شفق نيوز/ رفض الإطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية الشيعية باستثناء التيار الصدري، يوم السبت، مبادرة زعيم التيار مقتدى الصدر بإقصاء الكتل والأحزاب البارزة عن المرحلة المقبلة كحل للأزمة السياسية، فيما اعتبر نائب مستقل أن هذه المبادرة "تراجعاً" عن مطالبه بعدما يأس من تحقيقها.
وقال القيادي في الإطار عائد الهلالي، لوكالة شفق نيوز "لا يمكن عزل الكتل والأحزاب عن المرحلة المقبلة من خلال عدم إشراكها في الانتخابات أو المشهدين السياسي والحكومي، خصوصاً أن هذه الأطراف لها قواعد شعبية وهذه القواعد لن تسمح لأي طرف بمصادرة رأيها في اختيار من يمثلها سياسياً وبرلمانياً".
وبين الهلالي أن "مبادرة الصدر التي أعلن عنها اليوم، لن تحل الأزمة، بل سوف تزيد من الخلاف والصراع السياسي، فهي مرفوضة من قبل جميع الأطراف السياسية وليست الشيعية فقط، فالكتل والأحزاب السياسية العراقية لن تسمح لأي جهة بتغييبها عن المشهد السياسي، تحت أي عنوان كان".
بدوره قال النائب المستقل، باسم خشان، في تغريدة تابعتها وكالة شفق نيوز "أنا مستعد للتوقيع على اتفاقية مقتدى بعد ما يكفي من الوقت لقطع المسافة من محل إقامتي إلى الحنانة (مقر إقامة الصدر)".
وأضاف "أدعو كل أحزاب الشيعة والكورد والسنة والاقليات وكذلك المستقلين والاحزاب الناشئة الى التوقيع عليها، وهذا ما يتمناه أغلب الشعب، وليس لدي أدنى شك في ذلك، فهل سيجد الراغبون بتوقيع هذه الإتفاقية السيد مقتدى في انتظارهم؟".
ورأى خشان "مقتدى الصدر ليس ساذجاً لكي يعد الدقائق والساعات في انتظار أن تهرع الاحزاب والكتل السياسية الى الحنانة استجابة لدعوته، فلماذا يدعو الاحزاب الى ما يعرف أنها لن تستجيب له؟".
وأوضح "الحقيقة الواضحة هي إن تغريدة صالح محمد العراقي ليست دعوة للأحزاب لكي تحل نفسها وتمتنع من تلقاء نفسها عن المشاركة في العملية السياسية، وإنما هي خطوة واسعة الى الوراء، وتمهيد لتراجعه عن كل مطالبه التي أدرك أنها لن تتحقق إلا بثمن باهض جدا يدفعه الشعب قبل الأحزاب".
واعتبر أن "تراجع مقتدى الصدر متأخرا خير من إطالة أمد الفوضى، وأنا اقدر حرص الصدر على سلامة الناس، وأقدر تمسكه بالسلمية حق قدره، لأن البديل عن التراجع هو الضياع".
وفي وقت سابق اليوم، دعا المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الملقب بـ"وزير القائد" صالح محمد العراقي، إلى عدم مشاركة جميع الأحزاب السياسية بما فيها التيار نفسه في الانتخابات المقبلة وتشكيل الحكومة.
وقال العراقي في تغريدة تابعتها وكالة شفق نيوز، إن "هناك ما هو أهم من حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، والأهم هو: عدم اشتراك جميع الأحزاب والشخصيات التي شاركت بالعملية السياسية منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 والى يومنا هذا بكل تفاصيلها قيادات ووزراء وموظفين ودرجات خاصة تابعة للأحزاب، بل مطلقاً بما فيهم التيار الصدري.. أقول ذلك وبملء الفم".
وأضاف "هذا، بدل كل المبادرات التي يسعى لها البعض بما فيهم الأمم المتحدة مشكورة، وأنا على استعداد وخلال مدة أقصاها 72 ساعة لتوقيع اتفاقية تتضمن ذلك ومن الآن".
وتشهد العملية السياسية اسنداداً خانقاً منذ ظهور نتائج الانتخابات الأخيرة في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 ولغاية الآن أي ما يزيد على العشرة الأشهر، حيث يصر التيار الصدري على تشكيل الحكومة من قبله من دون اشتراك أطرافاً سياسية شيعية بذلك، وفي المقابل يقف الإطار التنسيقي الجامع للقوى الشيعية وكتلاً أخرى سنية وكوردية ونواب مستقلون في معسكر مناوئ للصدر حيث يتمسكون باختيار مرشح من الكتل الشيعية الأكبر لتشكيل الحكومة.
وفي 30 تموز/ يوليو الماضي بلغت الأزمة ذروتها حيث اقتحمت أنصار التيار الصدري المنطقة الخضراء ومجلس النواب الذي يعتصمون فيه لغاية الآن رفضاً لترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة.