شفق نيوز/ قرر الاتحاد الروسي لكرة القدم، يوم الثلاثاء، التريث في تصويت اللجنة التنفيذية فيه على مغادرة الاتحاد الأوروبي "يويفا"، والانضمام إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وذكرت خدمة الإعلام في الاتحاد الروسي، أن هذا القرار يحتاج لإجراء المزيد من المشاورات التي تتعلق بالانتقال المحتمل لروسيا إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ومن المتوقع أن يتم التصويت بحلول 31 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وكانت اللجنة التنفيذية للاتحاد الروسي قد عقدت اجتماعا يوم الجمعة الماضي، حيث نوقشت مسألة انسحاب الاتحاد الروسي من الاتحاد الأوروبي والانتقال إلى الاتحاد الآسيوي، وكان مقررا حسم القرار اليوم الثلاثاء.
تداخل السياسة بالرياضة
خبراء رياضيون ومراقبون يشيرون إلى أن القرار الروسي المرتقب ينطوي على أبعاد حضارية وثقافية واقتصادية وجيوسياسية عميقة، تتعدى الجانب الرياضي البحت، وتندرج في سياق تعزيز توجه موسكو نحو الشرق وقارة آسيا كبوابة لذلك، خاصة وأن ما يزيد على 75% من مساحة روسيا تقع ضمن الشطر الآسيوي منها، بواقع نحو 13 مليون كيلو متر مربع.
من المستفيد أكثر؟
وفي حال قبول الاتحاد الآسيوي ذلك كما هو مرجح، فإن هذا الانضمام سينعكس ايجابا على عالم الكرة الآسيوية ويزيده تنافسية واحترافية وتنوعا في المدارس الكروية.
السابقة الأسترالية
وفي هذا السياق يشبه كثيرون انضمام روسيا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بانضمام أستراليا له في العام 2006.
وفيما يرى محللون رياضيون آخرون، أن انضمام روسيا قد ينطوي على سلبيات كذلك، من ناحية أن المنتخب الروسي يعد الأقوى بدنيا وتكتيكيا وتاريخيا من غالبية المنتخبات الآسيوية، وهو تخوف تدحضه نظرة مخالفين لهذا الرأي، الذين أشاروا إلى أن المستوى العالي الذي تميزت به العديد من المنتخبات الآسيوية خلال المونديال الأخير، كالمنتخبين السعودي الذي هزم بطل العالم الأرجنتين خلال دور المجموعات، والياباني الذي تمكن من هزيمة فريق الماكينات الألمانية حامل اللقب لأربع مرات.
رأي خبراء الرياضة
يقول المحلل الكروي والخبير في الشؤون الرياضية مثنى المصطاف، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "لا شك أن القرار سياسي أكثر منه رياضي، علاوة على أنه يعود بالنفع بالدرجة الأولى على كرة القدم الروسية وحظوظها التنافسية قاريا وعالميا، ولا شك أنه في حال انضمام روسيا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن الروس سيضمنون مثلا التأهل للبطولات الكروية العالمية ولا سيما المونديال".
واضاف "في حين أن المنتخبات الآسيوية قد تتضرر جراء ذلك، كون المنتخب الروسي أقوى منها فنيا ولياقة وتاريخا كرويا، لكن لو نظرنا للأمر بالمقابل من نصف الكأس الملآن، فإن انضمام الروس للمجموعة الآسيوية يعتبر كذلك إغناء وتطويرا لمستوى الكرة الآسيوية، حين تضم فريقا كالروسي".
الموقف الاسيوي
ومن المتوقع أن يوافق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على ضم الاتحاد الروسي له، والذي يفترض أن يتقدم بطلبه رسميا قبل نهاية العام الحالي.
وخاض منتخب روسيا ثلاث مباريات ودية فقط منذ بدء العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي، ضد منتخبات كل من قيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، وهي من الجمهوريات السوفيتية السابقة وتنضوي ضمن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قد أصدرا على خلفية الحرب الأوكرانية بيانا مشتركا، أوقفا بموجبه الفرق والأندية الروسية عن المشاركة في جميع المسابقات والمحافل الكروية الأوروبية والدولية لأجل غير مسمى.
وتقرر إثر ذلك استبعاد المنتخب الروسي من المشاركة في الملحق المؤهل لنهائيات كأس العالم التي نظمت في قطر، كما وتم حرمان الفريق الروسي من المشاركة في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024)، المقرر تنظيمها بألمانيا.