شفق نيوز/ خلال أقل من 24 ساعة، خرجت عن حزب الله في لبنان، انتقادات تطال السعودية، سياسيا واعلاميا، بعدما أدلت الديبلوماسية السعودية بموقف حاد من نتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة، فيما بثت قناة "العربية" تقريرا يتهم الحزب بالتورط في تجارة المخدرات إقليميا.
وعادة يتجاهل حزب الله الانتقادات السعودية التي تطاله مرات كثيرة، لكنه هذه المرة وزع بيانين اليوم وأمس الأربعاء، ينتقدان السعودية بلهجة غير معتادة في حدتها، برغم التقارير التي تتحدث عن احتمال حدوث خرق في مسار العلاقات السعودية مع إيران، من خلال المفاوضات التي يرعاها العراق منذ العام الماضي، ما يعني احتمال التوجه نحو انفراج إقليمي متعدد الاطراف.
واعلن وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان اليوم تحقيق تقدم في المحادثات الاخيرة مع الرياض معلنا ترحيبه بعودة العلاقات الثنائية الى وضعها الطبيعي، مشيرا الى انه قد يجتمع مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان ال سعود الذي قال من جهته، قبل يومين خلال منتدى دافوس "نركز على مستقبل مبني على الأمن والتعاون، وأيدينا مفتوحة لجميع الدول، ولإيران"، حتى انه اضاف "إذا توصلنا إلى إحياء الاتفاق النووي، فسيكون أمراً جيدا".
وفي الوقت نفسه، فإن قناة "العربية" بثت تقريرا يتحدث عن اعلان الجيش الاردني عن اشتباك مع قوة تهريب على الحدود مع سوريا، ادت الى مقتل اربعة، بينهم قيادي سوري، مرتبط "بعلاقات وطيدة" مع قياديين في حزب الله ويترأس مجموعة محلية تنشط في المنطقة الجنوبية من سوريا، وتضم عشرات العناصر من أبناء درعا والسويداء.
واشار التقرير في القناة السعودية الى ان المجموعات المرتبطة بحزب الله، و"الفرقة الرابعة" التي يرأسها شقيق الرئيس السوري، ماهر الاسد، كثفت مؤخرا عمليات نقل المخدرات من لبنان الى مناطق بمحافظة درعا والسويداء، بهدف ادخالها الى الاردن وغيره من الدول العربية.
الا ان العلاقات الإعلامية في حزب الله وصفت قناة "العربية التابعة للنظام السعودي" بانها دأبت على "صناعة الأكاذيب وفبركة الاتهامات الباطلة والزج باسم حزب الله في صناعة المخدرات والاتجار بها والترويج لها بهدف الإساءة الى الحزب وتشويه صورة حركات المقاومة وخدشها أمام الرأي العام، كل ذلك خدمةً للعدو الإسرائيلي ومشاريع التطبيع المذلّة معه".
وبينما لفت بين الحزب الى "انتشار آفة المخدرات داخل المجتمع السعودي تعاطياً وإتجاراً"، اعتبر ان الهدف من "صناعة الاكاذيب" السعودية، هو "للتعمية على الوقائع الدامغة بتورط كبار الأمراء والمسؤولين السعوديين بتجارة المخدرات وحبوب الكبتاغون والتي شهدَ مطار بيروت الدولي أحد فصولها البارزة بتوقيف أمير سعودي بالجرم المشهود".
وامس الاربعاء، وزع حزب الله ايضا بيانا باسم احد نوابه في البرلمان، ابراهيم الموسوي، بدا ردا ضمنيا ولكن حادا على السفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري الذي كان اعلن خلال احتفال في منزله الاثنين الماضي، في ذكرى اغتيال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد في العام 1989، "نزفّ للمفتي حسن خالد نتائج الانتخابات المشرّفة وسقوط كل رموز الغدر والخيانة وصناعة الموت والكراهية".
وكان السفير السعودي يشير بذلك الى الانتخابات البرلمانية التي جرت في لبنان قبل نحو 10 ايام، والتي كان من بين نتائجها خسارة بعض الشخصيات المحسوبة على ولائها لدمشق، علما بان المرشحين المدعومين من السعودية، مثل مرشحي رئيس الوزراء الاسبق فؤاد السنيورة فشلوا بشكل عام، بينما لم يتمكن حزب القوات اللبنانية من ادعاء التمثيل الاكبر للمسيحيين في لبنان.
واشار النائب الموسوي الذي يمثل حزب الله، خلال ذكرى يوم المقاومة والتحرير"، الى "سقوط كل تبريرات المهزومين والمتقاعسين والمتواطئين من حكام وأنظمة وجهات ومستخدمين لدى العدو بهدف تثبيط الشعوب وإحباط عزيمتها وتحريضها على الانقسام والحقد والكراهية.
ولم يسمي النائب عن حزب الله السفير السعودي وليد البخاري بالاسم، لكنه قال في بيانه منتقدا "نفخ بخار الفتنة عبر ألسنة دبلوماسيّة ولم تستطع إخفاء تدخلها في شؤون تخص غيرها كما لم تَرْعَوِ عن دسّ رأسها في انتخابات آخرين لم تعهدها في بلادها"، في اشارة واضحة الى السعودية التي لا تنظم فيها انتخابات.
كما انتقد النائب اللبناني صمت الحكومة اللبنانية وعدم اتخاذها "أي إجراء تأديبي يُرغم أصحاب الوقاحة أن يلزموا حدودهم بموجب القانون، في اشارة الى ان تصريحات السفير السعودي تعتبر انتهاكا لمعايير العمل الديبلوماسي.
خاص: وكالة شفق نيوز