شفق نيوز/ تحل هذه الايام الذكرى الـ30 لحرب "عاصفة الصحراء" التي قادتها الولايات المتحدة لاخراج القوات العراقية من الكويت التي احتلها الرئيس السابق صدام حسين في آب/اغسطس من العام 1990، ويصادف اليوم الجمعة 15 كانون الثاني/ينايرتحديدا، ذكرى 30 سنة على انتهاء موعد المهلة التي منحها مجلس الامن الدولي كانذار لصدام حسين للانسحاب، ولم يفعل.
وبهذه المناسبة، نشرت "مجلة اير فورس" تسلسلاً زمنياً للأحداث، ترجمته وكالة شفق نيوز، والتي سبقت انتهاء المهلة الدولية وبداية الهجوم العسكري الدولي الذي قاده الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الاب، والذي اطلق عليه الاميركيون تسمية "عاصفة الصحراء" واطلق عليه صدام حسين "أم المعارك".
ومعلوم ان القوات العراقية، وتحديدا وحدات "الحرس الجمهوري" وبعد خلافات مالية وسياسية بين صدام حسين وكل من الكويت والسعودية، تقدمت بأوامر من الرئيس المخلوع لاحتلال الكويت في الثاني من آب/اغسطس وسيطرت عليها خلال ساعات.
وقبل بداية الغزو بأسابيع قليلة، وتحديدا في حزيران/يونيو 1990، التقى صدام حسين السفيرة الاميركية أبريل غلاسبي والتي المحت الى ان واشنطن ليست معنية بالنزاع يبن دولتين عربيتين، وهو ما فسر على ان الولايات المتحدة ستظل على الحياد.
وفي 12 يناير العام 1991، وبعد مناقشات حامية، فتح الكونغرس الاميركي الطريق أمام الحرب على العراق. وبينما تبنى مجلس النواب الموافقة بأغلبية 250 صوتا مقابل 183 صوتا معارضا، وافق مجلس الشيوخ ب52 صوتا مقابل 47 صوتا.
وسمح القرار للرئيس بوش الاب باستخدام القوة العسكرية لتطبيق القرار 678 الصادر عن مجلس الامن الدولي، لاجبار العراق على الانسحاب من الكويت.
وفي 13 يناير، اجتمع الامين العام السابق للامم المتحدة خافيير بيريز ديكويلار بصدام حسين في بغداد، واعلن بعدها ان هناك أملا محدودا بتحقيق السلام.
وفي 15 يناير، انتهت المهلة الدولية الممنوحة لصدام حسين للخروج من الكويت بشكل سلمي. واعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان القوات الاميركية بات لديها 415 الف جندي في الخليج، مقابل 545 الف عسكري عراقي.
اما في 16 يناير، فان القيادة المركزية الاميركية اعلنت ان لديها 425 الف عسكري في مسرح العمليات في المنطقة، بدعم من قوات برية من 19 دولة، ومساندة بحرية من 14 دولة. وانتقلت الافواج الاولى من طائرات سلاح الجو الاميركي من قاعدة رامستين الجوية في المانيا الى قاعدة انجريليك على الاراضي التركية، كما انطلقت قاذفات "بي 52 جي" من الولايات المتحدة باتجاه المنطقة للبدء بتنفيذ الضربات الجوية الاولى في اطار "عاصفة الصحراء".
كما وجه جورج بوش الاب خطابا متلفزا الى الاميركيين يعلن فيه قرار بدء الهجوم الاميركي. وفي 17 يناير، بدأ سلاح الجو الاميركي "عاصفة الصحراء" الساعة الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي، والسابعة مساء بتوقيت المنطقة اي في 16 يناير، وذلك من خلال قاذفات "بي 52" التي جاءت مباشرة من الولايات المتحدة الى السماء السعودية لضرب العديد من المواقع العراقية، قبل العودة الى قاعدتها باركسدل الجوية في لويزيانا، قاطعة بذلك مسافة 14 الف ميل برحلة استمرت 35 ساعة متواصلة، اعتبرت الاطول في تاريخ المهمات العسكرية الجوية.
واستهدفت الموجة الاولى من القصف الجوي والصاروخي عبر صواريخ كروز، لتحقيق التفوق الجوي على الجيش العراقي وتدمير قدراته العسكرية وضرب مراكز القيادة والسيطرة.
وتمكنت طائرة عسكرية اميركية من اسقاط اول طائرة "ميغ-29" عراقية في الساعة 3,10 فجرا، في اول اشتباك جوي بين الطرفين.
وبينما تم تنفيذ 750 طلعة جوية من قواعد في المنطقة في ساعات الصباح الاولى وخلال اليوم الاول، فان سلاح البحرية الاميركي شارك بمهمات جوية تضمن 228 طلعة جوية من ستة حاملات طائرات في البحر الاحمر والخليج العربي.
اما تركيا، فقد اعطت الاذن لسلاح الجو الاميركي لاستخدام قاعد انجرليك والسماء التركية لفتح جبهة على القوات العراقية من الشمال.
وبالاجمال، شملت الغارات والضربات الجوية العراق كله من الشمال إلى الجنوب حيث قام سلاح جو قوات التحالف الدولي بقرابة 109,867 غارة جوية خلال 43 يوما بمعدل 2,555 غارة يوميا، القي خلالها اكثر من 60 الف طن من القنابل.
وفي 17 يناير، اعلن صدام حسين عبر الاذاعة أن "أم المعارك قد بدأت".
وانتهت الحرب بكارثة على العراق، والكويت بطبيعة الحال، وعلى دول المنطقة وادت الى تدمير قوة الجيش العراقي واقتصاده، وفتحت الباب امام سنوات العقوبات التي اضرت بملايين العراقيين، ومهدت لاحقا لغزو العراق في العام 2003، من جانب جورج بوش الابن.