شفق نيوز/ سلطت قناة "أي بي سي نيوز" الأمريكية الضوء على قضية آلاف الأشخاص الذين ما زالوا مفقودين في العراق وسوريا بسبب جرائم تنظيم داعش، برغم مرور أكثر من ثلاثة أعوام على إلحاق الهزيمة الميدانية بالتنظيم، والذي ما زالت محاسبتهم بعيدة المنال.
وجاء في تقرير للقناة الأمريكية، ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "نشاط الصحفي عامر مطر، في البحث المستمر منذ عقد عن شقيقه الأصغر أدى الى تغيير مسار حياته، وأصبح الآن يكرس حياته من أجل الأبحاث والتوثيق فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبها داعش في سوريا".
وذكر التقرير أن شقيق عامر مطر (محمد) اختفى في مدينة الرقة في الشمال السوري في العام 2013 بعد وقوع انفجار ضرب مقر جماعة مسلحة، حيث تم العثور على كاميرته المحترقة في موقع الانفجار، ولكن سرعان ما تبلغت عائلته أنه في أحد سجون داعش، إلا أنه لم تظهر حوله أي معلومات أخرى منذ ذلك الوقت".
يكافحون بمفردهم
وأضاف التقرير أن "محمد مطر يعتبر من بين آلاف الاشخاص الذين يعتقد أن داعش الذي سيطر في العام 2014 على مساحات واسعة من سوريا والعراق قد خطفهم، في حين انه بعد مرور 3 أعوام على هزيمة التنظيم ميدانيا، ما زالت محاسبة خاطفيهم بعيدة المنال وتشعر عائلاتهم بانه جرى التخلي عنهم من جانب العالم وهم يكافحون وحدهم من أجل اكتشاف مصير أحبتهم.
ونقل التقرير الأمريكي، عن "المركز السوري للعدالة والمساءلة" الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، قوله إن "الانتهاكات قد تمثل جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب، وفي بعض الحالات، بمثابة ابادة جماعية"، مضيفا أن "هذه العائلات لها الحق في معرفة الحقيقة بشأن مصير أحبتهم".
وبحسب هذه المنظمة الحقوقية، فقد جرى اعتقال آلاف الأشخاص وما زالوا في عداد المفقودين وعائلاتهم تعيش في حالة من الحزن وعدم اليقين، عندما حكم داعش ما بين عامي 2013 و2017.
وكانت المنظمة الحقوقية، قد أصدرت تقريراً لها أمس الخميس، تحت عنوان "اكتشاف الأمل: البحث عن ضحايا داعش المفقودين"، الذي يشير إلى استخراج ما يقرب من 6 آلاف جثة من داخل عشرات المقابر الجماعية التي أقامها داعش، او جرى انتشالها من تحت أنقاض المباني التي دمرتها الغارات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، خلال الهجوم العسكري لإسقاط حكم داعش.
ولفت تقرير "أي بي سي نيوز"، إلى أن "محمد مطر أصبح صحفيا مدنيا خلال الحرب الأهلية في سوريا، وكان في أحيان كثيرة يخرج مع كاميرته من أجل توثيق الأحداث، لكنه فقد في 13 اغسطس/آب العام 2013 أثناء عمله على تغطية أحداث تفجير في الرقة استهدف مقرا لتنظيم (أحفاد الرسول) المسلح، المنافس لتنظيم داعش، وكان عندها يبلغ 21 عاما، ويعد فيلما وثائقيا حول معارضة سكان الرقة لتنظيم داعش".
وتابع التقرير، أن "الرقة كانت أول محافظة سورية تقع تحت السيطرة الكاملة لداعش، وعندما أعلن التنظيم (الخلافة) في يونيو/حزيران العام 2014، أصبحت الرقة (عاصمتهم) الفعلية التي حكمته بالرعب وأقامت فيها العشرات من مراكز الاعتقال وعاملت معارضيها بوحشية بل علقت رؤوسهم المقطوعة في الساحات العامة، (وهي نفس مدينة محمد مطر)".
مرتكبو الجرائم
ونقل التقرير الأمريكي، أيضاً عن المجموعة الحقوقية قولها إن "مرتكبي هذه الجرائم الذين قد يكون لديهم أدلة قد تقود إلى التعرف على رفات الضحايا، موجودون حاليا في سجون تابعة لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد في سوريا، فيما أن الإجراءات نحو تنظيم المحاكمات لا تبدو قريبة".
وهناك أعضاء آخرون كانوا في داعش، عادوا الى بلدانهم الاصلية بعد إعلان هزيمة التنظيم، وهو ما اعتبرته المنظمة الحقوقية "من غير الممكن ضمان الهزيمة الدائمة لداعش من دون ان يتم تحقق العدالة لضحايا جرائم التنظيم بمن فيهم المفقودون".
على قيد الأمل
عامر مطر الذي يقيم حاليا في برلين مع والديه وأخوته، تبلغ في إحدى المرات أن شقيقه محمد محتجز في سجن بالمدينة، وقدم بعض السجناء السابقين الذين رأوه هناك بعض التفاصيل الشخصية التي لا يعرفها إلا أفراد العائلة، إلا أن منذ عام 2014، فإن العائلة لم يعد لديها أي دليل على انه ما زال حياً، وفقاً للتقرير الأمريكي.
وقام عامر مطر بالسفر إلى سوريا مرات عديدة خلال السنوات الماضية، من اجل الحصول معلومات حول شقيقه، لدرجة انه كان يذهب الى مواقع المقابر الجماعية خلال عمليات نقل الجثث، بحسب التقرير.
متحف للمتطرفين
وأشار التقرير إلى أن "مطر صحفياً أيضا، جمع الآلاف من الوثائق المتعلقة بداعش وصوراً ثلاثية الابعاد لمواقع الاعتقال التابعة للتنظيم، وأصبح الان يعمل إلى جانب نشطاء من العراق وسوريا والمانيا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة، من لإقامة (متحف افتراضي) عن المتطرفين".
ونقل تقرير القناة الأمريكية، عن عامر مطر، قوله إن "الهدف من المتحف انشاء منصة بحيث يمكن لأهالي المفقودين إيجاد معلومات حول أحبتهم والتجول فعليا في داخل السجون ورؤية أسماء المعتقلين والاطلاع على الوثائق والمقابر الجماعية وبيانات حول المدفونين فيها، سواء في العراق أو سوريا".
وعندما سئل عامر مطر، عما اذا كان قد وجد في عمليات بحثه دليلا على مصير شقيقه، قال إن "والدتي تسألني هذا السؤال كل شهر أو كل بضعة أسابيع، وجوابي للأسف هو (لم نجد شيئا)".