شفق نيوز/ "يوم انتهت طفولتي"، كتاب لشاب أيزيدي يروي فيه محطات في حياته عندما الى الفرار كطفل مع عائلته هربا من هجوم تنظيم داعش قبل ثماني سنوات، واصبح الان يعيش في مدينة شتوتغارت الالمانية.
جاء ذلك في تقرير لموقع "دويتشه فيله" الألماني ترجمته وكالة شفق نيوز؛ اشار فيها الى ان فرهاد السيلو (19 عاما) ليس مراهقا عاديا، فهو عندما كان طفلا قبل ثماني سنوات، اضطر هو وعائلته الايزيدية الى الهروب من داعش واصبح الان يتابع تعليمه الثانوي في ألمانيا، ونشر كتابا حول معاناته تلك وحياته الحالية.
في كتابه "يوم انتهت طفولتي"، يروي السيلو كيف تغيرت حياته فجأة في 3 آب/اغسطس العام 2014، عندما استولت ميليشيات داعش على قرية ايزيدية وشاهدهم وهم يقتلون والده ويختطفون شقيقاته، عندما كان يبلغ من العمر 11 عاما.
ولفت التقرير؛ الى ان الارهابيين كانوا على وشك إطلاق النار عليه أيضا، لكنهم أطلقوا سراحه في اللحظات الاخيرة عندما ادركوا انه لم يكن كبيرا بما يكفي لاطلاق لحيته.
وتابع التقرير؛ أن السيلو هرب عبر الصحراء مع والدته وأخوته الباقين، ثم جرى نقلهم لاحقا الى مدينة شتوتغارت في اطار برنامج مخصص للاجئين الايزيديين في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية، ويتحدث السيلو عن يومه الأخير في العراق قائلا انه "بعد ساعتين مضت مثل دقيقتين بالنسبة لي، وصلنا الى المطار. شاهدت طائرة للمرة الاولى في حياتي، وبالنسبة لنا جميعا، كان شعورا جميلا بشكل لا يصدق".
يتذكر السيلو ايضا دموع الفرح والبكاء عند وصوله إلى ألمانيا.
ولفت التقرير إلى أن جمل السيلو هذه تعكس إحساسا عميقا بالتحرر، يتناقض مع خوضه تجربة العنف الهائل الذي تم تصويره في السبعين صفحة السابقة من الكتاب. لكن السيلو في كتابه هذا، لا يتحدث عن التجارب المؤلمة فقط، وإنما يصور ايضا كيف عمل ليتمكن من الاندماج في المجتمع الألماني من خلال الالتحاق بالمدرسة وتعلم اللغة.
وأشار التقرير إلى أن السيلو من خلال كتابه وظهوره المتعدد عبر قنوات "يوتيوب" و"تيك توك" يسعى الى منح الامل للشباب.
ونقل عن السيلو قوله "جئت الى المانيا وانا بعمر 11 سنة، هربا من الموت الوشيك.. وادرس حاليا واستخدم يوتيوب وتيك توك، وتعلمت اللغتين الألمانية والانجليزية. كل شيء ممكن التحقق، طالما أنك لا تستسلم".
خلال المقابلة مع الموقع الالماني، كان السيلو يجلس في الخارج على مقعد تحيط به مبان شاهقة ، ويرتدي سترة سوداء وسماعات أذن لاسلكية، وهو يشبه اي شاب اخر في نفس عمره.
ولفت التقرير إلى أن السيلو بدأ بالكتابة عن الأحداث المروعة التي عاشها خلال طفولته، من دون ان يخبر احدا عن ذلك طوال عامين، وقال انه "كانت هناك لحظات شعرت فيها بأنني عالق ، ولم يكن هناك اي قوة في اصابعي. كنت اتخيل والدي وهو يتعرض للقتل، ثم ابدأ في البكاء واتصبب عرقا، ولقد كان الأمر يشبه تجربة كل ذلك مرة أخرى".
وبرغم ذلك، واصل السيلو الكتابة مشيرا الى انه اراد ان يفهم أطفاله يوما ما، من أين جاء ولماذا جاء إلى ألمانيا. كما استمر في الكتابة لأنه اتخذ قراره بتأليف هذا الكتاب.
ويركز السيلو في الثلث الأخير من كتابه على ذكريات عائلته، بما في ذلك تجارب شقيقاته، زيتون، خالدة، وحيدة وخولة، الذين كانوا سجناء لدى داعش لفترة.
وتابع التقرير أنه من خلال نفس العزم والأمل والفرح الذي وضع به كتابه، يتطلع السيلو ايضا الى المستقبل، ويريد الان اكمال دراسته الثانوية، ثم الالتحاق بالجامعة والسفر، وهو تواق للسفر إلى مدينة دبي الإماراتية التي يشاهد صورها.
لكنه السيلو يريد ايضا الدفاع عن الايزيديين وحقوق الإنسان بشكل عام، وهو لذلك انخرط في جمعية ايزيدية تجمع التبرعات الأقلية العرقية والدينية.
كما أن السيلو يشجع الناس على الإحساس بالامتنان بشكل أكبر للحياة الجميلة التي ينالونها، بدلا من الضيق الدائم من أمور صغيرة. ولفت التقرير إلى أنه "إذا كان هناك شيء واحد يريد أن يوصله من خلال كتابه، فهو انه يتمنى لو أن جميع الناس يمضون اكبر وقت ممكن مع احبائهم، قبل فوات الاوان".
ترجمة: وكالة شفق نيوز