شفق نيوز/ ادانت المرجعية الدينية بالنجف المتمثلة بآية الله علي السيستاني، يوم الجمعة، الاحداث التي شهدتها مدينة الاعظمية في بغداد اثناء تأدية زيارة الامام موسى الكاظم، فيما عبّر عن آسفه لما حصل من حرق وتدمير المنازل والممتلكات، دعا الى ضرورة تجنب الخطاب الطائفي والابتعاد عن التشنج عندما تقع مثل هكذا احداث لاحتوائها.
وقال ممثل المرجعية عبدالمهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة التي تلاها في صحن الامام الحسين في كربلاء وتابعتها شفق نيوز، إنه "في الوقت الذي نعرب فيه عن ادانتنا واسفنا البالغ لما حصل من اعتداءات في منطقة الاعظمية نشير الى انه من المؤمل من القادة السياسيين التعامل مع مثل هذه الاحداث على مستوى المسؤولية الوطنية والدينية التي تفرضه الظروف الحساسة في البلد وهو يواجه الارهاب الداعشي".
واضاف ان "هناك العديد من الاعتداءات التي تقع في مدن ومناطق عدة في البلاد وتستهدف المواطنين الابرياء وتخلف الكثير من الضحايا ومع ذلك يفترض بالجميع التامل مع كل ما يحدث بوعي وحكمة بعيدا عن الازدواجية او مواجهتها بالتشنج وبالخطاب الطائفي الذي يستهدف مكون على حساب مكون اخر".
واوضح الكربلائي ان "حساسية الاوضاع التي تمر بها البلاد ولاسيما بالمناطق المختلطة تحتم علينا ان نعمل بكل ما نستطيع للحفاظ على التعايش السلمي فيها"، مشيداً في الوقت ذاته بتعامل الحكومة العراقية والقوات الامنية مع احداث الاعظمية واحتوائها.
وجدد ممثل المرجعية دعوته الى اختيار قادة كفوئين في ميادين القتال ضد داعش والا تتكرر الاخطاء السابقة التي حدثت والتي ادت الى سقوط الموصل، مطالبا جميع الجهات التي تواجه تنظيم داعش بالتوحد ومضاعفة جهودها للقضاء على هذا التنظيم.
وشدد على ضرورة ان تهتم الحكومة بالجرحى من القوات الامنية والمتطوعين وتوفير العلاج اللازم لهم ومساعدة عوائلهم.
ودعا ايضا الى ضرورة معاملة النازحين بالحسنى قائلا "انهم يتعرضون من بعض الناس ومن بعض العناصر الامنية في السيطرات الى مضايقات، مشيراً الى ان "هؤلاء النازحين هم اخواننا ويجب احتوائهم فهم خرجوا من مدنهم وقراهم ومناطقهم مكرهين وعلى الاقل اذا لم نتمكن من مساعدتهم في يجب علينا ان نعاملهم بالحسنى".
ومنطقة الاعظمية في بغداد ذات غالبية سنية وتضم مرقد الامام ابي حنيفة النعمان مؤسس اول مذهب سني، ولا يفصل هذه المنطقة عن منطقة الكاظمية ذات الغالبية الشيعية والتي تضم مرقدي امامين لدى المسلمين الشيعة الاثني عشرية موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد.
وتكون الاعظمية ممراً لحشود الزائرين المتوجهين للامام الكاظم في كل عام، وقد شهدت في السنين الماضية هجمات مسلحة وتفجيرات استهدفت اولئك الزائرين ممّا ادى الى مقتل واصابة العشرات.
واطلق مجهولون في وقت متقدم من فجر يوم امس الاربعاء بمنطقة الاعظمية بين الزائرين المتوجهين لمرقد الامام الكاظم شائعة تفيد بوجود مفجر انتحاري بينهم ليشيع الهلع بينهم.
اضرم مجهولون النار بمبنى تابع لديوان الوقف السني في بغداد بعد بث اشاعة بوجود مفجر انتحاري بين حشود الزائرين الى مدينة الكاظمية بحسب مصدر امني وشهود عيان.
وتحدثوا لشفق نيوز، عن ان مجهولين اطلقوا اشاعة بين حشود الزائرين المتوجهين الى الامام الكاظم والمارين بمدينة الاعظمية بوجود مفجر انتحاري، ليتحول الامر إلى هجوم على بعض المنازل وعلى بناية استثمار الوقف السني ويضرموا النار فيها ويسيطروا عليها.
ووجه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بتطويق ازمة الاعظمية والحفاظ على الامن.