شفق نيوز/ تتزايد المؤشرات على أن شرارات حرب غزة تتزايد خطورة، خصوصا منذ بدء القوات الاسرائيلية عمليتها العسكرية المثيرة للقلق امريكيا وعربيا، في رفح، حيث يلاحظ المراقبون نقلة في طبيعة العمليات التي ينفذها "حزب الله" في الايام الماضية، بما في ذلك، الإعلان عن شن ما يمكن وصفه بأنه أول غارة جوية على داخل إسرائيل منذ نحو 50 سنة.
وهناك خشية اقليمية متزايدة من ان حرب غزة المتواصلة منذ أكثر من 7 شهور، دخلت مرحلة أكثر خطورة مع بدء العمليات الاسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر، والتي تسببت حتى الآن في فرض نزوح نحو 400 ألف شخص مجددا، بعيدا عن رفح.
ويقول مراقبون ان هذه المخاوف حقيقية لان حكومة بنيامين نتنياهو مضت قدما، ولو بإيقاع هادئ نسبيا، في تنفيذ غزو رفح رغم ان ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن، أعربت مرارا عن رفضها لهذه العملية ما لم تتوفر خطة اسرائيلية واضحة، تؤكد حرص اسرائيل على عدم الحاق اضرار كبيرة بالمدنيين النازحين.
ويلاحظ أنه منذ بدء الهجوم على رفح، فان درجة السخونة الاقليمية بعيدا عن جبهة غزة، آخذة بالتزايد، من لبنان الى العراق وصولا الى اليمن. "المقاومة الاسلامية في العراق" مثلا أعلنت قبل يومين انها هاجمت "اهدافا حيوية داخل الأراضي الإسرائيلية، في منطقتي وادي أريحا وقاعدة نيفاتيم الجوية في بئر السبع، بواسطة صواريخ نوع الأرقب (كروز مطور)".
بالاضافة الى ذلك، فان جماعة "انصار الله" الحوثية، قالت بالامس انها باشرت عملياتها التي توعدت بها قبل ايام، باستهداف السفن المرتبطة او المتعاملة مع الموانئ الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط.
واليوم، اعلن الحوثيون انهم اسقطوا "طائرة أمريكية MQ9 مساء الخميس أثناء قيامِها بأعمال عدائية في أجواء محافظة مأرب، وهي الطائرة الرابعة التي تم إسقاطها" حتى الآن.
وفي الوقت نفسه، اعلنت "المقاومة الاسلامية في لبنان"، أي "حزب الله"، ان المقاومة هاجمت الخميس "موقع المطلة وحاميته وآلياته بمسيّرة هجوميّة مسلّحة بصواريخ "S5" عدد 2".
واضافت ان الطائرة المسيرة بعد وصولها الى النقطة المحددة لها، أطلقت صواريخها على إحدى آلياته والعناصر المجتمعة حولها وأوقعتهم بين قتيل وجريح، وبعدها أكملت انقضاضها على الهدف المحدد لها وأصابته بدقّة".
ووصف خبراء ومحللون في لبنان لوكالة شفق نيوز، هذا الهجوم بأنه بمثابة اول غارة جوية تشن من لبنان على داخل اسرائيل في تاريخها، وهي الغارة الجوية الاولى، على داخل اسرائيل من جانب دولة عربية، منذ نهاية حرب تشرين الأول/أكتوبر العام 1973 بين الدول العربية واسرائيل.
وتصاعدت الغارات التي تشنها إسرائيل على القرى القريبة من الحدود، لكنه ايضا وسع غاراته باتجاه بعلبك قبل يومين، واليوم شن هجوما بالقرب من مدينة صيدا، البعيدة عن الحدود نحو 40 كلم، واعلن انه قتل "قائدا كبيرا" في سلاح الجو التابع لحزب الله.
وبحسب الخبير العسكري اللبناني عمر معربوني، فان هجوم الحزب، يمثل المرة الاولى منذ بداية حرب غزة التي يتم فيها استخدام صواريخ"اس -5" واطلاق صاروخين منها بواسطة طائرة مزدوجة المهام من سلسلة مسيرات "شاهد"التي بامكانها اطلاق صواريخ قبل التحول الى مسيرة انتحارية متفجرة.
ويرجح الخبراء أن يكون الرأس الحربي لهذه المسيرة بين 25 و30 كلغ من المواد شديدة الإنفجار .وبرغم انه "حزب الله" لم يعلن عن مواصفات المسيّرة المستخدمة في هذه العملية ضد الموقع الاسرائيلي المقابل للحدود اللبنانية، الا انه من المرجح أن المسيرة هي من الطراز المتوسط الحجم بالنظر الى طول صاروخ "اس-5" الذي يبلغ 1،5 متر وهو نموذج من الصواريخ الروسية الشديدة الانفجار والعاملة بالوقود الصلب.
ولم يكن هجوم "حزب الله" هذا استثناء في طبيعة ونوعية الهجمات التي يشنها في الأيام الماضية.
بالامس الخميس اعلن الحزب ايضا انه كرد على اعتداءات اسرائيل على منشآت صناعية في منطقة البقاع، البعيدة جغرافيا عن منطقة الاشتباك الحدودي التقليدي القائم بين الطرفين، فإن المقاومة شنت هجوماً جوياً بمسيرات انقضاضية على منشآت صناعية تابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية، متمثلة بشركة "إلبيت" للصناعات العسكرية، وتحديدا "مصنع ديفيد كوهين" في شمال كريات شمونة، القريبة من الحدود، والمتخصصة بإنتاج المنظومات الإلكترونية للجيش الإسرائيلي وأصابت أهدافها بدقة.
وجاءت هذه الهجمات بعد يومين على إعلان الحزب، واعتراف وسائل الإعلام الإسرائيلية، بهجوم مركب، أسقط منطاد تجسس متطور فوق قاعدة إدميت في الجليل الغربي. وبحسب المشاهد المصورة التي وزعها الحزب، فان الهجوم كان متعدد الجوانب، وبشكل متتال، حيث استهدف قاعدة إطلاق المنطاد، وموقع آلية التحكم به وتدميرهما، وطاقم إدارته، الذي أُصيب بشكل مباشر، ووقع أفراده بين قتيل وجريح. ووزع الحزب شريط فيديو يؤكد تفاصيل هجومه هذا.
وقال مراقبون إنه في هجمات الأيام الأخيرة، بما في ذلك عملية إسقاط المنطاد، فإن ما يسمى "محور المقاومة" يحاول توجيه رسالة ردع بدرجات معينة، كرد على تنفيذ بنيامين نتنياهو تهديداته منذ اسابيع، بالمباشرة في عملية رفح، بغض النظر عن نتائجها سواء على الصعيد الإنساني، أو على الصعيد الإقليمي. ويلفت المراقبون إلى تزايد استخدام الحزب في لبنان، للهجمات بصواريخ متطورة من طراز "الماس-3" الموجهة تلفزيونيا، بالاضافة الى تكثيف استخدامه للمسيرات الانتحارية.
وبعد المرحلة الاولى من المواجهة خلال الشهور الماضية التي استخدم فيها الحزب صواريخ "بركان" المحلية الصنع، الصغيرة المدى ولكنها تتمتع بقدرة تفجيرية كبيرة تصل الى 50 كلغ من المتفجرات، لضرب مواقع وأهداف للقوات الاسرائيلية وتجمعاتها في الشمال الاسرائيلي، بدأ قبل ايام ايضا باستخدام سلاح جديد يعلن عنه للمرة الاولى، هو "صواريخ جهاد مغنية" الثقيلة التي تبلغ قوتها التفجيرية 120 كلغ. وتحمل هذه الصواريخ اسم جهاد مغنية، وهو نجل القائد العسكري الأكبر لحزب الله عماد مغنية الذي يعتقد ان إسرائيل اغتالته في دمشق العام 2008، بينما قتلت اسرائيل ابنه جهاد في منطقة القنيطرة السورية العام 2015.
وبحسب الحزب فإن هذه الصواريخ الجديدة الأكثر تدميرا، استخدمت بمهاجمة موقع زبدين في منطقة مزارع شبعا اللبنانية التي تحتلها إسرائيل.
خاص: شفق نيوز