شفق نيوز/ كشف مصدر في مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يوم الأربعاء، عن أن زيارة الأخير لبغداد تأتي لإنهاء الجدل الدائر بشأن تشتت البيت الشيعي من خلال محاولته استقطاب قوى من أطراف الإطار التنسيقي للمضي قدماً إلى مرحلة تشكيل الحكومة المقبلة.
وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "الصدر سيعقد خلال 24 ساعة القادمة اجتماعا مع قوى الإطار التنسيقي لإنهاء حالة التردد لدى بعض القوى الراغبة بالتحالف معه، إضافة إلى حسم كيفية تشكيل الحكومة القادمة وفق برنامج حكومة الاغلبية الوطنية".
وأضاف المصدر أن "الصدر ما يزال مصراً على ضم قوى بعينها الى تحالفه، وبحسب المعطيات فأنه سيدخل في تحالف مع ابرز قيادات الاطار التي لها ثقل نيابي يعتد به من بينها تحالف الفتح بزعامة هادي العامري فضلا عن فالح الفياض زعيم تحالف العقد الوطني الى جانب بعض الزعامات الشيعية الاخرى".
وأشار إلى أن "تلك القوى كانت قد ابدت رغبتها في الدخول بتحالف مع الصدر، لكن مواقف الصدر الرافضة للتحالف مع نوري المالكي، حالت دون ذلك".
وتابع المصدر بالقول، إن "المالكي كان قد اتفق مع العامري على أنه إذا تخلى عنه اليوم فسيتخلى هو (المالكي) عنه (العامري) غدا؛ ومن هذا المنطلق قد يواجه الصدر صعوبة ما في اجتزاء او شق وحدة الاطار التنسيقي".
وقال إن "الاجتماع القادم بين بعض قوى الاطار والصدر حتما سيفضي لاتفاقات او مخرجات مهمة"، مردفا إن "هذا اللقاء سيعقبه لقاء في الحنانة بين الصدر وبعض قوى الاطار، فيما لو اتفق الطرفان على سيناريو معين ليتم الاعلان عنه من هناك".
الى ذلك، قال القيادي في تحالف الفتح علي حسين الفتلاوي لوكالة شفق نيوز ان "زيارة الصدر تأتي للقاء القوى المتحالفة معه الى جانب الاجتماع مع قوى الاطار التنسيقي".
وأضاف أن "الاجتماع مع قادة الإطار سيتركز على تشكيل التحالف الشيعي فضلا عن شكل الحكومة القادمة"، مبينا أن "قوى الاطار التنسيقي ستؤكد على رؤيتها الثابتة من قبل جميع القوى والتي تتمثل اما الدخول كإطار تنسيقي واحد او عدم التحالف والذهاب للمعارضة".
ولفت الفتلاوي إلى أن "هناك ارادات خارجية تسعى لتشتيت او تقسيم البيت الشيعي، وهذه المحاولات الخارجية تسعى لافراغ المكون الشيعي من محتواه"، مستدركا "كل الامور تبقى رهنا باتفاقات قيادات القوى السياسية سواء في الاطار او التيار".
من جانبه، قال مصدر في الإطار التنسيقي لوكالة شفق نيوز، إن الاجتماع بين الصدر وقادة الإطار سينعقد في منزل العامري بحضور جميع قادة الإطار باستثناء المالكي.
وأشار إلى أن "الاجتماع سيناقش آلية اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة المقبلة والاتفاق على ورقة اتفاق وتضمينها في المرحلة المقبلة".
وكان الصدر قد وصل في وقت سابق الأربعاء إلى العاصمة العراقية بغداد للتباحث مع القوى السياسية وخاصة قادة الإطار التنسيقي بشأن التحالفات التي ستفضي إلى تشكيل الحكومة المقبلة.
وكان الصدر، الذي تصدرت قائمته الانتخابات، قد قال في تصريح متلفز، أمس الثلاثاء، إنه عرض على قوى الإطار التنسيقي الدخول في حكومة أغلبية وطنية بشرط عدم مشاركة زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إلا أنها رفضت ذلك.
ويلقي الصدر باللوم على المالكي الذي ترأس الحكومة لدورتين متتاليتين (2006-2014) باستشراء الفساد وأعمال العنف في البلاد إضافة إلى اجتياح داعش لثلث مساحة العراق صيف عام 2014.
وتصدرت الكتلة الصدرية الانتخابات التي أجريت في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بـ73 مقعدا، تلاها تحالف تقدم بـ37، وائتلاف دولة القانون بـ33، ثم الحزب الديمقراطي الكوردستاني بـ31.
ويسعى الصدر لتشكيل حكومة أغلبية وطنية بخلاف بقية قوى الإطار التنسيقي التي تطالب بحكومة توافقية يشارك فيها جميع القوى السياسية داخل البرلمان على غرار الدورات السابقة.