قارة آسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا وأمريكا اللاتينية".
وتابع "في عام 2015 وقعت الصين والعراق وثيقة التعاون في بناء الحزام والطريق، حيث أصبح العراق دولة واقعة على طول الحزام والطريق وشريكا مهما في بنائها، وأجرى البلدان تعاونا مثمرا في مجال الطاقة والكهرباء والبنية التحتية والاتصالات وغيرها من المجالات".
وأكد السفير الصيني حرص "بلاده على مواصلة تعزيز التعاون العالي في بناء الحزام والطريق مع جميع الأطراف بما فيها العراق والالتزام بمبدأ التشاور والتعاون والمنفعة للجميع والعمل يدا بيد لتعزيز الترابط والتواصل على كافة الأبعاد وتعزيز التبادلات والتعاون الشامل متعدد المستويات وضخ المزيد من الطاقة في السلام والتنمية العالمية".
ولفت الى أن "طريق التنمية هو مشروع استراتيجي مهم أطلقته الحكومة العراقية يدعمه الجانب الصيني، وهو يعمل على تحسين البنية التحتية وتعزيز التنمية الاقتصادية".
واوضح أن "مبادرة الحزام والطريق ومشروع طريق التنمية هما مفاهيم متشابهة ويحرص الجانب الصيني على تعزيز المواءمة بين المشروعين وذلك ضمن إطار التعاون عالي الجودة".
وشدد على ان "بكين تدفع بالشراكة الاستراتيجية الصينية العراقية الى أن تحقق تقدما جديدا"، مؤكداً أن "الجانب الصيني يدعم الشركات الصينية لأن تتباحث مع الجانب العراقي حول سبل التعاون كما تولي الشركات الصينية اهتماما لمتابعة مشروعات التعاون وأنماط التعاون المفصلة، وتحرص على التشاور مع الجانب العراقي على ربط طريق التنمية".