شفق نيوز/ عبر عدد من المدربين العراقيين عن استيائهم من ظاهرة دخول المدربين الأجانب والعرب إلى الدوريات العراقية لكرة القدم، مؤكدين تأثيرها سلباً على فرص عمل المحليين، في المقابل، يرى آخرون أن وجود المدربين الأجانب والعرب يقدم أفكاراً جديدة ويساهم في إثراء الملاعب العراقية بمهارات عالمية.
في هذا السياق، استطلعت وكالة شفق نيوز آراء خبراء ومدربين حول تأثير هذه الظاهرة على مستقبل المدربين المحليين، وتفضيلهم بين المدرب المحلي والأجنبي في قيادة الفرق العراقية، وما إذا كانت هذه الظاهرة قد تؤثر سلباً على مسيرة المدرب المحلي وتقلل من طموحه.
وقال المدرب هادي مطنش لوكالة شفق نيوز، "بالتأكيد لهذه الظاهرة تأثير سلبي على تاريخ ومشوار المدرب المحلي، إذ ستخلق أجواء سلبية قد تؤثر على ثقة المدرب المحلي بنفسه، مما يجعله في خطر مستقبلي".
وأشار إلى أن "هذه الظاهرة أدت إلى فقدان الثقة بين المدربين المحليين واتحاد الكرة، الذي بات يعتمد بشكل أكبر على الخبرات الأجنبية".
وأضاف مطنش: "أنا أفضّل أن يكون المدرب هو الأفضل فنياً والذي يساهم في تطوير مستوى لاعبي الأندية، بغض النظر عن جنسيته."
ورأى أن سبب هذا "الغزو" هو تسلق بعض المدربين المحليين ضعاف المستوى إلى مناصب تدريبية في الأندية والمنتخبات، مما أدى إلى تأثير سلبي واضح على نتائج الفرق.
وختم قائلاً: "أنا مع وجود المدرب الأجنبي العالي المستوى، وليس مع مجرد وجود مدرب أجنبي لكونه أجنبي فقط، كما يحدث أحياناً من استدعاء أسماء غير مستحقة من خارج العراق."
بينما قال المدرب الكروي حمزة داود للوكالة، إن "الحياة تستمر والعمل في تقدم دائم، ولا عيب في دخول المدربين الأجانب من أي جنسية، سواء كانت عربية أو أوروبية أو آسيوية أو حتى أفريقية، طالما أن الأموال متاحة والتنافس مفتوح للجميع".
ورأى، أن "المشكلة تكمن في محاربتهم، وهو الخطأ بحد ذاته، إذ إن تقييم المدرب يجب أن يعتمد على إنتاجه ونتائجه".
وأوضح داود أن "بعض المدربين المحليين ما يزالون يعملون بنفس الأفكار القديمة، دون تطوير ذهني أو خططي، رغم وجود أسماء جيدة لا يمكن إنكارها، وبالمقابل، دخل العراق أسماء أجنبية محترمة تمتلك فكراً تدريبياً عالياً".
وأشار إلى أنه "عندما يحصل فريق على نتائج جيدة، يتم نسب النجاح بالكامل للمدرب الأجنبي ويُمجّد، بينما يحصل المدرب المحلي على تقييم بسيط، وهو تمييز غير مقبول".
وتابع، أن "الحقيقة قد تكون مُرة، لكنها ضرورية لمن يتقبل النقد، إذ أن توجه الأندية نحو الكفاءات التدريبية من الخارج قد أثار قلق المدربين المحليين خوفاً من ضياع الفرص المستقبلية."
وبخصوص الشهادات التدريبية عالية المستوى التي يحصل عليها المدربون المحليون، اعتبرها داود، أنها "بمثابة كتاب بلغة يفهمها المدرب، لكن العديد من المدربين يجدون صعوبة في تطبيق ما تعلموه على أرض الواقع".
وشهدت الفترة الأخيرة تزايدًا في تعاقدات الأندية العراقية مع مدربين أجانب وعرب، بما في ذلك مدربين قطريين، مما أثار قلق المدربين المحليين في العراق الذين أصبحوا بعيدين عن أندية النخبة.
وقد حقق فريق الشرطة لقب الدوري لموسمين متتاليين تحت إشراف المدرب المصري مؤمن سليمان، وبرزت فرق أخرى، مثل نادي زاخو، الذي أحرز المركز الخامس مع المدرب القطري طلال البلوشي.