شفق نيوز/ رأى مدرب المنتخب العراقي السابق عدنان حمد، أن العمل الرياضي في البلاد "صعب جدا"، وفيما أشار إلى صعوبة تأهل العراق إلى نهائي كأس العالم، عزا ذلك إلى "الفوضى" التي تضرب المشهد الرياضي في العراق.
كاتانيتش والمغتربون
وقال حمد في حوار خاص مع وكالة شفق نيوز؛ إنه "ليس بإمكاني تقييم مدرب المنتخب العراقي الحالي (سريتشكو كاتانيتش) لكن عمله هو من يقيمه، لكني أقول بان العمل في العراق صعب جدا لاسيما فيما يخص اقامة مسابقات الدوري وهو الجانب الأهم لاكتشاف المدرب للاعبين، وضعف الاندية ومشاكل اللاعبين المغتربين الذين يلعبون خارج العراق في اندية اوربية متطورة".
و بشأن مستوى اللاعب المغترب، أجاب مدرب المنتخب السابق أن "لدينا لاعبين على مستوى عال يمثلون اندية كبيرة علينا الاستفادة منهم مثل جيستن ميرام واحمد ياسين واسامة رشيد وياسر قاسم والقائمة تطول، وانصح بحل خلافات المدرب مع بعض اللاعبين المغتربين الذين ابعدوا من المنتخب، وانا بصراحة اجهل تفاصيل الابعاد، كون المرحلة المقبلة في التصفيات المزدوجة حاسمة وصعبة جدا وبحاجة للاعبين على مستوى عالِ".
حلم كأس العالم
وعن توقعاته ببلوغ العراق لنهائيات كأس العالم، قال حمد "مازلنا بعيدين عن التنافس، لاسيما وان المنتخبات الاسيوية تطورت جدا، قد تحدث نتيجة ايجابية معينة في بعض المباريات وهذا ممكن في كرة القدم ، لكن بشكل عام أرى صعوبة في بلوغ منتخبنا الوطني لكأس العالم، لأن الكرة العراقية تأخرت عن الكرة العالمية وحتى عن الاسيوية بسبب الأوضاع الصعبة التي يواجهها البلد والتي ألقت بظلالها على الكرة العراقية بالرغم من امتلاكنا لمواهب تفوق دول كثيرة لكنها بحاجة لدعم ورعاية وتخطيط وهذا للاسف غير موجود في الظرف الراهن".
وبين أن "هناك أسبابا عديدة أهمها الفوضى التي تعج في الوسط الرياضي وضعف ادارة الاندية، وتصور حتى النقل التلفزيوني أصبح غير متاح للمشاهدين، والاهم من ذلك؛ إهمال دوريات الفئات العمرية والبطولات المدرسية والجامعية وامور كثيرة تجعل كرتنا تتراجع بشكل كبير".
وتابع حمد، "وهنا لابد من العمل باحترافية في كل مفاصل الكرة العراقية، وان ذلك يحدث فقط في حال استقرار البلد في كل مجالات الحياة، في حين نرى البلدان الاخرى تطورت بشكل سريع بعد أن بدأت تعمل بشكل صحيح على عكس قادة الرياضة العراقية الذين لايقودون بشكل صحيح علماً ان ذلك ليس بالشيء الصعب عليهم"، مشددا على ضرورة "الاستقرار الإداري والتخطيط الصحيح ولابد ان نتعلم ثقافة الاحترام ونبتعد عن اثارة المشاكل التي تؤثر بشكل سلبي كبير على كرتنا".
المستقبل المجهول
وأشار إلى أن "مستقبل الكرة العراقية اصبح مجهولاً بسبب ضعف الإدارات والخلافات والتخطيط العشوائي لقادة الرياضة الذين نراهم اليوم في تخبط كبير ونرى منهم اموراً مخجلة، كما تابعنا ماحدث قبل واثناء وبعد انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية العراقية ناهيك عن الاندية التي لا تحاول ان تساعد وتطور نفسها وتعتمد على المنح البسيطة من الوزارات التي لا تلبي الطموح"، لافتا إلى أن "العراق ومنذ عدة سنوات لا يقيم دوريات للفئات العمرية بشكل احترافي منتظم، ولهذا من الصعب ان تظهر أجيال على مستوى عالٍ بامكانها مقارعة الفرق الاسيوية والعالمية التي تطورت كثيرا على الرغم من امتلاكنا للمواهب وبشكل كبير.
وأشار إلى أن "في بداياتي كلاعب موهوب كنت أمارس الكرة مع اقراني وفي عام 1977 تحديدا كنت أشارك في بطولات منتظمة تقام لنا في المدارس وعلى مستوى فرق الناشئين وكانت البطولات قوية جدا، وتحظى باهتمام الكشافين لانتقاء المواهب كل هذه الامور فقدناها منذ سنوات طويلة وهذا بالتاكيد جانب خطير يعرقل تطوير اللعبة في العراق".
العودة إلى عرين الأسود
و بشأن العودة لتدريب المنتخب الوطني، قال حمد "اتمنى خدمة بلدي لكني لا استطيع العمل في ظروف خالية من أبسط مقومات النجاح، ولهذا ولا اريد ان يعتبرها البعض تكبر لكني ساعتذر كون المهمة سوف لا تكون سهلة".
وعن تقييم عمل إدارة الهيئة التطبيعية لاتحاد الكرة؛ رأى حمد أن "الإخوة في التطبيعية حاولوا تسيير عمل الاتحاد لكن التراكمات السابقة والتركة الثقيلة التي تسلموها جعلت عملهم ليس سهلا، إذ واجهوا صعوبات ومعرقلات كثيرة أهمها الجانب المالي الذي يعتبر الجانب الأهم في نجاح اي مهمة، كما ان الاخوة في التطبيعية يتعاملون مع اندية غير مستقرة وتعاني من مشاكل كثيرة، فضلا عن المشاكل التي تعصف في عمل اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة اللتان تعتبران هرما وأساس الرياضة العراقية".
وحول دور وسائل الإعلام في دعم المنتخبات الوطنية، أكد المدرب احمد أن "الاعلام يتحمل جزءاً مهما وأساسيا في دعم منتخباتنا الوطنية فهو يسهم بشكل كبير في تطوير الكرة ومشاركات منتخباتنا"، داعيا "وسائل الإعلام إلى أن يكون دورها فعالا وإيجابيا في دعم فرقنا في كل المحافل الدولية التي نشارك بها".
ولفت مدرب المنتخب العراقي السابق إلى أن "هناك تصاريح تصدر عن لساني احياناً تسبب لي ضغوطات وازعاجاً، وان سبب ذلك هو الانفلات الذي نراه في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الوهمية"، معربا عن أمله بأن "نعمل بيد واحدة كعراقيين ونخدم رياضتنا بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص وننبذ كل الخلافات، كما نتمنى لمنتخبنا الوطني بلوغ بطولة كأس العالم المقبلة بتظافر كل الجهود الخيرة".