شفق نيوز/ قال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم الإثنين، إن فكر داعش المنحرف لا يمتّ بصلة إلى أبناء نينوى وأهلها، مشدداً على ردّ الدين للشهداء والجرحى وعوائلهم من خلال تقديم منجز في التنمية والإعمار.
جاء ذلك في كلمة له خلال إطلاق الأعمال التنفيذية الخاصة بمشروع مدينة الغزلاني السكنية الجديدة، في محافظة نينوى التي وصلها صباح اليوم الاثنين.
وأكد السوداني، خلال حفل إطلاق العمل، أن المدينة السكنية الجديدة، تشتمل على 28 ألف وحدة سكنية على مساحة 4800 دونم، وهي المدينة الثانية ضمن الوجبة الأولى المشتملة على خمس مُدن، مشيراً إلى الوجبة الثانية التي ستشتمل على 11 مدينة سكنية في بغداد والمحافظات.
وأثنى رئيس الوزراء على هيئة المدن الجديدة، وعلى ما بذلته طيلة المدّة الماضية، مبيناً أن هناك حزمة من القرارات والإجراءات الإدارية والموافقات لتفكيك الاشتباك في القوانين وتهيئة الأراضي، قد جرى تنفيذها؛ من أجل الوصول إلى توقيع العقد ومنح الإجازة الاستثمارية للشركة الصينية وشركائها المنفذين للمشروع.
وأوضح السوداني أن مدينة الغزلاني الجديدة ستكون مثالية؛ بحكم طبيعة التضاريس التي ستضفي عليها واقعاً جميلاً، وبمواصفات يستحقها أهل نينوى، كما بارك للحكومة المحلية مباشرتها بمهامها، مؤكداً أن نينوى تمثل فرصة لجميع أبناء العراق في النهوض الاقتصادي، وهو مقدمة لاستقرار العراق.
وقال السوداني، "قبل 10 سنوات، كان القتل والدمار والتخريب هو المشهد الذي يسيطر على هذه المحافظة العزيزة إثر سيطرة عصابات داعش الإرهابية"، مبيناً أن "فكر داعش المنحرف لا يمتّ بصلة إلى أبناء نينوى وأهلها الكرام من كل الأطياف".
وتابع "اجتمع أبناء الشعب العراقي، بعد الفتوى المباركة للمرجعية الرشيدة، وقواتنا المسلحة بكل صنوفها، وإسناد المجتمع الدولي من أجل معركة تحرير نينوى"، مشيراً الى أن "نينوى اليوم تضع أقدامها على مسار المشاريع والبناء والإعمار، وهذا هو النصر المتكامل".
ولفت رئيس الوزراء الى أن "من أهم المواقف المطلوبة منا لردّ الدين للشهداء والجرحى الأبطال وعوائلهم، هو العمل وخدمة المواطن وتقديم المنجز في التنمية والإعمار"، موضحاً أن "المُدن الجديدة تعبّر عن رؤية الحكومة إزاء واحدة من أهم مشاكل المجتمع العراقي وهي أزمة السكن".
واشار الى أن "الحل يكون من خلال إنشاء مدن متكاملة تتضمن وحدات سكنية مختلفة، وخدمات متكاملة طبية وتعليمية ومدراس وجامعات ومراكز تجارية"، مؤكداً أن "جميع الفعاليات الاقتصادية ستكون متوفرة في المدن الجديدة وفق أحدث المواصفات، وطرق حديثة في البناء".
وبين أن "بناء المدن السكنية سيشجع القطاع الصناعي على تأمين ما تحتاجه هذه المدن من المواد الإنشائية، وبمختلف الاختصاصات والنشاطات"، داعياً القطاع الخاص في نينوى لاستثمار الفرصة وجلب مصانع للمواد الإنشائية، خصوصاً أنّ المحافظة تتميز بوفرة الموارد الطبيعية من مواد البناء الأولية، وقال إن "ما موجود من مصانع للمواد الإنشائية لا يغطي حاجة السوق، ولا التوسع الذي ستقدمه المدن الجديدة".
وتابع "بدلاً من الاستيراد ندفع باتجاه تقديم التسهيلات لإنشاء مصانع تؤمن احتياجات المدن، وهذا يعني المزيد من فرص العمل"، مشيراً الى ان "هذا المشروع (مدينة الغزلاني) سيخضع للمتابعة بشكل دقيق في جميع مراحله".
واوضح السوداني أن "حكومته تؤكد على الالتزام بالمعايير والمواصفات، وهنا تبرز أهمية المتابعة من قبل الجهات القطاعية كما أن الحكومة باتت ترفض توصيف التلكؤ في المشاريع"، مشيراً الى أن "الشركة خضعت لتقييم قبل أنّ تحصل على الموافقة، وتمتلك خطة متكاملة مالية وإدارية لتنفيذ المشروع".