شفق نيوز/ تعهد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، يوم الثلاثاء، بعدم السماح للمجاميع والأطراف المناهضة للنظام في طهران والمتواجدة على الأراضي العراقية بالإضرار والإخلال بأمن دولة إيران.
وقال السوداني في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران، "نحن في طهران لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وكذلك بحث مستجدات المنطقة والوضع الدولي".
وأردف بالقول إن "بالتأكيد أن زيارتنا هذه هي لادامة أواصر العلاقة التاريخية بين العراق وايران وما يتخللها من مشتركات على الاصعدة كافة، الامر الذي يحتم علينا العمل والتنسيق المشترك في مختلف المجالات".
وأثنى رئيس الحكومة العراقية على الدعم المقدم من إيران إلى بلاده منذ العام 2003 ولغاية الحرب مع داعش، قائلا، إن هذا الدعم "تجلى في أماكن كبيرة والاخوة الإيرانيون الذين قدموا ارواحهم مع اخوتهم العراقيين في خندق مواجهة الحق ضد الباطل".
ومضى بالقول إن "هذا ما يدفعنا الى اهمية هذا العمل لمواجهة التحديات والتطرف والمخدرات التي تهدد شعوب المنطقة"، معتبرا أن "هذه اللقاءات والزيارات ضرورية لتوفير قاعدة صلبة للدفع باتجاه تنشيط العلاقات في جميع المجالات بين البلدين".
وتطرق السوداني إلى الملف الإقتصادي خلال المؤتمر وقال إن "هذا الملف يحظى بأهمية كبيرة من بين اهتمامات الحكومة العراقية، واننا نعتقد ان هذه الزيارة ستمثل ركيزة في الدفع بالاقتصاد ليس بين البلدين في المنطقة وحسب بل بالعالم".
ونوه إلى الاتفاق مع إيران على تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة وضرورة عقد اجتماعاتها في أقرب وقت ممكن لكي تكون هناك مخرجات ترفع إلى رئيس مجلس الوزراء ونائبه في الشؤون الاقتصادية".
السوداني ثمّن موقف إيران في دعم العراق واستمرار إمدادات الغاز والكهرباء، مضيفا أنه "أكدنا على استمرار هذه الخدمات لحين إكمال مشاريعنا في هذا المجال".
وأوضح أن "العراق سوف يبذل جهدا لإتباع آلية بشأن الالتزامات المالية مع إيران والمتطلبات الدولية، وستكون لنا جهود على مستوى اللجان المشتركة بين البلدين، وسيكون لنا بحث خلال الزيارة حول هذا الأمر".
وقال السوداني ايضا "في هذه الزيارة سوف يكون لنا بحث للمشاريع لنقل النفط الخام للتصفية ونقل الغاز ومعالجتها، وفق مذكرات سابقة سيتم بحثها في هذه الزيارة وزيارات اخرى في بغداد".
ونوه إلى أنه تم بحث العلاقة والتعاون في المجال الأمني"، مؤكدا أن "أمن البلدين وحدة كاملة لا تتجزأ، وهي قطعا جزء من أمن المنطقة".
ولفت رئيس مجلس الوزراء، إلى أن حكومته ملتزمة "بتنفيذ الدستور وعدم السماح لأي مجاميع وأطراف تستخدم الأراضي العراقية للإضرار والإخلال بامن إيران"، مشددا على أن "هذه سياسة العراق، و لن يكون محطة ونقطة انطلاق للإضرار بدول الجوار".
وذكر ايضا "نعتمد سياسية في العلاقات الخارجية في علاقة متوازنة مع الدول الشقيقة وفق مبدأ الاحترام المتبادل وعدم السماح بأن يكون العراق مصدر قلق وضرر لدول الجوار".
واختتم السوداني بالقول "سوف يكون هناك بحث للمشاكل الامنية، وستكون هناك صيغة للتفاهم في إيجاد آلية للعمل والتنسيق الميداني لتجنب أي تصعيد في المنطقة، ونحن نرى ان الحوار والتفاهم أسلوب أمثل"، مؤكدا التزام الحكومة العراقية على تطوير التعاون مع ايران في المجالات كافة.
في غضون ذلك قال المكتب الإعلامي رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في بيان، إن الوفد الرسمي المرافق للأخير خلال زيارته إلى إيران، عقد جلسة مباحثات موسّعة مع الجانب الإيراني في العاصمة طهران التي وصلها في وقت سابق من صباح اليوم.
وترأس الجانب الإيراني في المباحثات رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، وفقا للبيان.
وذكر البيان أن الجلسة شهدت البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة الملفات ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها ملف التنسيق الأمني، والتبادل التجاري، والتعاون في مجال الطاقة والاستثمار وتنظيم السياحة والزيارات الدينية المتبادلة، فضلاً عن ملف المياه ومواجهة تحديات التغير المناخي وآثاره الاقتصادية.
وضمّ الوفد العراقي كلّاً من وزير الخارجية فؤاد حسين، ووزير النفط حيان عبد الغني، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ومدير مكتب رئيس الوزراء إحسان العوادي،فيما ضمّ الجانب الإيراني وزير الخارجية حسين عبد اللهيان، ووزير الاقتصاد والشؤون المالية إحسان خاندوزي وعدداً من المسؤولين الإيرانيين.