شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ان المتظاهرين العراقيين الذين احتجوا من بغداد الى انحاء المحافظات الجنوبية، كان لديهم حلم بقيامة وطن، وان هذا الحلم تحطم بالقوة.
قليل من الأمل
وفي تقرير معزز بصور المتظاهرين ورجال الامن وساحات الاعتصام، تحت عنوان "هدير الأمل.. صمت اليأس" ترجمته وكالة شفق نيوز، قالت الصحيفة الأمريكية انه مر أكثر من عام منذ أن اسقط المتظاهرون رئيس الحكومة في اطار أكبر الاحتجاجات العراقية منذ أجيال، مشيرة الى ان المتظاهرين ولدوا في ظلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام 2003، وطالبوا بإنهاء النظام السياسي الذي نصبه الاميركيون.
واشارت الصحيفة الى ان المتظاهرين كانوا يريدون أيضا انهاء سياسات الفساد والطائفية التي لم تترك لهم سوى القليل من الامل بالمستقبل في بلدهم، بحسب أقوالهم، فيما كان شعارهم "نريد وطنا".
واعتبرت الصحيفة؛ أن هذا الحلم تحطم بالقوة المميتة، وأن أكثر من 600 متظاهر قتلوا من جانب قوات الامن وجماعات الميليشيات، وجرح الاف اخرون ومازالوا أحياء يتعايشون مع ندوبهم.
واضافت انه في مايو/أيار 2020، جاء رئيس جديد للوزراء متعهدا بتحقيق العدالة للقتلى، لكن لم تتم إدانة أي عنصر في قوات الأمن، فيما غالبية المصاعب التي ألهمت حركة التظاهرات ازدادت سوءا بسبب الازمة الاقتصادية التي ترافقت مع وباء كورونا.
وكانت ساحة التحرير في بغداد التي التقطت صور لها في يناير 2020، نقطة التجمهر الاساسية لحركة الاحتجاج في المدينة خلال العام الماضي. وبعد أكثر من عام بقليل، في 15 مارس/آذار، كانت الساحة خالية تقريبا، باستثناء دوريات الشرطة والجنود.
الاستياء مستمر
وأشارت إلى ان الساحات نادرا ما صارت تمتلئ بالمتظاهرين هذه الايام، لكن الاستياء الشعبي مستمر، وتخرج تظاهرات متفرقة اسبوعيا امام المباني الحكومية، تطالب الوظائف والخدمات، لا تستطيع الدولة التي تعاني من نقص الأموال وانعدام الكفاءة، أن توفرها لهم.
وقتل العشرات من المتظاهرين بإطلاق الرصاص من جانب قوات الأمن خلال العام الماضي، واختفى ناشطون بفعل الميليشيات المدعومة من ايران، وفقا لمراقبي حقوق الإنسان.
وذكرت الصحيفة الاميركية انه خوفا على حياتهم، فإن شبانا متظاهرين هربوا الى اقليم كوردستان او الى خارج العراق.
وفيما يقترب فصل الربيع، فإن مسؤولين عراقيين يعبرون في مجالس خاصة عن قلقهم من أن شبكة الكهرباء لن تكون قادرة على تلبية حاجات استهلاك المواطنين خلال شهور الصيف الملتهبة، ما سيجلب المزيد من المتظاهرين الى الشوارع، وهو ما قد يعد العدة لمواجهة قاتلة اخرى.
استعراض للقوة
واشارت الصحيفة الى ان المصور الصحافي ايملين مالفاتو زار مواقع التظاهرات في بغداد في ذروة حركة الاحتجاج في العام 2020، ثم بعدها بعام واحد.
وقال "نظرت عبر نافذة السيارة بينما كنا نعبر ساحة التحرير. شعرت بفراغ مزعج. الخيام كانت فارغة، وطاولات الحلوى والفواكه والشاي، اختفت. وبالاضافة الى ذلك، اختفى ايضا الفرح بالايمان بان هذه الثورة تحدث من اجل عراق افضل".
وبدل كل ذلك، هناك عدد كبير من الشبان الذي يرتدون ملابس زيتية وكحلية داكنة وأحيانا سوداء، يقومون بالحراسة في ما يبدو كأنه استعراض للقوة، وأن الرسالة كانت واضحة: أننا هنا، واننا نسيطر على المكان والمتظاهرون لن يعودوا.
ترجمة: وكالة شفق نيوز